عند الحديث عن دور الفيتامينات والمعادن الفعالة للجسم، فمن الواجب علينا ألا نقوم بتجاهل الحديث عن فيتامين (د) الرائع ذات الدور الهام في الحفاظ على صحة العظام، ودعم وظيفة المناعة وضبط الحالة المزاجية وتنظيم الوضع النفسي قدر الإمكان، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على امتصاص فيتامين (د) في الجسم، حتى إذا قمنا بإستخدام المكملات الغذائية الخاصة بهذا الفيتامين. لذا قررنا اليوم أن نقوم بالتعرف على أهم 8 عوامل تؤثر على امتصاص الجسم لفيتامين (د) وهذا حتى نكون على علم بها.
ما هي أهم 8 عوامل تؤثر على امتصاص الجسم لفيتامين د؟
أولا: معاناة الجسم من نقص المغنيسيوم
يعد عنصر المغنيسيوم من أهم الفيتامينات الضرورية لعملية التمثيل الغذائي وتفعيل دور فيتامين (د) داخل الجسم. فالجدير بالذكر أنه في حالة إنخفاض مستويات المغنيسيوم، فمن الممكن أن ينتج على هذا الوضع حدوث حالة من ضعف تحويل فيتامين (د) إلى شكله النشط، ومن ثم يؤدي هذا إلى انخفاض فاعلية فيتامين (د) على الجسم بالرغم من تناوله في صورة المكملات.
من هنا يمكننا القول بأن ضمان عملية تناول كمية كافية من المغنيسيوم عن طريق أنظمتنا الغذائية أو المكملات من أهم الأمور التي يمكنها تعزيز امتصاص واستخدام فيتامين (د) داخل الجسم .
ثانيا: التعرض غير الكافي لأشعة الشمس
على الرغم من أن مكملات فيتامين (د) يمكن أن تساعد في تعويض التعرض غير الكافي لأشعة الشمس، إلا أن ضوء الشمس الطبيعي لا يزال المصدر الأكثر وفرة وصحة لفيتامين (د).
يمكننا القول بأنه عند القيام بقضاء بعض الأوقات في الهواء الطلق، وتعريض البشرة لأشعة الشمس الصحية، فإن هذا يعد من الأمور الهامة التي تعمل على تحفيز تخليق فيتامين (د). ولكن يجب مراعاة أن هناك بعض من العوامل الأخرى مثل الموقع الجغرافي والموسم وأوقات اليوم وتصبغ الجلد تؤثر على قدرة الجسم نحو إنتاج الجسم لفيتامين (د) من أشعة الشمس.
إلى جانب هذا فقد يواجه الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بها القليل من الشمس أو الذين يستخدمون واقي الشمس بانتظام صعوبة في الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين (د) ومن ثم تدعيم عملية إستفادة أجسامهم منها.
ثالثا: تناول الوجبات قليلة الدسم
يعتبر فيتامين (د) من أشهر الفيتامينات القايلة للذوبان في الدهون. لذلك، فعند القيام بتناول المكملات الغذائية مع الوجبات قليلة الدسم، فسوف يقلل هذا الأمر من معدلات الامتصاص. لذا فيوصى بضرورة تضمين هذا الفيتامين في الوجبات التي تحتوي على الدهون الصحية وهذا من أجل تحقيق الامتصاص الأمثل لهذا الفيتامين.
إقرأ أيضا: فوائد إعطاء فيتامين د3 للأطفال الرضع والجرعة المناسبة
رابعا: المعاناة من بعض المشاكل المعوية
بوجه عام يمكن لاضطرابات الجهاز الهضمي والظروف التي تؤثر على صحة الأمعاء أن تتداخل مع امتصاص الجسم لفيتامين (د) حيث من الوارد أن تتم المعانة من هذا الأمر مع بعض الحالات المرضية مثل مرض الاضطرابات الهضمية ومرض كرون ومرض التهاب الأمعاء (IBD) حيث تتسبب هذه الحالات جميعها في التقليل من امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، بما في ذلك فيتامين د.
من هنا يجب علينا معرفة أن أمر معالجة مشكلات صحة الأمعاء من خلال التعديلات والمكملات والعلاجات الطبية في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى تعزيز امتصاص العناصر الغذائية واستخدامها بشكل مفيد للجسم.
خامسا: انخفاض مستويات فيتامين (ك) بالجسم
يلعب فيتامين ك دورا مهما في امتصاص واستخدام فيتامين (د) في الجسم، وهذا لأنه يساعد في تنشيط الـ (أوستيوكالسين)، وهو عبارة عن بروتين فعال يشارك في عملية تمعدن العظام، والذي يعتمد على فيتامين(د) بشكل رئيسي.
الجدير بالذكر أنه بدون تلقي ما يكفي من فيتامين (ك) فلن يقوم الأوستيوكالسين بأداء عمله بشكل سليم وصحي، بالإضافة إلى أنه يتداخل مع ترسب الكالسيوم المناسب في العظام.
إلى جانب ذلك أيضا فيقوم فيتامين (ك) بالعمل على توزيع الكالسيوم في الجسم، مما يضمن هذا توصيله بشكل مباشر إلى العظام والأسنان بدلا من تراكمه في الأنسجة الرخوة. لذلك، تعد مستويات هذا الفيتامين المتواجدة بشكل كافي في الجسم من الأمور الضرورية لتعظيم فوائد فيتامين (د)، وتعزيز صحة العظام، وتقليل مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل هشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية… إلخ.
سادسا: تناول بعض المنتجات الدوائية
مما لا شك فيه أن أمر تناول بعض الأدوية يمكن أن يتداخل مع عملية التمثيل الغذائي وامتصاص فيتامين (د) في الجسم. فعلى سبيل المثال، تقوم الكورتيكوستيرويدات ومضادات الاختلاج والأدوية المضادة للفيروسات وبعض أدوية إنقاص الوزن بالتداخل مع حصول الجسم على فيتامين (د).
لذا فقد يحتاج الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية إلى جرعات أعلى من مكملات فيتامين (د) حيث يجب أن يتم هذا الأمر تحت استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية لتقييم التفاعلات الدوائية، وتعديل جرعة هذا المكمل بشكل آمن وصحي.
سابعا: تناول الجرعة الخاطئة
من أهم الأسباب الرئيسية لجعل مستويات فيتامين (د) في الجسم أقل من المستوى الأمثل لها على الرغم من تناول المكملات هو عدم كفاية الجرعة التي يتم تناولها. الجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من الناس لا يحصلون على ما يكفي من فيتامين (د) لتلبية احتياجاتهم.
بوجه عام تختلف الجرعة الموصى بها اعتمادا على بعض من العوامل مثل العمر ولون البشرة والموقع الجغرافي ومستوى التعرض لأشعة الشمس.لذا فمن الواجب علينا أن نقوم بالتشاور مع مقدم الرعاية الصحية لتحديد الجرعة المناسبة من مكملات هذا الفيتامين بناء على المتطلبات الفردية.
ثامنا: إختلاف فاعلية مكملات فيتامين (د)
يمكن أن تؤثر الجودة والتوافر البيولوجي لمكملات فيتامين (د) بشكل كبير على فعاليتها. لذلك، يعد أمر اختيار علامة تجارية حسنة السمعة من الأمور الهامو والضرورية والتي يجب علينا أن نقوم وضعها في عين الإعتبار.
بالإضافة إلى ذلك، فيجب العلم أن أمر اختيار مكمل فيتامين (د3) من أفضل الإختيارات لأن هذا الشكل هو الحالة النشطة لفيتامين (د) حيث يجب الإستعاضة به عن فيتامين (د2).