تعد الأسماك مصدر غذائي غني بالمغذيات، حيث تعمل على توفير العديد من العناصر الغذائية مثل البروتين وأوميغا 3 والفيتامينات والعديد من المعادن المهمة. بالرغم من ذلك، هناك بعض مجموعات من الأشخاص الذين لا يجب عليهم أن يقوموا بتناول السمك أو يحتاجون إلى توخي الحذر عند ممارسة روتين تناوله. لذا، سنتعرف الآن على أهم 6 مجموعات بشرية يجب عليهم أن يتوخوا الحذر عند القيام بتناول الأسماك داخل أنظمتهم الغذائية.
الأسماك
تعتبر الأسماك جزءا مهما من نظام غذائي صحي متوازن حيث يوصي خبراء التغذية بضرورة تناول حصتين على الأقل من الأسماك أسبوعيا.
الجدير بالذكر، أن الأسماك هنا تعد مصدر رئيسي كامل للبروتين حيث أنها تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم ولكن لا يمكنه تصنيعها بمفرده، بالإضافة إلى عنصر البروتين الهام لبناء، وإصلاح الأنسجة والخلايا في الجسم، ودعم جهاز المناعة والعديد من الوظائف الأخرى.
إلى جانب هذا، تعتبر الأسماك أيضا مصدرا للفيتامينات والمعادن مثل (فيتامين د – ب 12 – السيلينيوم – اليود – الكالسيوم … إلخ)، ولكن يجب على بعض من المجموعات البشرية تجنب تناول الأسماك قدر الإمكان، وهذا ما سنتعرف عليه لاحقا.
6 فئات ينصح بضرورة تجنب أو الحد من تناولهم للأسماك
1) مصابي حساسية السمك
تعتبر حساسية الأسماك هي عبارة عن هي رد فعل غير طبيعي للجهاز المناعي للبروتين الموجود في الأسماك حيث يأتي هذا الأمر على عكس التسمم الغذائي الناجم عن تناول ثعبان البحر أو الالتهابات البكتيرية، فحساسية الأسماك هنا تبدو كرد فعل للجهاز المناعي، والذي يمكن أن يحدث حتى عند تناول الأسماك الطازجة والمعالجة جيدا.
يمكن أن تتراوح أعراض الحساسية من خفيفة وتتمثل في الطفح جلدي، والحكة، والغثيان وتنتقل إلى شديدة وتظهر من خلال ضيق في التنفس، والمعاناة من الحساسية المفرطة، والعديد من المخاطر التي تهدد الحياة، فمن الهام معرفة أنه من الممكن أن يسبب أي نوع من الأسماك الحساسية ولكن بعض الأنواع الأكثر شيوعا تشمل السلمون والتونة وسمك القد والرنجة والماكريل والسردين والأنشوجة.
عند الرغبة في منع الإصابة بحساسية الأسماك، فيوصى المختصين بضرورة قراءة ملصقات الطعام بعناية للتحقق من المكونات لتجنب المنتجات التي تحتوي على مكونات الأسماك أما في حالة تناول الطعام بالخارج فيجب الحذر لأن بعض الأطعمة المصنعة قد تحتوي على بروتين السمك دون معرفة ذلك، ومن الناحية المثالية وعند المعاناة من هذه الحساسية الغذائية، فيجب تجنب جميع أنواع الأسماك ومنتجاته بشكل قاطع.
2) مرضى النقرس
بوجه عام تحتوي الأسماك على البيورينات، وهي عبارة عن مادة عند استقلابها في الجسم ستشكل حمض اليوريك، فيجب العلم أن المستويات العالية من حمض اليوريك في الدم هي المسبب الرئيسي لحدوث المعاناة من حالة النقرس المرضية.
لذلك ، يجب على الأشخاص المصابين بالنقرس الحد من تناول للأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من البيورينات مثل التونة والرنجة والسردين والأنشوجة والماكريل وما إلى ذلك، وحتى مع الأسماك التي تحتوي على نسبة منخفضة من البيورين، فمن الواجب أيضا على الأشخاص المصابين بهذه الحالة المرضية تناول الطعام باعتدال، ويجب ألا يأكلوا الكثير في وجبة واحدة.
مع هذه الحالة المرضية، يوصى بأهمية استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للحصول على المشورة بشأن كمية الأسماك المناسبة لحالة الناسبة للوضع الصحي حيث يعد أمر اتباع تعليمات الطبيب هنا مهما للسيطرة على النقرس ومنع المعاناة من الآلام الحادة وخاصة عند تناول منتجات الأسماك.
3) الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم
يجب على الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم والأمراض النزفية مثل قلة الصفيحات ونزيف الأنف المتكرر والنزيف الداخلي تناول القليل أو تجنب تناول الأسماك قدر الإمكان، فعلى سبيل التوضيح يمكن لبعض المواد الموجودة في الغذاء أن تمنع الصفائح الدموية، مما يزيد هذا الأمر من مخاطر التعرض للنزيف.
أما فيما يخص أحماض أوميغا 3 الدهنية (EPA و DHA) فهي كما نعلم جميعا وفيرة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والرنجة وما إلى ذلك وتعود بالنفع والفائدة على صحة القلب ، ولكن لها أيضا تأثير في ترقق الدم، وتثبيط تراكم الصفائح الدموية.
بشكل أكثر فهما، تعد الصفائح الدموية هي عبارة عن خلايا الدم التي تلعب دورا مهما في عملية تخثره، مما يساعد هذا الأمر على تكوين جلطات دموية لمنع زيادة مخاطر النزيف، ومن ثم وعندما يتم تثبيط هذه الصفائح الدموية، فسوف تصبح الجلطات الدموية أكثر صعوبة مما يزيد هذا الأمر من مخاطر التعرض للنزيف خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من خلل وظيفي في الدم موجودا مسبقا.
تحتوي بعض أنواع الأسماك على فيتامين E مثل سمك السلمون، والرنجة، والقد، وهو أحد مضادات الأكسدة التي لها أيضا تأثير تخثر الدم، فعلى الرغم من أن هذا الفيتامين هو عنصر غذائي أساسي يقدم العديد من الفوائد، إلا أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في الدم، فيجب النظر بعناية في الاستهلاك المفرط له وخاصة من الأسماك.
4) مرضى اضطرابات الجهاز الهضمي
يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية أو مشاكل الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة ومتلازمة القولون العصبي توخي الحذر عند تناول السمك حيث من الممكن أن تسبب بعض أنواع الأسماك عسر الهضم أو الانتفاخ أو تجعل الحالة الصحية أكثر خطورة وخاصة عند تناول الأسماك الدهنية الغنية بأوميغا 3 مثل السلمون والماكريل والرنجة والتونة.
بوجه عام، تستغرق دهون أوميغا 3 وقتا أطول في عملية الهضم من البروتينات والكربوهيدرات، فعندما يكون الجهاز الهضمي في حالة اضطراب، فسوف تضعف القدرة على هضم الدهون، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث المعاناة من بعض الأعراض الغير سارة.
5) الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الكبد والكلى
يمكن أن يؤثر ضعف وظائف الكبد والكلى بشكل مباشر في القدرة على معالجة المواد من الأسماك والتخلص منها، وخاصة البروتينات والمواد السامة مثل الزئبق.
لذلك، يحتاج الأشخاص الذين يعانون من تلف شديد في الكبد والكلى إلى استشارة الطبيب حول النظام الغذائي للأسماك لضمان السلامة والسيطرة على المرض جيدا والبعد عن مخاطر حدوث أي مضاعفات صحية.
6) النساء الحوامل والمرضعات
على الرغم من أن الأسماك مصدر مهم لأوميغا 3 لنمو الجنين وصغار الأطفال، إلا أنه من الواجب أن تكون النساء الحوامل والمرضعات على دراية خاصة بمحتوى الزئبق في بعض الأسماك.
بمزيد من التوضيح، يجب تجنب النساء الحوامل والمرضعات تناول الأسماك الغنية بالزئبق مثل سمك أبو سيف والماكريل وأسماك القرش حيث ينصح بأهمية إعطاء الأولوية للأسماك ذات المحتوى المنخفض من الزئبق مثل السلمون والرنجة والسردين والبلطي.
من هنا يوصى الخبراء والمختصين النساء الحوامل والمرضعات بما يلي:
- العمل على تناول من 2-3 حصص (حوالي 227-340 جم) من الأسماك أسبوعيا وخاصة النوعية ذات المحتوى المنخفض من الزئبق.
- التقليل من تناول التونة البيضاء إلى حوالي 170 جراما في الأسبوع.
- تجنب تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق بشكل نهائي.