من الأمراض الصعبة التي تؤدي إلى حدوث الكثير من مشاعر القلق وعدم الراحة، فيمكننا أن نقوم بالحديث عن مشكلة ضعف الذاكرة التي ترتبط بوظائف المخ، وتتجلى في النسيان والقلق وصعوبة اتخاذ القرارات والعديد من الأعراض الأخرى. الجدير بالذكر أن هناك 5 أنواع أدوية شائعة يمكن أن تتسبب بشكل مباشر في حدوث المعاناة من أزمة ضعف الذاكرة وفيما يلي سوف نتعرف عليهم بشكل موضح.
ضعف الذاكرة من أهم مشاكل العصر
في الوقت الحاضر، أصبح الخرف من أكثر المشاكل الصحية شيوعا والتي تصيب جميع الفئات العمرية بشكل عام، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 65 عاما بشكل خاص.
يجب الآخذ في عين الإعتبار، أنه إذا كان ضعف الذاكرة شديدا، فقد يحتاج الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة إلى دعم كامل في أداء الأنشطة اليومية.
المعاناة من ضعف الذاكرة
في بداية الأمر يجب علينا معرفة أن أزمة ضعف الذاكرة أو الخرف من أهم أنواع المتلازمات التي تتسبب وبشكل مباشر في حدوث حالة من الإنخفاض في القدرات المعرفية مثل التفكير والذاكرة، مما يؤثر هذا الأمر على الحياة اليومية.
يتجلى هذا الأمر في فقدان وظائف المخ التي يمكن أن تسببها بعض الأمراض التي تضر الخلايا العصبية، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة هي الأكثر شيوعا مع تقدم الناس في العمر، ولكنها ليست جزءا طبيعيا من عملية الشيخوخة حيث وارد عدم معاناة البعض منها.
بوجه عام، يمكن أن يؤثر الخرف بشكل كبير على الأشخاص المصابين بالمرض وأسرهم ومقدمي الرعاية لهم والمجتمع حيث من الممكن أن يؤدي نقص الوعي والفهم لضعف الذاكرة إلى حدوث الكثير من المشاكل التي تحول دون التشخيص والرعاية.
إقرأ أيضا: الخرف.. الأعراض وطرق الوقاية
أسباب المعاناة من ضعف الذاكرة
تحدث مشكلة الخرف بسبب التعرض لبعض الأمراض أو الإصابات المختلفة التي تسبب تلفا في الدماغ، مثل:
1) مرض الزهايمر: يعد هذا النوع الأكثر شيوعا من الخرف، والذي ينطوي على تراكم غير طبيعي للبروتينات في الدماغ.
2) الخرف الوعائي: تحدث هذه الحالة المرضية بسبب ضعف تدفق الدم إلى الدماغ، والذي يمكن أن يحدث بسبب السكتة الدماغية أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو السكري أو التدخين.
3) خرف أجسام ليوي: تشمل أعراض هذه الحالة المرضية الكثير من مشاكل في التفكير والحركة والسلوك والمزاج.
4) الخرف الجبهي الصدغي: تعد هذه الحالة المرضية نوع نادر يحدث عادة في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن الـ 60 عاما.
5) نقص التغذية: في حالة عدم الحصول على ما يكفي من بعض الفيتامينات أو المعادن، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في ظهور أعراض ضعف الذاكرة.
الأدوية ومخاطر الإصابة بالخرف وضعف الذاكرة
مما لا شك فيه أن أزمة فقدان الذاكرة تحدث بسبب التغيرات التي تصيب الدماغ، ومن ثم تتسبب في توقف الخلايا العصبية واتصالاتها عن العمل بشكل صحيح.
تزداد مخاطر الإصابة بالخرف مع تقدم الشخص في العمر حيث تصبح معظم الأنواع نادرة لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن الـ 60 عاما.
بالرغم من ذلك، يمكن أن تكون بعض الأدوية الشائعة، وخاصة التي يتم تناولها بانتظام عاملا مساهما في حدوث المعاناة من الخرف، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه الأدوية في الآتي:
– ديفينهيدرامين (مضادات الهيستامين للحساسية): يعتبر دواء ديفينهيدرامين هو دواء مضاد للكولين حيث يعمل على منع الأسيتيل كولين، وهي مادة كيميائية ترسل رسائل في الجهاز العصبي وتشارك في التعلم والذاكرة، ومن ثم زيادة مخاطر الإصابة بالخرف، خاصة مع الاستخدام طويل الأمد.
على الرغم من أن الدراسات قد ربطت الاستخدام طويل الأمد للعقاقير المضادة للكولين مثل ديفينهيدرامين بالخرف، إلا أنه لم يثبت أن هذه الأدوية هي سبب رئيسي في حدوث هذه الأزمة الصحية، ومع ذلك كلما تم تناول ديفينهيدرامين لفترة أطول وفي كثير من الأحيان، كلما زاد خطر فقدان الذاكرة.
– الأفيون: يرتبط الاستخدام المنتظم للمواد الأفيونية لعلاج الألم المزمن بزيادة مخاطر الإصابة بضعف الذاكرة وضعف صحة الدماغ حيث يرتبط استخدام المواد الأفيونية بين سن الـ 75 و80 بزيادة خطر الإصابة بالخرف.
على سبيل المثال، قد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا المواد الأفيونية والذين يعانون من ألم مزمن لم يكن ناجما عن السرطان كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر من أولئك الذين لم يستخدموا المواد الأفيونية.
– أوميبرازول (مضادات الحموضة): هناك بعض الأدلة على أن استخدام أوميبرازول مثبط مضخة البروتون (PPI)، على المدى الطويل قد يزيد من خطر الإصابة بالخرف وفقدان الذاكرة.
الجدير بالذكر أن هذا الأمر يحدث لأن مثبطات مضخة البروتون يمكن أن تزيد من كمية البروتينات الضارة التي تتراكم في أدمغة الأشخاص المصابين بالخرف.
– البنزوديازيبينات (المهدئات): ثبت أن البنزوديازيبينات تؤثر بشكل مباشر على الذاكرة، فمن الهام معرفة أنه بعد تناول البنزوديازيبينات، لا تتأثر الذاكرة قصيرة المدى، ولكن الذاكرة طويلة المدى تصبح في حالتها الضعيفة، مما قد يتسبب هذا في حدوث المعاناة من الخرف.
– مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: وجدت بعض الدراسات والأبحاث الحديثة أن مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs) ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف والضعف الإدراكي، خاصة عند تناولها لفترة طويلة حيث يمكن أن يحدث ذلك بسبب التأثيرات المضادة للكولين.