عند القيام بإتخاذ قرار حاسم بضرورة تقليل تناول السكر المضاف يعتبر هذا ليس بالأمر اليسير على الفرد فالسكر يختبئ في الكثير من الأطعمة، والمشروبات المختلفة التي يتم التعرض لها، وتناولها بشكل يومى، ولكن يجب العلم أن الكثير من السكر، سواء كان مضافا، أو طبيعيا، يمكن أن يضر بالصحة بشكل كبير حيث يسبب الإصابة بأمراض القلب، وأمراض الكبد، والسكري، والسمنة، والحالات الصحية الأخرى. لذلك يجب وبشكل جاد العمل على التوقف عن تناوله لكي نحظى بصحة جيدة، وفيما يلي سنقوم بالتعرف على أهم 7 فوائد صحية تعود على الجسم عند التوقف عن تناول السكر.
ما هي فوائد الاستغناء عن السكر؟
يمكن أن يؤدي تقليل كمية السكر المضاف الذي نقوم بإستهلاكه إلى إنقاص الوزن وإمداد الجسم بالعديد من الفوائد والمميزات ألا وهي:
أولا: تنظيم نسبة السكر في الدم
لكي يتمكن الجسم من معالجة نسبة السكر في الدم، يقوم البنكرياس بإفراز هرمون يسمى “الأنسولين” حيث يعتبر هذا الهرمون بمثابة المفتاح الذي يسمح بدخول السكر إلى خلايا الجسم، ولكن عندما يدخل الكثير من السكر إلى مجرى الدم دفعة واحدة، يفرز البنكرياس الكثير من الأنسولين لمحاولة مواكبة ذلك، فإذا حدث هذا تتم تطوير مقاومة الأنسولين، ومن ثم تتوقف الخلايا تدريجيا عن الاستجابة للأنسولين، ويتراكم السكر في مجرى الدم.
الخلاصة، يمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين إلى حدوث مقدمات السكري ومرض السكري من النوع 2 حيث وجدت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يستهلكون المشروبات المحلاة بالسكر بشكل متكرر لديهم خطر متزايد للإصابة بمرض السكري من النوع 2.
يمكن أن يؤدي تقليل تناول السكر المضاف، وممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي إلى تحسين حساسية الأنسولين، فعندما تكون خلايا الجسم أكثر حساسية للأنسولين، فإنها تتطلب كمية أقل منه للعمل على امتصاص نسبة السكر في الدم حيث يمكن أن يساعد ذلك في تنظيم مستويات السكر وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
ثانيا: إدارة الوزن
في حالة إستخدام كميات قليلة من السكر بشكل يومي فمن غير المرجح أن يؤدي هذا الاستهلاك إلى زيادة الوزن بشكل مفرط، أو ملحوظ. ولكن يجب الإنتباه وبشكل دقيق للكميات المتناولة حيث أظهرت العديد من الدراسات أن الوجبات الغذائية الغنية بالسكر المضاف ترتبط بالسمنة وزيادة الوزن.
على وجه التحديد، ترتبط الوجبات الغذائية الغنية بالسكر المضاف بزيادة دهون منطقة البطن، الذي تعرف أيضا باسم الدهون الحشوية ، وتلتف حول أعضاء البطن، و ترتبط بالأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض السكري، وأمراض القلب.
للحفاظ على الصحة على المدى الطويل، يجب العمل على التقليل من الأطعمة، والمشروبات المحلاة بالسكر فمن الهام القيام بإختيار المشروبات، والأطعمة التي تحتوي على نسب منخفضة من السكر المضاف، مثل الفواكه، والخضروات، والمشروبات الطبيعية الغير محلاه حيث يمكن أن يساعد هذا على إدارة الوزن بشكل صحي، وتقليل الدهون في منطقة البطن.
إقرأ أيضا: أفضل وأسوأ الأطعمة التي يتم تناولها قبل النوم
ثالثا: صحة الفم
يسبب السكر للأسنان العديد من المشاكل الكبيرة فإذا لم نكن ملتزمين بالعمل على إزالة السكر الذي يلتصق بالأسنان بعد كل وجبة، فمع مرور الوقت، يمكن للبكتيريا الموجودة في الفم العمل على تكسير السكر لإنتاج حمض حيث يقوم هذا الحمض بإضعاف سطح الأسنان تدريجيا، مما يسبب حدوث تسوس الأسنان بالإضافة إلى ذلك فمن الممكن أن تؤدي الكثير من هذه البكتيريا أيضا إلى إصابة اللثة أو حدوث التهابها، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراضها.
إن تقليل كمية السكر المضاف في نظامنا الغذائي إلى أقل من 10٪ من إجمالي السعرات الحرارية كل يوم يمكن أن يساعد هذا في التقليل من خطر الإصابة بتسوس الأسنان، وبغض النظر عن كمية السكر التي نقوم بتناولها يجب دائما ممارسة نظافة الفم بشكل جيد، ومستمر، وهذا عن طريق إستخدام الفرشاة ثلاث مرات يوميا، أو أكثر باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد ، والقيام بالتخطيط لزيارة طبيب الأسنان مرة واحدة على الأقل في السنة للإطمئنان.
رابعا: تقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد
تشير الدراسات إلى أن استهلاك كميات زائدة من السكر المضاف يرتبط بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) حيث يعتبر هذا النوع من أمراض الكبد لا علاقة له بالكحول أو التسمم بالمعادن الثقيلة أو العدوى الفيروسية.
من أهم وظائف الكبد هو العمل على تحطيم الفركتوز، وهو نوع من السكر المضاف. لكن عند التعرض للفركتوز الزائد خاصة من المشروبات المحلاة الذي يصل إلى الكبد فقد يتحول الأمر إلى دهون، وفي النهاية يؤدي إلى حدوث مرض الكبد الدهني. لذا فإن تقليل تناول السكر المضاف يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد.
خامسا: الحفاظ على صحة القلب
ترتبط السكريات المضافة بشكل مباشر، وغير مباشر بأمراض القلب حيث ترتبط الأنظمة الغذائية التي تحتوي على أكثر من 20٪ من إجمالي السعرات الحرارية من السكريات المضافة بمستويات عالية من الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون في الدم التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
حتى لو كان الوزن صحيا بالفعل، فيجب العمل على تقليل تناول السكر المضاف لكي يستطيع ذلك المساعدة في الحفاظ على ضغط الدم، والكوليسترول، والدهون الثلاثية، عند مستويات صحية، مما يؤدي هذا إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
سادسا: التقليل من حب الشباب وتحسين صحة الجلد
عند القيام بتقليل تناول السكر قد يساهم هذا بشكل كبير في الحفاظ على صحة البشرة حيث أن تناول الكثير من السكر يسبب إطلاق الجسم للمزيد من الأنسولين، والهرمونات الشبيهة بالأنسولين التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث تغييرات مرتبطة بالجلد عن طريق إنتاج هرمونات الأندروجين (مثل التستوستيرون)، والمزيد من الزهم (مادة دهنية) وكلاهما يمكن أن يسببا الإصابة بـ “حب الشباب”.
قد يساعد تقليل السكر المضاف أيضا في العمل على إبطاء ظهور علامات الشيخوخة على البشرة، والحفاظ على نضارتها، وصحتها.
الجدير بالذكر أن السكر قد يحتوي جنبا إلى جنب مع الأطعمة المشوية، أو المقلية، أو المحمصة، على المزيد من المواد التي تتفاعل مع الكولاجين والألياف المرنة في البشرة، ومن ثم تصبح السبب في حدوث العديد من المشكلات.
سابعا: التقليل من خطر الإصابة بالاكتئاب
ما نقوم بتناوله من طعام وشراب بقوم بالتأثير على عقولنا بشكل كبير، ومن ثم التأثير على الحالة النفسية والمزاج. على سبيل المثال، فعند تناول الوجبات الغذائية الصحية التي تركز على الأسماك، والحبوب الكاملة والمكسرات، والفواكه، والخضروات الطازجة فإن ذلك يؤدي إلى إنخفاض خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب.
تشير العديد من الدراسات أيضا إلى أن المشروبات السكرية مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب لأن تناول الكثير من السكر يمكن أن يصبح حالة من الإدمان، فعند تناوله يطلق الدماغ هرمونا الإندورفين، والدوبامين حيث تلعب هذه الهرمونات دورا كبيرا في الشعور بالرضا، ولكن مع مرور الوقت يقوم هذا بالتأثير السلبي على المزاج.