تعد الإصابة بمشكلات قرحة المعدة من الأمور الشائعة جدا في هذه الآونة. فالجدير بالذكر أن نظامنا الغذائي اليومي يؤثر بشكل كبير على صحة الجهاز الهضمي بشكل عام والمعدة بشكل خاص فما بالنا بمرضى قرحة المعدة ذاتهم. لذا يجب على أصحاب هذا المرض ضرورة الانتباه إلى الأطعمة التي يتم تناولها بشكل يومي وهذا للعمل على تقليل القرحة قدر الإمكان ومنع حدوث مضاعفاتها الضارة والمؤلمة. لهذا جئنا اليوم ومن خلال سطورنا القادمة لكي نتعرف على أهم 6 أطعمة هامة يجب على مرضى قرحة المعدة الإلتزام بإدراجها في أنظمتنا الغذائية اليومية.. فهيا بنا
ما أهم 6 أطعمة يجب على مرضى قرحة المعدة القيام بتناولها؟
أولا: الأطعمة الغنية بالألياف
أظهرت العديد من الدراسات الحديثة أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يساعد على تقليل كمية الحمض في المعدة، ومن ثم العمل على تهدئة انتفاخ وآلام البطن بشكل فعال لدى المرضى الذين يعانون من قرحة المعدة.
من أهم الأطعمة التي تحتوي على الألياف تأتي البطاطا الحلوة في المقدمة إلى جانب دقيق الشوفان والبقوليات وبذور الكتان والشعير والمكسرات. بالإضافة أيضا لبعض الخضروات والفواكه والتي قد تتمثل في البرتقال والتفاح والكمثرى والجزر.
ثانيا: الشاي الأخضر والأطعمة الغنية بالفلافونويد
من المعروف لدى البعض منا أن الشاي الأخضر هو مشروب رائع وجيد جدا للصحة العامة حيث أظهرت دراسة أجريت في السنوات الأخيرة أن الشاي الأخضر وغيره من الأطعمة الغنية بالفلافونويد من أهم العناصر الفعالة جدا ضد حدوث الإصابة بالتهاب المعدة المزمن، وهذا لأنها تمنع نمو بكتيريا الملوية البوابية المسببة لقرحة المعدة ومن ثم الوقاية من سرطان المعدة بشكل فعال.
إلى جانب الشاي الأخضر، يمكن ذكر بعض الأطعمة الأخرى الغنية بالفلافونويد بما في ذلك الثوم أو البصل أو بعض الفواكه والخضروات الملونة مثل الفراولة والتوت والبروكلي والتفاح والكرفس والجزر والبازلاء.
يجب العلم أنه عند القيام بتناول 250 مل من الشاي الأخضر أو عصير التوت البري يوميا فمن الممكن أن يقلل هذا الروتين من خطر نمو بكتيريا الملوية البوابية، والعمل على حماية بطانة المعدة ومنع تكون القرح وما قد ينتج عنها من مضاعفات خطيرة.
إقرأ أيضا: الشاي الأخضر.. شاي الصحة والجمال
ثالثا: الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
تحتوي العديد من الفواكه على مستويات عالية من مضادات الأكسدة والتي تساعد بشكل فعال على تقليل خطر الإصابة بقرحة المعدة، وتخفيف أعراضها بمجرد تطور حالة القرحة. فالجدير بالذكر أن لهذه المضادات قدرة رائعة في القضاء على بكتيريا الملوية البوابية، ومحاربة الجذور الحرة الضارة التي تتشكل في الجسم إلى جانب منع حدوث مضاعفات قرحة المعدة الخطيرة.
من الهام جدا معرفة أن مضادات الأكسدة الأكثر شيوعا والضرورية للجسم تتمثل في فيتامين C ومكملاته التي عند القيام بتناولها بجرعات معقولة على مدى فترة طويلة من الزمن فمن الممكن أن تلعب دور فعال في تحسين قرحة المعدة.
تشمل بعض الأطعمة الغنية بفيتامين C المفيد للمعدة والتي يجب أن يتم تناولها بشكل دوري منتظم الفراولة والكيوي والبروكلي والفلفل الألوان.
رابعا: الأطعمة الغنية بفيتامين (أ)
من المعروف أن فيتامين (أ) يعد من العناصر الغذائية الأساسية للجسم حيث قامت بعض الأبحاث العلمية بذكر أهمية هذا الفيتامين في المساعدة على زيادة تكوين المخاط المتواجد بالجهاز الهضمي، مما يزيد هذا من القدرة الوقائية المعنية بحماية الغشاء المخاطي في المعدة من آثار التآكل للحمض.
لذا يجب على مرضى قرحة المعدة العمل على تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (أ) أو البيتا كاروتين، والتي يمكن للجسم تحويلها إلى فيتامين أ والتي قد تشمل البيض والجزر والبروكلي والبطاطا الحلوة والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة، مثل اللفت والسبانخ. بالإضافة إلى الكبد كعنصر هام وأساسي يحتوي على هذا الفيتامين.
خامسا: الأطعمة الصحية الغنية بالبروتين
يحتاج المرضى المصابون بقرحة المعدة دائما إلى تضمين البروتين في نظامهم الغذائي. فبدلا من الحصول على البروتين من اللحوم الحمراء غير القابلة للهضم ومن ثم حدوث تدهور حالة مصابي قرحة المعدة الصحية وجعلها أسوأ، فيجب العمل على تناول البروتين الصحي من اللحوم البيضاء المتمثلة في الدجاج أو السمك.
يجب العلم أن من اهم أنواع الأسماك المعنية بالذكر فيأتي كلا من السلمون والماكريل والسردين والرنجة حيث أن جميع هذه الأنواع غنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية التي تساعد في تقليل خطر الإصابة بقرحة المعدة عن طريق إنتاج مركبات تسمى البروستاجلاندين، والتي تعمل على حماية بطانة المعدة والأمعاء.
يعد البروستاجلاندين من المواد الهامة التي تنتمي إلى مجموعة الأحماض الدهنية الموجودة بشكل طبيعي في الجسم والتي تحمي الطبقة المخاطية للمعدة والاثني عشر، وتحارب قرحة المعدة، وتعالج الأحماض الزائدة في المعدة دون التسبب في حدوث أي آثار جانبية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرضى الذين يعانون من قرحة المعدة أيضا استخدام الجبن قليل الدسم وزبدة الفول السوداني والتوفو ومنتجات الصويا الأخرى الغنية بالبروتينات الصحية لمنع تفاقم أعراض هذه الحالة الصحية المؤلمة.
سادسا: الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك
يعد البروبيوتيك من العناصر الجيدة جدا والفعالة للجهاز الهضمي. فالجدير بالذكر أنه غالبا ما يصاب مرضى قرحة المعدة ببكتيريا الملوية البوابية ومن ثم يحدث خللا في الأمعاء. لذلك، يحتاج المرضى إلى تناول البروبيوتيك من خلال الطعام للمساعدة في استعادة توازن هذه البكتيريا في الأمعاء، مما يقلل هذا من أعراض قرحة المعدة.
تتمثل الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك في الزبادي والحليب الذي يحتوي على البروبيوتيك حيث يعدان من العناصر الرائعة للجهاز الهضمي والتي يمكن أن تساعد في علاج القرحة عن طريق مكافحة عدوى الملوية البوابية وتعزيز جهاز المناعة في الأمعاء بشكل عام.
بعد قيامنا بذكر جميع العناصر الهامة لمرضى قرحة المعدة، فيجب العمل على إنشاء قائمة غذائية تشمل هذه العناصر للمساعدة في تحسين صحة الجهاز الهضمي، وتقليل أعراض قرحة المعدة للبقاء بصحة جيدة وفي حالة آمنة.