تعد آلام البطن بعد الولادة من الأمور الطبيعية التي تحدث وبشكل رئيسي بسبب قيام الرحم في هذا الوقت بالعودة تدريجيا إلى حالته الطبيعية إلا أنه مع بعض النساء، يمكن أن تحدث المعاناة من هذه الأزمة كعرض مرضي دال على وجود مشكلة صحية أساسية. لذا، فقد قررنا أن نتعرف اليوم على أهم 4 أسباب شائعة تؤدي إلى حدوث الشكوى من آلام منطقة البطن بعد خوض تجربة الولادة وهذا بمزيد من الفهم والمعرفة.
ما المقصود بآلام البطن بعد الولادة؟
ما المقصود بآلام البطن بعد الولادة؟
بعد الولادة، تشكو أغلب النساء من آلام غير متوقعة في منطقة البطن حيث يمكن أن تختلف هذه الآلام من سيدة لآخرى حتى وان كانت هذه المرأة قد خاضت تجربة الحمل والولادة عدة مرات من قبل.
بوجه عام، لا تدعي عزيزتي حواء هذه الأوجاع والآلام تؤثر على تعافيكي حتى تستطيعي النهوض والسير على خطى مهام الحياة اليومية بمزيد من النشاط والتألق. لذا، فمن الواجب عليكي معرفة أسباب وطرق تقليل آلام البطن بعد الولادة لاستعادة الصحة في فترة زمنية سريعة.
ما هي أسباب المعاناة من آلام البطن بعد الولادة؟
على سبيل التوضيح، ينمو طوال فترة الحمل الرحم بمعدلات تبلغ أضعاف حجمه الأصلي، وتتكاثف البطانة وتتمدد الأوعية الدموية لدعم المشيمة والطفل، ومن ثم وعند الولادة فسوف يبدأ جسم المرأة في عملية العودة إلى حالته الأصلية وتباعا يصبح من الطبيعي تماما أن تحدث المعاناة من آلام البطن وخاصة المنطقة السفلية.
بمزيد من الفهم، تتمثل أسباب آلام البطن بعد الولادة في الآتي:
أولا: آلام ما بعد الولادة (الانقباضات الرحمية)
آلام ما بعد الولادة (الانقباضات الرحمية)
من الأسباب الأكثر شيوعا لشكوى النساء من آلام في البطن بعد الولادة هو أن الرحم ينقبض ليتقلص إلى حجمه الأصلي، فالجدير بالذكر أنه أثناء حدوث هذه الانقباضات سوف يحاول الجسم الضغط على الأوعية الدموية في الرحم لمنع المعاناة من النزيف المفرط.
بوجه عام، تُشبه هذه الانقباضات نسخا مصغرة من تقلصات المخاض، ويشار إليها أحيانا باسم آلام ما بعد الولادة بسبب أنها تحدث بشكل رئيسي بعد ولادة الطفل.
في هذه الآونة، يمكن أن تكون تقلصات البطن مشابهة جدا لتقلصات الدورة الشهرية حيث تتراوح في مدى تأثيرها على الجسم وقد تكون شديدة في بعض الأحيان، وتميل إلى أن تكون أكثر وضوحا في الحمل الثاني أو الثالث فصاعدا.
في أغلب الأوقات، عادة ما تكون آلام ما بعد الولادة أكثر إزعاجا في الأيام القليلة الأولى من عملية الولادة، ومن ثم تميل إلى الانخفاض بعد ذلك، ولكن قد نلاحظ أنها تكون أكثر وضوحا عند الرضاعة الطبيعية لأن فعلها يحفز من إفراز الأوكسيتوسين، وهو هرمون يسبب تقلصات الرحم.
إقرأ أيضا: هل من الخطر على النساء الحوامل الإصابة بالتهابات المسالك البولية؟
ثانيا: الولادة القيصرية
الولادة القيصرية
لا تؤثر آلام ما بعد الولادة على النساء اللائي يخضعن للولادة الطبيعية فقط ولكن يمتد الأمر أيضا وبشكل ملحوظ إلى المرأة التي خاضت تجربة الولادة القيصرية لأن الرحم يحتاج إلى العودة لحجمه وما كان عليه قبل الحمل.
إلى جانب هذا، فسوف تشعر المرأة بمشاعر عدم الراحة التي تصيب منطقة البطن بسبب أن عملية الولادة القيصرية هذه تعد من العمليات الجراحية الكبرى التي قد ينتج على آثارها الشعور بالتشنج والألم أثناء شفاء الشق والأنسجة المحيطة.
ثالثا: الامساك
الامساك
يمكن أن يكون الإمساك أيضا سببا رئيسيا للشكوى من آلام البطن بعد الولادة، والتي يمكن أن تحدث بسبب ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون أثناء الحمل والسير على الأنماط الغذائية الغير مناسبة مثل نقص الألياف، وانخفاض مستويات النشاط. الجدير بالذكر، أن هذه الحالة قد يصاحبها تقلصات في البطن والكثير من مشاعر الانتفاخ.
يمكن أن تكون هذه الحالة ظاهرة بشكل خاص عن خوض تجربة الولادة القيصرية حيث يحدث هذا بسبب الاضطرار إلى البقاء في السرير لفترة زمنية أطول للتعافي من الجراحة. علاوة على ذلك، يمكن لبعض مسكنات الألم إبطاء عمل الجهاز الهضمي، مما يؤدي ذلك إلى حدوث حالة من الركود ومن ثم الشكوى من تقلصات في البطن.
رابعا: الالتهابات والمشاكل الأخرى
الالتهابات والمشاكل الأخرى
على الرغم من أن أزمة تعرض المرأة للإصابة ببعض أنواع العدوى والالتهابات من الأمور أقل شيوعا في هذه الآونة، إلا أنه لا يزال هناك احتمالية واضحة للإصابة، وتباعا تحدث المعاناة من الآلام والتشنجات التي تصيب البطن وليس لا أي علاقة بالولادة.
تتمثل هذه الالتهابات في الآتي:
التهاب بطانة الرحم: تحدث أزمة المعاناة من التهاب بطانة الرحم بسبب التعرض للعدوى، وتتمثل الأعراض المرضية الأخرى في الحمى والإمساك والإفرازات المهبلية غير الطبيعية وآلام الحوض.
التهاب المهبل الجرثومي: تصيب هذه الحالة المرضية المرأة بسبب التعرض للكثير من البكتيريا السيئة التي من الوارد أن تتواجد في الرحم، وتشمل أعراضها الإحساس بالحرقان عند التبول وصدور إفرازات كريهة الرائحة وحكة وألم في المنطقة التناسلية.
التهابات المسالك البولية: تصيب هذه الحالى الالتهابية الحالب والمثانة والإحليل والكلى، وتشمل أعراضها الحمى والألم أو كثرة التبول والبول الغائم والدم وآلام منطقة الحوض.
التهاب الزائده الدوديه: على الرغم من أن الزائدة الدودية ليس لها علاقة وطيدة بالولادة، إلا أنه من الوارد حدوث المعاناة من التهاباتها في فترة ما بعد الولادة حيث تتمثل أعراضها في الحمى المنخفضة والغثيان والقيء وآلام البطن التي تزداد سوءا عند الحركة والإسهال والإمساك.