من منا لم يشكو مسبقا من أزمة التهاب اللثة، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة المرضية شائعة الحدوث مع العديد من المظاهر المرضية الدالة عليها مثل الشعور بالألم والتورم وعدم الراحة في منطقة اللثة. يجب العلم أنه إذا لم يتم اكتشاف هذه الحالة المرضية وعلاجها في الوقت المناسب وفي مرحلة زمنية مبكرة، فمن الممكن يمكن أن يطيل التهاب اللثة من عملية العلاج، ومن ثم تصبح حالة الفم مرضية وأكثر تعقيدا. لهذا الأمر قررنا أن نتحدث اليوم وبشكل مفصل على أسباب الإصابة بالتهابات اللثة وما هي أهم 4 مضاعفات شائعة الحدوث عند المعاناة من هذه الأزمة الصحية المزعجة؟
أسباب التهاب اللثة
عادة ما يتطور التهاب اللثة عند البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 20 عاما فما فوق حيث يرجع ذلك أساسا إلى ضروس العقل المنحرفة أو المتخلفة.
إلى جانب هذا، فهناك العديد من أسباب التهاب اللثة، والتي تتمثل فيما يلي:
– العدوى البكتيرية: أعتاد البعض على عدم وجود عادات نظافة الفم اليومية، فالجدير بالذكر أن هذا هو السبب الرئيسي لالتهاب اللثة، فعندما لا تتم نظافة الفم بشكل صحيح، فسوف تتراكم البكتيريا وتلتصق باللثة ، مسببة العدوى.
يجب العلم أنه غالبا ما تحدث هذه الحالة في أسنان الحكمة، فإذا لم يتم علاجها على الفور، فمن الممكن أن يؤدي ذلك الأمر إلى المعاناة من العدوى والإنتقال لخراجات الأسنان، مما يسبب هذا الـأمر الألم الشديد للمريض.
– ضروس العقل المنحرفة: أثناء عملية النمو، وإذا لم تكن هناك مساحة كافية ، فإن أسنان الحكمة سوف تنمو بشكل غير محاذ، مما يؤثر هذا الأمر على نمو الأسنان ويسبب التهاب اللثة، ومن ثم سيترتب على ذلك خلق الكثير من مشاعر الألم وتصبح الظروف مواتية جدا لنمو البكتيريا.
– عدم إختفاء اللثة عندما تنمو الأسنان: عادة ما تتبدد اللثة التي تغطي الأسنان أثناء عملية النمو، ولكن في بعض الحالات لا تتبدد اللثة، مما يعيق هذا الأمر من نمو الأسنان. على سبيل التوضيح، وعندما تنمو الأسنان الحادة وتحتك باللثة، فمن الممكن أن يؤدي ذلك الأمر إلى حدوث الإصابة مع مرور الوقت.
مظاهر التهاب اللثة
ينقسم التهاب اللثة إلى نوعين رئيسيين:
أولا: التهاب اللثة الحاد
تحدث هذه النوعية من الالتهابات في فترة قصيرة من الزمن، وعادة ما يتكون مصحوبة ببعض المظاهر الخارجية مثل الحمى وتورم الغدد الليمفاوية حيث يشعر المريض بالألم وعدم الراحة، مما يتطلب هذا الأمر تدخلا طبيا في الوقت المناسب لتقليل الالتهاب ومنع المضاعفات.
يمكن أن تسبب أعراض التهاب اللثة الحاد الحمى بسبب رد فعل الجسم على الالتهاب. إلى جانب الشعور ببعض الآلام الشديدة والغير مريحة حول منطقة الأسنان الملتهبة حيث ظهور علامات التورم والاحمرار، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تتم رؤية القيح يتدفق من منطقة اللثة الملتهبة، مما يثبت وجود أحد أنواع العدوى.
لا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل يمتد إلى صعوبة فتح الفم بسبب تشنج عضلات الفك، وتورم الوجه، وخاصة المنطقة المحيطة بالأسنان الملتهبة.
ثانيا: التهاب اللثة المزمن
على عكس التهاب اللثة الحاد، فإن النوع المزمن له مظاهر دورية وغالبا ما يتكرر بشكل دائم حيث يشعر المرضى بألم في جذر السن والحمى ونزيف اللثة ورائحة الفم الكريهة، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة لا تسبب إزعاجا في الحياة اليومية فقط، بل تؤثر سلبا أيضا على صحة الفم بشكل عام خاصة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.
تبدو أعراض التهاب اللثة المزمن واضحة في الآلام الخفيفة في الأسنان ولكنها تكون طويلة الأمد، بالإضافة إلى الشكوى من رائحة التنفس الكريهة، والتي تنتج عن البكتيريا التي تنمو في منطقة اللثة الملتهبة. إلى جانب شعور المرضى بانخفاض في قدرتهم على تذوق الطعام، مما يؤثر هذا الأمر على مذاقهم اليومي.
4 مضاعفات خطيرة تنتج عن التهاب اللثة
يمكن أن يؤدي التهاب اللثة، إذا ترك دون علاج مبكر إلى حدوث العديد من المضاعفات الخطيرة بما في ذلك:
1- التهاب اللثة القيحي: تعد هذه الحالة هي واحدة من أهم المضاعفات الشديدة التي تحدث غالبا عندما لا يتم علاج التهاب اللثة بشكل صحيح حيث تقوم اللثة بإفراز القيح ذات الرائحة القوية، مما يسبب هذا الأمر العديد من الصعوبات في عملية العلاج والتقليل من نوعية حياة المريض.
2- تلف اللثة: عند التهاون في علاج التهابات اللثة والتخلص منها بشكل دائم، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى تلف اللثة ويجعل من المستحيل عليها التعافي تماما، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يسهل من دخول البكتيريا ويسبب العدوى، ومن ثم لا تؤثر التهابات اللثة على صحة الفم فقط، بل يمكن أن تؤدي أيضا إلى أمراض مرتبطة بالقلب والأوعية الدموية ، مما يزيد هذا الأمر من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية في المستقبل.
3- التأثير على صحة الأسنان: يمكن أن تنتشر البكتيريا بسرعة من المنطقة الملتهبة إلى الأسنان المحيطة، مما يؤدي هذا إلى ضعف جذر ضرس العقل والأسنان المجاورة، من ثم يؤدي بكل سهولة إلى التذبذب حتى قد يصل الأمر إلى فقدان الأسنان.
4- الألم والتعب: سيتعين على الأشخاص المصابين بالتهاب اللثة تحمل آلام صعبة جدا، مما يؤدي هذا إلى الشعور بالكثير من مشاعر عدم الراحة والتعب. علاوة على ذلك، يمكن أن يصبح روتين تناول الطعام والتواصل في الحياة اليومية أمرا صعبا جدا، مما يسبب هذا الأمر حدوث المعاناة من اضطرابات في الجهاز الهضمي والتأثير على نوعية الحياة.