يشكو أصحاب السمنة في منطقة البطن مع مرور الوقت من حدوث العديدة من المعاناة والعواقب الوخيمة على الصحة، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة الصحية تعد مُقلقة بصورة كبيرة وذو نتائج سلبية كثيرة. لذلك، من الضروري أن يتم التعامل مع هذا الوضع بمزيد من الحكمة والأنماط الصحية. بوجه عام سنقوم اليوم بالتعرف على 6 عواقب مرضية مُقلقة تصيب الجسم عند حدوث المعاناة من السمنة في منطقة دهون البطن.
دهون البطن
تعد البطن من أهم أجزاء الجسم التي يتم تحديد أولوياتها بسهولة لتخزين الدهون حيث يؤثر هذا الأمر على الجانب الجمالي، بالإضافة إلى تسببها في الكثير من المشاكل والأضرار الصحية. من الهام معرفة أننا لا نقوم هنا بالحديث عن طبقة الدهون الموجودة أسفل الجلد مباشرة، ولكن عن الدهون الحشوية المخزنة تحت عضلات البطن.
أسباب التعرض للسمنة في منطقة البطن
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث إكتساب الدهون في منطقة البطن حيث تتمثل هذه الأسباب فيما يلي:
– انخفاض قوة العضلات: في هذه المنطقة تتطور دهون البطن بسبب انخفاض العضلات في جدار البطن. فكلما تقدمنا في السن، زادت كتلة وقوة هذه العضلات أو أصيب الفرد بالوهن العضلي.
– أنماط الحياة غير الصحية: مع قلة النشاط البدني جنبا إلى جنب مع زيادة السعرات الحرارية، فسوف يتسبب هذا الأمر في العمل على زيادة الدهون الحشوية داخل هذه المنطقة من الجسم.
– التغيرات الهرمونية: مع حدوث حالة من انخفاض هرمون الاستروجين لدى النساء، وانخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجال، فمن الممكن أن يعزز هذا الأمر عملية تخزين الدهون في البطن.
– بطء عملية الإيض: مع التقدم في مراحل العمر يقوم الجسم بالعمل على حرق سعرات حرارية أقل وتميل الدهون بشكل أو بآخر إلى التراكم في منطقة البطن.
إقرأ أيضا: تناول القهوة صباحا لفقدان الوزن وإذابة دهون البطن
أهم 6 عواقب مرضية تنتج عن تواجد الدهون في منطقة البطن
تؤثر السمنة البطنية بشكل كبير على الصحة العامة حيث أنها تزيد من خطر الإصابة بالأمراض وتضعف العظام والمفاصل بصورة كبيرة جدا. بوجه عام تتمثل العواقب المرضية هذه في الآتي:
1) اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون: غالبا ما يعاني الأشخاص المصابون بالسمنة في منطقة البطن من مشاكل في التمثيل الغذائي للدهون حيث أن هذه تعد هي العملية التي يقوم بها الجسم بإستخدام الدهون وإستقلابها. فالجديربالذكر أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
2) مرض السكري: ترتبط السمنة البطنية ارتباطا وثيقا لا يمكن التغافل عنه بتطور داء السكري من النوع 2، فمن الهام معرفة أن أمر تراكم الدهون في منطقة البطن يؤدي إلى حدوث مقاومة للأنسولين مما يقوم هذا برفع مستويات السكر في الدم ويؤدي إلى حدوث الإصابة بمرض السكري.
3) التأثير على العظام والمفاصل: تعد الدهون الزائدة التي تتواجد في منطقة البطن من أهم الأسباب التي تخلق ضغطا كبيرا على العظام والمفاصل، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث الخلل في نوعية الحياة بسبب الآلام ومن ثم حدوث انخفاض في الحركة.
4) أمراض القلب والأوعية الدموية: تزيد السمنة البطنية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل تنكس الأوعية الدموية واحتشاء عضلة القلب والحوادث الوعائية الدماغية.
5) الفشل الكلوي: أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن الأشخاص المصابين بالسمنة في منطقة البطن هم من أكثر الفئات عرضة للإصابة بمشاكل الكلى، بما في ذلك الفشل الكلوي.
6) السرطان: بصورة رئيسية قد تم ربط السمنة في منطقة البطن بزيادة خطر الإصابة بالأورام السرطانية، بما في ذلك سرطان الثدي والمبيض والقولون وأنواع أخرى معينة من السرطان.
كيفية التغلب على الدهون في منطقة البطن
للحد من تراكم الدهون في البطن ينبغي علينا أن نقوم بوضع عدة إعتبارات صحية، ومن ثم نقوم بالسير عليها فيجب العلم أن هذه الإعتبارات تتمثل فيما يلي:
أولا: الحفاظ على النشاط البدني المنتظم
حيث يتم تحقيق هذا الأمر من خلال ممارسة تمارين السباحة أو ركوب الدراجات أو الجري لزيادة القدرة على التحمل حيث تأتي هذه التمارين جنبا إلى جنب مع تمارين تقوية العضلات للحفاظ على كتلة العضلات الجيدة. فيجب العلم أنه سيتم تقليل دهون البطن بشكل كبير في حالة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
الجدير بالذكر أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تمنع تماما دهون البطن من العودة بعد فقدان الوزن. بالغضافة إلى قيامها أيضا تساهم بالحد من الالتهابات، وخفض نسبة السكر في الدم، وتحسن الأنشطة الأيضية الأخرى المرتبطة بالدهون الزائدة في البطن.
ثانيا: إتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع
عند القيام بإعتماد نظام غذائي متنوع ومتوازن غني بالبروتينات والألياف والأحماض الدهنية الأساسية؛ فسوف ينتج عن هذا الأمر العديد من النتائج الإيجابية، وبالأخص فيما يتعلق بأمر دهون البطن. ففالجدير بالذكر أن هذا النظام يتم تحقيقه من خلال:
– تجنب الأطعمة التي تحتوي على الكثير من السكر والملح والدهون حيث أن الأطعمة التي تحتوي على الكثير من السكر ضارة جدا بالصحة، وإذا تم إستهلاكها بكثرة، فمن الممكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن غير المنضبط.
بالإضافة إلى ذلك فقد كشف الباحثون أن إضافة الكثير من السكر سيؤثر على عملية التمثيل الغذائي في الجسم حيث أن السكر الزائد هو الفركتوز بشكل أساسي، والذي يزيد من خطر تراكم الدهون السيئة حول الكبد والبطن.
يجب العلم أنه عندما يفرط الكبد في الكمية المطلوبة من السكر، يصبح مثقلا بالفركتوز الزائد ويضطر إلى تحويله إلى دهون. ومن ثم تسبب هذه العملية آثارا ضارة على الصحة العامة، بما في ذلك زيادة دهون الكبد أو دهون البطن أو مقاومة الإنسيلين أو مشاكل التمثيل الغذائي الأخرى.
– العمل على تحميل المزيد من البروتين داخل الجسم حيث يعد هذا الأمر فعال بشكل خاص في تقليل دهون. فقد أثبت العلماء أن الأشخاص الذين يتناولون المزيد من البروتين لديهم دهون أقل في منطقة البطن.
– اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات حيث يساعد هذا النظام على تقليل الدهون الزائدة في البطن وحول الأعضاء الأخرى. لذا فيجب تجنب تناول الكربوهيدرات المكررة مثل الحلوى والسكر والخبز الأبيض.
– تناول الأطعمة الغنية بالألياف حيث أنها لها دور فعال في تقليل دهون البطن الضارة، ويمكن الحصول عليها من بعض الأطعمة مثل الفواكه والخضروات الخضراء والبقوليات والحبوب الكاملة والشوفان.
ثالثا: الحفاظ على جودة النوم
مع مراحل التقدم في العمر تميل كمية الميلاتونين التي يتم إفرازها إلى الانخفاض، ومن ثم يتناقص النوم العميق البطيء الذي يساعد الجسم على التعافي تدريجيا أيضا. لذلك، فمن الضروري التأكد من الحفاظ على نوم جيد لتنظيم الهرمونات المتعلقة بالتحكم في الشهية، وبالتالي الحفاظ على الوزن والحد من تكوين الدهون في منطقة البطن.