من الشائع أن يتجه أخصائي الصحة النفسية إلى وصف العقاقير المضادة للإكتئاب حيث تكون هناك ضرورة بأن تكون ضمن الروشتة العلاجية للعديد من الإضطرابات العقلية , وعل الرغم من أن آلية عمل تلك العلاجات تقوم على أساس السيطرة على الأعراض المصاحبة لسوء الحالة النفسية والذي يؤدي بالشخص للإغراق في حالة من الحزن الشديد , وسيطرة مشاعر اليأس وفقدان الأمل حتى أن نظرة الأشخاص للحياة تكون سوداوية للغاية إلى الدرجة التي يفقدون معها الشغف في ممارسة الأنشطة الروتينية اليومية , إلا أنه في بعض الأحيان تظهر بعض التأثيرات المناقضة لمفعول تلك الأدوية المعالجة للحالات الإضطرابية مما يجعل المرضى لايشعرون بأي شكل من أشكال التحسن رغم الإلتزام بالجرعات المحددة التي وضعها الأطباء النفسيين في توقيت معين من اليوم .. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي أهم 7 علامات تؤكد عدم فاعلية مضادات الإكتئاب يجب علينا معرفتها بشكل توضيحي مفسر.
7 علامات تؤكد عدم فاعلية مضادات الإكتئاب يجب معرفتها
يمكن أن تطرأ على الجسم بعض العلامات التحذيرية الدالة على التأثير المثبط لمضادات الإكتئاب والتي تفقدها مفعولها حيث من الوارد أن تتجلى هذه العلامات في الآتي:
1- الإحساس بالراحة المؤقتة
قد يؤدي حرصك على تناول الدواء المضاد للإكتئاب في تزويدك بالراحة إلا أنها مع الأسف ليست سوى مجرد شعور مؤقت وليس دائم، وهذا يتفق مع عدم الوضوح الذي يشوب آلية عمل مضادات الإكتئاب لدى العلماء فمازالت الرؤية غير واضحة، إلا أن لديهم اعتقادا معينا بأنها مسئولة عن إحداث تغيرات في نسب المواد الكيميائية الموجودة في المخ، ومن أبرزها الدوبامين والسيروتونين واللذان يعملان كهرمونات وناقلات عصبية في الوقت نفسه ويتداخلان مع الحالة المزاجية للـأفراد، وذلك في غضون فترة تقع مابين أسبوعين إلى إلى 12 أسبوعًا. وتبلغ قمة ذروتها في الفترة التي تتراوح من 6 إلى 8 أسابيع.
ففي حالة هذا الشعور المريح الذي يتسرب إلى نفسية المريض عقب تناول جرعة الدواء، ثم سرعان مايتلاشى هذا الشعور، ومن المتوقع أن تهاجم أعراض الإكتئاب مرة أخرى على حين غرة، وفي كل الأحوال ينبغي الحصول على استشارة طبية من الطبيب المختص .
2- اضطرابات النوم
في حين أن المرضى الذين لديهم مشكلات مؤثرة على صحتهم العقلية يواجهون صعوبات الإستغراق في النوم، مما يؤثر على جودة النوم فمن المنتظر أن تقاوم مضادات الإكتئاب في مكافحة الأرق الليلي، فمن الضروري الحصول على استشارة طبية طارئة من أخصائي نفسي.
لأن هذا التأثير العكسي بخلاف ما هو متوقع من تلك العقاقير المحاربة للإضطرابات النفسية، لذلك في حالة بذل محاولات كثيرة في سبيل الدخول في النوم العميق في نفس توقيت تناول مضاد الإكتئاب فإن ذلك دلالة على وجود خلل ما فيما يتعلق بتأثيرها خاصة في حالة عدم شعور المريض بأي تحسن في صحته النفسية عقب اتباع عدد من التدابير الممثلة في :
- تجربة بعض تقنيات الإسترخاء، وجلسات التأمل، وتمارين التنفس العميق، وتدريبات اليوجا
- ممارسة الأنشطة الرياضية في فترات الصباح، وتجنبها في أوقات الليل
- تخصيص وقت مقتطع من اليوم للإستماع إلى أنواع الموسيقى اللطيفة، والهادئة قبل الخلود إلى الفراش
3- التقلبات المزاجية المستمرة
على الرغم أنه من المفترض أن يقوم تناول الدواء المضاد لإكتئابك بتحسين المزاج المتقلب الذي يعد أحد أبرز الأعراض الشائعة المصاحبة للإكتئاب، إلا أن الدراسات التي تناولت الآثار المتناقضة لمضادات الإكتئاب أكدت على أنه في حالة عدم ملاحظة أي درجة من درجات التحسن ومازلت تفقدين أعصابك لأتفه الأسباب حتى مع إنقضاء مدة شهرين إلى 3 أشهر من بدء تناول مضادات الاكتئاب. ففي حالة عدم حدوث ذلك فإن ذلك خير دليل على عدم فاعليتها .
4- الحزن الشديد في ظل الطاقة المفرطة
قد يبدو الأمر غريبا أن يشعر الشخص بالإندفاع مع قدر كبير من النشاط المفرط، وفي الوقت نفسه مازال مؤشر الحزن مرتفعا حتى أنه قد تملكك بدون أي مبرر فإن ذلك يضاف إلى نوعية المؤشرات الدالة على فقدان الدواء لآلية عمله على نحو سليم
5- ظهور بعض الآثار الجانبية
كما هو الحال مع الأدوية العلاجية المستخدمة لعلاج بعض الحالات الطبية، فإنه قد تنشأ بعض الآثار الجانبية المترتبة على تناولك لمضاد الإكتئاب، كنوع من التفاعلات والتداخلات الدوائية المرتبطة بإستجابة الجسم تجاه المواد الموجودة في تركيبة الدواء، ويتطلب ذلك الرجوع إلى الطبيب المختص للحصول على استشارته وسؤاله بشأن وصف علاج بديل آخر لمضادات الإكتئاب، ومن ضمن الآثار الجانبية التي يخلفها استعمال بعض مضادات الإكتئاب تأتي نوبات الصداع المتكررة، والميل للتقيؤ والغثيان، وزيادة في وزن الجسم
6- المعاناة من أعراض متلازمة السيروتونين
قد يحدث نوع من التعارض السلبي بين مضادات الإكتئاب التي يتداخل تأثيرها مع أنواع معينة من الأدوية العلاجية أو مصادر الأطعمة، مما يتسبب في زيادة فرص الإصابة بمتلازمة السيروتونين، وهي من الإضطرابات النادرة الناجمة عن فرط مستويات هرمون السيروتونين في الجسم ، وتتمثل أعراضه الشائعة في:
- ارتفاع درجة الحرارة في صورة حمى شديدة
- الشعور بآلام جسدية
- المعاناة من قشعريرة ورعشة داخلية
- التعرق الغزير
- سيطرة الإحساس بالتعب والإرهاق
- نوبات من صداع الرأس الحاد
- التشوش وضعف التركيز
- العصبية المفرطة والإنفعال الشديد
- اضطرابات النوم والأرق الليلي
- ضبابية الرؤية أو صعوبات حركية تؤثر سلبا على المشي
- تشنج وتيبس عضلات الجسم
7- تفاقم حدة أعراض الاكتئاب
قد يخالف تناولك المنتظم لمضادات الإكتئاب كل توقعاتك، حيث تجدين أن الأعراض قد تفاقمت، بل الحالة النفسية قد ازدادت سوءا حتى أن كل المؤشرات تدل على حدوث انتكاسة في حالتك النفسية فور تناولك للدواء أو حتى شعرت بالتحسن لبعض الوقت ثم تتفاجئين بأنها ساءت فجأة، فإن العلاج لايؤتي ثماره، والأمر يستدعي استشارة الطبيب