بشكل رئيسي، يتم استخدام العديد من المنتجات الدوائية لعلاج العديد من الحالات المرضية، ولكن في حال الاستخدام طويل الأمد لبعض هذة الأدوية الشائعة، فمن الممكن أن يترتب على هذا الأمر التأثير السلبي على قدرة الجسم نحو اكتساب الكثير من العناصر الغذائية الأساسية (الفيتامينات والمعادن)، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ذلك الأمر إلى الشعور بالتعب وانخفاض المناعة وضعف صحة العظام والعديد والكثير من المشاكل الصحية الأخرى، والتي غالبا ما يتم الخلط بينها وبين الحالات الصحية غير ذات الصلة. لذا، فقد قررنا أن نقوم اليوم بالتعرف على أهم 8 أدوية علاجية شائعة تعمل على استنزاف الفيتامينات المتواجدة داخل الجسم بشكل صامت جدا وغير ملحوظ.
8 أنواع من الأدوية تستنزف الفيتامينات والمعادن داخل الجسم
1) الأسبرين
الأسبرين
كما يعلم أغلبنا أن دواء الأسبرين يستخدم لتخفيف الألم وتقليل الحمى ومحاربة الالتهابات والأهم من ذلك منع الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية عن طريق منع تكوين جلطات الدم.
يجب العلم، أن هذا الدواء يشار إليه للمرضى من بعد خوض تجربة جراحية في القلب والأوعية الدموية أو بعد السكتة الدماغية، وفي علاج الأمراض الالتهابية مثل التهاب المفاصل
على الجانب السلبي، يمكن أن يقلل الأسبرين من امتصاص فيتامين C عن طريق كسر الرابطة بين هذا الفيتامين والألبومين ، فضلا عن التأثير على آليات الامتصاص الخلوي، بالإضافة إلى أنه يسبب تلفا خفيفا في الغشاء المخاطي، مما يزيد هذا الأمر من الحاجة إلى مضادات الأكسدة، والتي بدورها يمكن أن تقلل من مستويات فيتامين C في الجسم.
طبقا لبعض الدراسات أيضا، فقد تم إثبات أن الاستخدام اليومي لجرعة منخفضة من الأسبرين (حوالي 100 مجم) يزيد من مخاطر الإصابة بفقر الدم لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فما فوق حيث يرتبط هذا التأثير بنزيف الجهاز الهضمي الحاد، مما يشير إلى أن الأسبرين قد يؤثر أيضا على مخازن الحديد في الجسم مثل الفيريتين.
2) الأسيتامينوفين (تايلينول)
الأسيتامينوفين (تايلينول)
يعد الجلوتاثيون هو أحد مضادات الأكسدة حيث يتواجد داخل الجسم بشكل رئيسي، ويساعد على حماية الخلايا من التلف. الجدير بالذكر، أنه قد تم ربط انخفاض مستويات الجلوتاثيون بالشيخوخة والسكري والمشاكل العصبية والسرطان وزيادة خطر الإصابة بالعدوى بما في ذلك COVID-19.
في هذه الآونة، يمكن أن يقلل استخدام دواء الأسيتامينوفين من مستويات الجلوتاثيون، مما يجعل الكبد أكثر عرضة للعديد من المخاطر الصحية.
إقرأ أيضا: أهم أنواع الأدوية المُسببة لتساقط الشعر وطرق علاج هذا الأمر
3) حبوب منع الحمل
حبوب منع الحمل
أظهرت العديد من الدراسات أن وسائل منع الحمل الفموية يمكن أن تقلل من بعض الفيتامينات والمعادن، بما في ذلك حمض الفوليك والفيتامينات B2 و B6 و B12 و B13 وفيتامين C وفيتامين E والمغنيسيوم والسيلينيوم والزنك.
من هنا فقد قام الأطباء المختصون بالتعامل مع هذا الأمر بمزيد من الأهتمام عن طريق التوصية بضرورة تناول هذه العناصر الغذائية كإجراء وقائي.
لا يزال السبب الدقيق غير معروف في نقصان هذه الفيتامينات عند تناول حبوب منع الحمل، ولكن هرموني الاستروجين والبروجسترون في حبوب منع الحمل الفموية يمكن أن يؤثروا على كيفية امتصاص الجسم للكثير من العناصر الغذائية واستخدامها.
4) الميتفورمين
الميتفورمين
يتم استخدام دواء الميتفورمين بشكل شائع مع مرض السكري من النوع 2، والذي يمكن أن يقلل من امتصاص فيتامين ب 12 في الأمعاء.
من الهام معرفة، أن الاستخدام طويل الأمد لهذا الدواء يمكن أن يزيد من خطر نقص فيتامين ب 12، مما قد يؤدي ذلك إلى تفاقم تلف الأعصاب الطرفية حيث يحدث هذا الأمر لأن دواء الميتفورمين يتداخل مع كيفية ارتباط فيتامين ب 12 بالأمعاء الدقيقة وامتصاصه فيها.
5) مضادات الحموضة
مضادات الحموضة
عند الحديث عن مضادات الحموضة وخاصة مثبطات مضخة البروتون (PPIs) وحاصرات H2، فيجب العلم انها تقلل من حمض المعدة، وهو أمر ضروري لإطلاق فيتامين ب 12 من الطعام.
وفقا للآراء الخبراء، فمن الممكن أن يؤثر الاستخدام طويل الأمد أيضا لهذه النوعية من الأدوية على مستويات الكالسيوم والبوتاسيوم والزنك، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث حالة من الاختلالات الغذائية الأكثر حدة.
6) الستاتينات الدهنية
الستاتينات الدهنية
تساعد العقاقير المخفضة للكوليسترول على الحد من مخاطر الإصابة بارتفاع نسب الكوليسترول الضار داخل الجسم وأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكنها يمكن أن تقلل أيضا من الإنزيم المساعد Q10 (CoQ10)، وهو مركب ضروري لإنتاج الطاقة في خلايا العضلات.
يمكن أن تتسبب المستويات المنخفضة من الإنزيم المساعد Q10 في حدوث حالة من الألم أو ضعف العضلات أو الالتهابات حيث تعد جميع هذه العوارض المرضية هي الآثار الجانبية الشائعة للعقاقير المخفضة للكوليسترول.
7) المضادات الحيوية
المضادات الحيوية
تقوم المضادات الحيوية بالعمل على قتل البكتيريا الضارة داخل الجسم، ولكنها أيضا تقوم بقتل البكتيريا المفيدة في الأمعاء.
من الهام معرفة، أن هذا الخلل يُعرف باسم dysbiosis الأمعاء حيث التقليل من تنوع ميكروبيوم الأمعاء ومن ثم تعزيز عملية نمو السلالات المقاومة للمضادات الحيوية، وتباعا يمكن أن تتمثل العواقب طويلة المدى في المعاناة من السمنة والحساسية والربو والتغيرات الأيضية.
8) أدوية المنشطات
أدوية المنشطات
تساهم أدوية المنشطات وبشكل رئيسي في التأثير على التوازن الغذائي بعدة طرق حيث تتداخل مع امتصاص الكالسيوم وتزيد من معدلات فقدانه، مما يؤدي ذلك إلى ضعف العظام وزيادة مخاطر الإصابة بهشاشتها.
إلى جانب هذا، فتعزز الستيرويدات أيضا من عملية إفراز المغنيسيوم في البول، مما يؤثر هذا الأمر بشكل أكبر على صحة العظام والعضلات، ويتسبب في فقدان عنصر البوتاسيوم وتباعا تحدث أزمة ضعف العضلات أو التشنجات.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن تعطل أدوية المنشطات الطريقة التي يستخدم بها الجسم فيتامينات المجموعة ب، ومن ثم الحد من الطاقة الجسمانية ووظيفة الأعصاب.