ومن منا يستطيع أن يقوم بإنكار أهمية الماء لصحة الجسم وتحسين أغلب وظائف البدن الحيوية حيث يتمثل هذا الامر في الحفاظ على مستويات الترطيب وخلايا الوقود وتدعيم عمل الدماغ والجسم بوجه عام. لذا فعند حدوث أي خلل في معدلات شرب الماء اليومية، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى حدوث الإصابة بالجفاف ومن ثم تظهر العديد من اللآثار السلبية والضارة على الجسم والتي سنقوم بالتعرف عليها فيما يلي بشكل توضيحي مفسر.
مخاطر المعاناة من الجفاف
كثير من الناس يعانون من مشكلة الجفاف، وهذا لأنهم لا يقومون بشرب كميات كافية من الماء كل يوم، بالإضافة أيضا إلى قيامهم بإعتياد شرب المشروبات التي تسبب الجفاف مثل المشروبات السكرية والغازية والأسوأ من هذا وذاك الكحولية، فمن الهام معرفة أن هذه المشروبات يمكن أن تتسبب في إحداث عملية من فقدان الماء بشكل إضافي داخل الجسم.
من الهام أيضا معرفة أن الماء يقوم بالمشاركة في العديد من العمليات التي تحدث داخل الجسم حيث تتمثل هذه العمليات في عملية الامتصاص وعملية التمثيل الغذائي وعملية التخلص من السموم من الجسم.
لذا فعندما يفتقر جسمنا إلى حوالي 2٪ من الماء، فسوف نشعر وبشكل مؤكد يالعديد من مشاعر التعب أما إذا افتقرنا إلى حوالي 10٪ من الماء، فسيؤدي ذلك الأمر إلى الإصابة ببعض الحالات المرضية الخطيرة، وإذا افتقرنا إلى 20٪ من الماء في الجسم، فسوف تزداد مخاطر التعرض للموت.
9 آثار سلبية تنتج عن إصابة الجسم بالجفاف
1) انخفاض مستويات الطاقة
عند إصابة الجسم بالجفاف، فسوف تتم ملاحظة انخفاضا حادا في مستويات الطاقة لدى الفرد حيث يحدث هذا الامر لأن الماء يساعد على إبقاء العقل في حالة يقظة والجسم في حالة توازن.
لذا ففي حالة عدم شرب كمية كافية من الماء خلال فترات النهار، فسوف تحدث حالة من الخلل لفترة ما بعد الظهيرة وسوف تكون في حالتها الأسوأ حيث الشعور بالتعب الشديد وعدم القدرة على مواصلة العمل أو ممارسة التمارين الرياضية خلال فترات المساء.
2) المعاناة من الضباب الدماغي
وفقا للعديد من الأبحاث، فيحتاج الدماغ بشدة إلى الماء لأنه يتكون من حوالي 73٪ من الماء، وعند القيام بشرب كمية كافية منه فسوف يساعد ذلك الأمر على بقاء العقل في حالته الصحية والمتوازنة، حتى على المدى الطويل.
الجدير بالذكر أيضا أن الجفاف يؤثر سلبا على الذاكرة العاملة حيث تسمح لنا هذه الذاكر بالعمل على تذكر المعلومات المؤقتة حتى نتمكن من العمل دون فقدان مسار ما نقوم به. لذا فمن الواجب علينا عند الشعور بالضباب في الدماغ والإصابة بالذهن الشارد، ومواجهة بعض المشكلات في التركيز أن نقوم بالعمل على شرب الماء وبشكل دوري منتظم.
3) زيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية
بوجه عام يمكن أن يزيد الجفاف من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ويطيل وقت الشفاء من هذه الحالة المرضية. فمن الهام معرفة أنه عندما يكون الجسم في حالة جفاف، تقل كمية الدم المتداولة في الأعضاء الحيوية ، بما في ذلك الدماغ، مما يؤدي هذا إلى نقص الأكسجين في الدماغ وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك يؤدي الجفاف أيضا إلى اختلال توازن الشوارد، ومن ثم تحدث حالة من عدم انتظام ضربات القلب ومن هنا تحدث الإصابة بكل سهولة بالسكتة الدماغية. لذلك، وعند الرغبة في الحفاظ على نظام القلب والأوعية الدموية في حالة جيدة، فمن الواجب أن يتم الإنتباه إلى كمية الماء التي يتم استهلاكها يوميا.
إقرأ أيضا: طرق علاجية لحالات الجفاف عند الإصابة بالقىء أوالإسهال
4) الخلل النفسي والمزاج الغير منضبط
عند تعرض الجسم للمعاناة من الجفاف، فسوف ينتج على هذا الأمر تعرض الفرد للعديد من الانفعالات السريعة والتي من الوارد أن تظهر من خلال الغضب والإحباط والارتباك والاكتئاب والتوتر.
يجب العلم أن هذه الأعراض تزداد بصورة ملحوظة مع جفاف الجسم. لذا فمن الضروري عند الشعور بالإحباط أو الاكتئاب أو الانفعال، أن نقوم على الفور بسكب كوبا من الماء وإعطاء النفس بعض الوقت للتنفس السليم الصحي.
5) تناول الطعام بشراهة
عندما يكون الجسم في حالة جافة، فسوف يتملك الفرد رغبة شديدة في تناول الطعام حيث يحدث هذا بسبب انخفاض مستويات هرمون اللبتين وهو الهرمون الذي يشير إلى الشعور بالشبع داخل الجسم، إلى جانب زيادة مستويات هرمون الجريلين وهو الهرمون الذي يعمل على تحفيز الشهية.
يجب معرفة أنه في بعض الأحيان نقوم بالخلط بين شعور العطش والجوع، لذا يجب الإلتزام بمحاولة شرب كمية كافية من الماء كل يوم للتحكم في الوزن وتجنب الإفراط في تناول الطعام.
6) بطء عملية الإيض
كما ذكرنا من قبل أن الماء يعد عنصر ضروري لجميع وظائف الجسم، لذلك وعند حدوث الإصابة بالجفاف، فسوف تحدث حالة من تباطأ عملية التمثيل الغذائي وفقدانها العمل بشكل طبيعي وكذلك مستويات الطاقة التي يحدث بها الكثير من الخلل. لذلك يجب علينا أن نقوم بتوفير كمية كافيم من الماء للجسم للبقاء في أحسن حال وأفضل صحة.
7) الصداع
عند الحديث عن أهم الأبحاث والدراسات المعنية بدراسة الألم الناتج عن الصداع، فقد تم إثبات أن الدماغ يحتاج إلى الماء وبشكل دائما، وفي حالة نقصانه يمكن أن يسبب هذا الأمر الشعور بالصداع والتعب.
لذلك، يجب علينا قبل تناول الأدوية المعنية بعلاج الصداع أن نقوم بتناول مقدار كافي من الماء وإراحة الجسم لفترة زمنية حيث من الممكن أن يختفي الصداع دون الحاجة إلى اتخاذ أي تدابير أخرى.
8) تلف الجلد
مما لا شك فيه أن البشرة تحتاج دائما إلى الماء لتبقى في حالة صحية ورطبة حيث أثبتت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين قاموا بإستهلاك كمية كافية من الماء لديهم بشرة مرنة ذات نسبة جفاف قليلة جدا.
بوجه عام وعندما يكون الجلد جافا، فمن الممكن أن يصبح الكولاجين جافا في حالة جفاف أيضا، مما يؤدي هذا الأمر إلى ظهور التجاعيد، وزيادة آثار الشيخوخة. لهذا السبب فتحتاج الكثير من النساء إلى منتجات مرطبة في نظام العناية بالبشرة لتجديد ترطيب البشرة للحفاظ عليها في صورة ناعمة ونضرة.
9) ضعف القوة البدنية
عند التعرق الزائد وخاصة خلال فصل الصيف، فسوف يفقد الجسم الشوارد والماء، لذلك فمن المهم أن يتم شرب الماء قبل التمرين وأثناءه وبعده لتجديد الاحتياطيات المفقودة.
الجدير بالذكر أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى تقليل القوة والقدرة على التحمل وبالتالي تقليل أداء التمرين خاصة في حالة عدم الحصول على كمية كافية من الماء اللازمة للجسم في هذه الاوقات.