بما أن أجسامنا كنساء تخضع لمنظومة هرمونية تعمل على إدارتها وينعكس آثارها على مختلف العمليات الطبيعية الفيسيولوجية التي تمر بها المرأة في كافة مراحل حياتها سواء ومن هنا فإننا نعتبرها ذات صلة وثيقة بالصحة العامة للمرأة ونستطيع أن نستدل على وجود اضطرابات في مستويات الهرمونات الأنثوية من خلال عدة أعراض سبق أن أشرنا إليها فمثلا في الحالات التي ينخفض فيها تركيز هرمون الأستروجين ليكون أقل من من 100 بيكوغرام/مل، فهذا يمثل دلالة على وجود خلل ما في توازن الهرمونات الأنثوية أي أنك تعانين من اضطرابا وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي5 مشكلات أساسية ناجمة عن اضطرابات الهرمونات الأنثوية
5 مشكلات أساسية ناجمة عن اضطرابات الهرمونات الأنثوية
أولا يجب أن نتعرف على هذا الجهاز الأساسي الممثل في الغدد الصماء التي تقوم وظيفتها على إفراز الهرمونات تلقائيا في مجرى الدم ومن الوارد أن تتعرض المرأة إلى اضطرابات في تلك الغدد مما يجعلها تواجه مشكلات يتم ترجمتها إلى أعراض تظهر مباشرة على بشرتك وصدرك بل يمتد الأمر للتأثير على شخصيتك وكل ذلك يحمل مدلول على معاناة المرأة من عدم التوازن الهرموني
ما هو اضطراب الهرمونات الأنثوية؟
تتألف الهرمونات الأنثوية من محتوى يجمع بين ثلاثة مواد هما إسترون، استراديول وإستريول، ويتم التعبير عنها عادة بـ E1، E2، E3.وتتم عملية إنتاجها في المبيضين هذا الجزء من الجهاز التناسلي الأنثوي حيث يتم إطلاق البويضات , ويشكل أبرز العوامل الحيوية التي يكسب المرأة شخصيتها الأنثوية ويساهم في تشكيل شكلها
لعل وجود هرمون الإستروجين من الضروريات بالغة الأهمية في جسم كل أنثى حيث أنه من عوامل جلب الانوثة وتعزيز الشباب والحيوية وتدعيم مظاهر الجمال الآخاذ وغالبا ماتقدر نسبة مؤشر هرمون الإستروجين لدى النساء بما يتراوح بين 50 بيكوغرام/مل إلى 400 بيكوغرام/مل. أما في الحالات التي تشهد وجودمستويات من الخلل في الهرمونات الأنثوية فإنه سوف يترتب على ذلك تأثيرات سلبية على الوظائف الأساسية للمبيضين والرحم وفي الوقت نفسه يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالإلتهابات التناسلية النسائية , ليصبح من المتوقع أن تتأثر العملية الإنجابية ومستويات جمالك
إذا كنت تعانين سيدتي من عدم الإستقرار في هرموناتك فإننا نتوقع أن تكون حالتك النفسية أسوأ مايكون فضلا عن استمرار شعورك بالإعياء والإجهاد المزمن لوقت طويل مما يترك تأثيره السلبي على الأنماط المعيشية لهذا السبب كان ولابد أولا من ملاحظة أي تغيرات جسدية ونفسية طارئة تشكل علامات تحذيرية تفيد في المعرفة والفهم الجيد لطبيعة المرض بهدف الحصول على الخيارات العلاجية المناسبة والفعالة خلال وقت قصير
من أمثلة أكثر الأعراض شيوعا والتي ماإن تم ملاحظتها فإنها تعد بمثابة مؤشرات تساهم في تسهيل استكشاف معاناتك من خلل هرموني وتشمل : التعب المزمن , اليأس والإحباط , القلق والتوتر المتزايد بالإضافة إلى وجود أعراض أخرة مابين تورم واحتقان الثدي , زيادة الوزن المفاجئة بشكل سريع , كثافة شعر الجسم الذي يطلق عليه الشعرانية ويعبر عن خلل في مستويات التوازن.
أما عن بشرتك التي تنتشر فيها بثور حب الشباب فتلك علامة أخرى على مستويات غير متوازنة من الهرمونات مما يعوق قدرة الجسم على التخلص من السموم والشوائب وإخراجها من الجلد لتظل تلك المواد السامة موجودة مما يجعلك أكثر عرضة لحب الشباب
اقرأ أيضا طرق فعالة لإستعادة التوازن الهرموني بعد الولادة
الآثار السلبية الناتجة عن الاضطرابات الهرمونية الأنثوية
1-انخفاض الرغبة الجنسية
عندما تكون المرأة مصابة بإضطراب في هرموناتها الأنثوية الممثلة في هرموني الاستروجين والبروجستيرون اللذان يعتبران مركز المتعة الجنسية لدى المرأة ويكون لهما تأثير على درجة الإستمتاع أثناء ممارسة العلاقة الحميمية ويتخذ هذ الخلل صورة حدوث تغيرات في مستويات الهرمونات لتحول لحالة من عدم الإتزان فإن ذلك يتسبب في انخفاض الرغبة والدافع الجنسي مما يشكل معوقات أمام الوصول إلى ذروة النشوة الجنسية بالإضافة إلى سوء كلا من الحالة الصحية بشكل عام والحالة النفسية بشكل خاص الذي يشكل نتاجا لهذا الإضطراب في الغدد الصماء وهذا مايجعلك أقل رغبة في ممارسة الجنس بل لاتحملين أدنى اهتمام بداخلك تجاه هذا الأمر
2-اضطرابات الدورة الشهرية
بعد أن كانت دورتك الشهرية منتظمة وكان لديك مستويات مستقرة من التوازن الهرموني فإن أي تغيرات في انتظامها يرتبط ارتباطا وثيقة بما طرأ على الهرمونات الأنثوية من تغيير ويتم اعتبار دورة الحيض من أكثر الأنشطة الفيسيولوجية الطبيعية ذات الصلة بالمنظومةالهرمونية فعتد قيامك بملاحظة توتر في دورتك مابين الطول والقصر الذي يحدث فجائيا , فإن تلك إشارة واضحة على معاناتك من اضطراب الغدد الصماء الأنثوي.
3-الإصابة بالإلتهابات النسائية
تتزايد شكاوى العديد من النساء بشأن الإلتهابات التناسلية في منطقة المهبل مابين حكة جلدية واحمرار وتهيج حتى مع مراعاة ممارسات النظافة الشخصية إلا انه مالاتعرفينه أن إصابة الغدد الصماء بالخلل يتسبب في تعطيل المنظومة الإنتاجية للهرمونات الأنثوية ويعرضها للخلل الأمر الذي يعوق قدرة جدار المهبل على إنتاج كميات كافية من الإفرازات المخاطية بهدف مساعدة المهبل على الترطيب ومقاومة جفافه وهذا ماينعكس سلبا على درجة الحموضة المهبلية , الأمر الذي يعمل على تهيئة ظروف بيئية مواتية للغزو البكتيري المسبب للعدوى الإلتهابية النسائية
4-ارتفاع حاد في مستويات ضغط الدم
تكون قراءة مؤشر ضغط الدم مستقرة ومتوازنة لدى الأشخاص الأصحاء , إلا ان ذلك الإرتفاع المفاجىء يتطلب منا عدم التجاهل والنظر إلى الأمر بشىء من الإهتمام حيث أن من ضمن مظاهر التأثير التي يتركها الخلل في الغدد الصماء ذلك التأثير على توازن ضغط الدم الطبيعي في الجسم ويتم تفسير ذلك بوجود علاقة بين ارتفاع نسبة الصوديوم في الجسم وجعل المرأة أكثر عرضة لحالات احتباس الماء والسوائل في الجسم والذي تتم ملاحظته في بروز تورم واضح في القدمين ولعل وجود هرمون الألدوستيرون بنسب متوازنة هو السبب في حدوث استقرار بين نسبة الصوديوم والماء في الجسم لذلك من البديهي أن يتأثر الجسم بوجود أي اضطراب في هرمون الألدوستيرون، ليصبح من السهولة أن تعاني المرأة من ارتفاع ضغط الدم
5-ظهور الكلف
عرض آخر من ضمن الأعراض التي تمثل مشكلة جلدية تعاني منها النساء وهو الكلف الذي يظهر في صورة بقع بنية من التصبغات الداكنة ومن بين العديد من الأسباب المسئولة عن ظهوره تشكل اضطرابات الهرمونات الأنثوية أكثر الأسباب شيوعا ويتم توضيح ذلك بأنه في العادة ومع استقرار الهرمونات فإن الجلد يصبح أكثر مرونة وحيوية مع مستويات كافية من الترطيب والتحكم الجيد في افرازات الدهون وعلى النقيض من ذلك فإن جفاف الجلد وتكون التصبغات والشحوب الواضح على البشرة من ضمن علامات اضطراب الغدد الصماء
بعض النصائح الطبية الضرورية
بما أن أي اضطراب يصيب الهرمونات الأنثوية يمكن أن يترتم عليه عواقب وخيمة تترك تأثيرها على الصحة العامة والأنماط المعيشية فإنه من الضروري اتباع النصائح التالية :
- الحرص على الإلتزام بخطة نظام غذائي صحي ومتوازن للسيطرة على الوزن وتحقيق معادلة الوزن الصحي بدون زيادة كبيرة أو نقصان
- محاولة الحفاظ على درجة من التوازن الطبيعي بين نسبة أوميجا 3 وأوميجا 6 بشكل دائم عند نسب ثابتة في الجسم.
- الإهتمام بممارسة الرياضات اليومية والأنشطة البدنية الصباحية من خلال تخصيص حوالي 30 دقيقة يومياً في ممارسة رياضة المشي
- حافظي على نوم صحي من خلال حصولك على قسط كافي من النوم بما يعمل على تنظيم ساعتك البيولوجية ويحقق الثبات في مستويات الهرمونات حيث أنه من المحتمل أن يتعرض الجسم لحالة من الإرهاق المزمن الناجم عن قلة النوم بما يصاحب ذلك كثيرا من الإضطرابات الهرمونية
- تجنب استعمال حبوب منع الحمل وأي أدوية علاجية طبية بدون وصفة طبية من قبل الطبيب