أصبحت مكملات فيتامين C تحظى بشعبية كبيرة مع بعض الأفراد وخاصة في الآونة الأخيرة وهذا لما لها من دور فعال على الصحة العامة، ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أن أمر التناول هذا لا يكون في الحالة المطلقة حيث توجد بعض الفئات وخاصة من يقوموا بتناول بعض العناصر الدوائية من الواجب عليهم الحذر تجاه هذا الأمر. لذا قررنا اليوم من خلال سطورنا القادمة أن نتعرف على أهم 9 أدوية ذات تفاعلات سلبية على الجسم عند الجمع بينها وبين فيتامين C.
آثار فيتامين C الإيجابية على الصحة
يعد فيتامين C، أو حمض الأسكوربيك من أهم أنواع الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء حيث أنه لا يتم تخزينه في الجسم ولكن يجب تجديده يوميا من خلال الأطعمة المتناولة داخل أنظمتنا الغذائية.
بشكل أكثر توضيحا، يلعب فيتامين C دورا هاما في مكافحة العدوى والتئام الجروح، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي يمكنها أن تعمل على تحييد الجذور الحرة الضارة. إلى جانب هذا فيعد هذا الفيتامين ضروري أيضا لصنع الكولاجين ، وهو بروتين ليفي يتواجد في النسيج الضام حيث يتم نسجه عبر أنظمة مختلفة في الجسم مثل الأنظمة العصبية، والمناعية، والعظام، والغضاريف، والدم .
مسببات نقص فيتامين C داخل الجسم
يعتبر أمر نقص فيتامين C داخل الجسم من الأمور نادرة الحدوث، ولكن في حال حدوثها فتشمل الحالات التي تكون فيها أعلى مخاطر النقص بسبب ما يلي:
- النظام الغذائي الخالي من الفواكه والخضروات.
- التدخين أو التعرض طويل الأمد للتدخين السلبي.
- تعاطي المخدرات والمنشطات.
- تناول المشروبات الكحولية.
علامات نقص فيتامين C الظاهرة على الجسم
توجد العديد من العلامات الظاهرة لمشكلة نقص فيتامين C داخل الجسم والتي تبدو واضحة من خلال الآتي:
- تورم اللثة أو نزيفها وفقدان الأسنان في نهاية المطاف.
- تساقط الشعر.
- بطء التئام الجروح الجلدية
- التعب والإرهاق.
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد بسبب انخفاض عملية الإمتصاص
بالرغم من ذلك، يجب الإنتباه إلى أنه في حال تناول الكثير من فيتامين C فمن الممكن أن يسبب هذا الأمر العديد من المشاكل في الجهاز الهضمي أو المعاناة من الآثارالجانبية الأكثر خطورة للأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية موجودة مسبقا مثل أمراض الكلى أو مرض الهيموجلوبين. بالإضافة قيام هذا الفيتامين بالتفاعل مع بعض الأدوية الأخرى.
9 أدوية تتفاعل بشكل سلبي مع فيتامين C
يتعرض بعض الناس لحدوث المعاناة من بعض الآثار الجانبية لفيتامين C بسبب تناول الأدوية التي قد تتفاعل مع هذا الفيتامين أو إذا كان لديهم حالة صحية تؤثر على امتصاص فيتامين C بصورة صحيحة، فالجدير بالذكر أن هذا الوضع المقلق يحدث على وجه التحديد فيما يتعلق بالمكملات الغذائية. لذا فمن الضروري أن يتم هذا الأمر تحت إشراف طبي.
بمزيد من الفهم يمكننا أن نذكر أهم أنواع المنتجات الدوائية التي تتفاعل مع مكملات فيتامين C وهذا للتعامل مع الوضع بمزيد من الحذر ومن هنا يمكننا القول بأن هذه الأدوية تتمثل في الآتي:
1) المضادات الحيوية
تعد المضادات الحيوية بيتا لاكتام مثل (البنسلين – الأمبيسلين – الأموكسيسيلين) من أبرز المضادات التي لا يتلائم تواجدها في البيئات الحمضية حيث أنه تحت تأثير الأحماض مثل فيتامين C، فسوف يتم تدمير حلقة الـ betalactam، مما يتسبب هذا الأمر في عدم فعالية الدواء.
من هنا يمكننا القول بأنه عند القيام بتناول فيتامين C في نفس الوقت مع هذه المضادات الحيوية، فسوف يقلل هذا الأمر من تأثير المضادات الحيوية في علاج المرض.
2) مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
من الهام جدا معرفة أن كل من فيتامين C والأسبرين يعدان من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية ذات الطبيعة الحمضية حيث يؤدي استخدام فيتامين C إلى تحمض البول مما يقلل من كمية الأسبرين في البول ويزيد من تركيز الدواء في الدم.
يجب العلم أنه في حال استخدام فيتامين C وتناوله مع الأسبرين، فقد يتسبب ذلك في حدوث الإصابة بالتسمم بالأسبرين.
3) مضادات الحموضة المحتواه على الألومنيوم
بوجه عام يمكن أن يزيد فيتامين C عند القيام بتناوله من كمية الألومنيوم التي يمتصها الجسم، مما قد يتسبب هذا الأمر في جعل الآثار الجانبية لأدوية مضادات الحموضة المحتواه على الألمونيوم أكثر حدة.
الجدير بالذكر أن من أهم مضادات الحموضة الأكثر شيوعا والمحتواه على الألومنيوم هي maalox وgaviscon.
4) الأدوية المهدئة
بوجه عام يمكن أن تقلل الأدوية المهدئة من آثار فيتامين C على الجسم، فعلى سبيل التوضيح تشمل هذه الأدوية (الفينوباربيتال – بنتوباربيتال – سيكونوباربيتال).
5) أدوية العلاج الكيميائي
كما نعلم أن فيتامين C من مضاد الأكسدة، ومن ثم يمكن أن يتداخل وبشكل مباشر مع تأثيرات بعض الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي.
لذا فيجب الإنتباه أن في حالة خوض تجربة العلاج الكيميائي، فيجب البعد تماما عن تناول مكملات فيتامين C أو أي مكمل آخر دون التحدث إلى الطبيب المعالج.
6) موانع الحمل الفموية والعلاج بالهرمونات البديلة (HRT)
يمكن أن يزيد فيتامين C من مستويات هرمون الاستروجين داخل الجسم وخاصة عند القيام بتناوله مع موانع الحمل الفموية والعلاج بالهرمونات البديلة.
الجدير بالذكر أيضا أنه من الممكن أن يقلل الإستروجين الفموي من آثار فيتامين C في الجسم، ومن ثم يجب أن يتم الآخذ بهذا الأمر في عين الإعتبار.
7) أدوية فيروس نقص المناعة البشرية
فيما يتعلق بمرضى نقص المناعة البشرية، فمن الوارد أن يقلل فيتامين C ومكملاته من مستويات دواء (إندينافير) حيث يجب العلم أن هذا الدواء من أهم المنتجات المسخدمة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.
8) مضادات التخثر
يعتبر فيتامين C من أهم الفيتامينات ذات الآثار المضادة لأدوية التخثر من الهيبارين والوارفارين حيث يعمل على إضعاف وظيفته. لذا فيوصى بضرورة استخدام مكملات هذا الفيتامين بفارق زمني ساعتين على الأقل عند الإضطرار للإستخدام معا.
9) أدوية أخرى
– عند الإعتياد على استخدام فيتامين C لمدة زمنية طويلة فسوف يزيد هذا الأمر من مزيج حمض الأكساليك وأملاح الكالسيوم، فالجدير بالذكر أنه إذا تم الجمع بين فيتامين C والكالسيوم لفترة طويلة، فسوف يزيد هذا الأمر من مخاطر الإصابة بحصوات الكلى.
– عند القيام باستخدام مزيج من فيتامين C والمضادات الحيوية السلفوناميد، فمن الممكن أن يسبب هذا الأمر الحالة المرضية البيلة بلورية ومن ثم يؤدي هذا إلى تلف الكلى.
الخلاصة أنه بسبب التفاعلات السلبية لفيتامين C التي يمكن أن تزيد أو تقلل من الآثار الجانبية للأدوية، فيفضل هنا عدم تناول هذا الفيتامين مع هذه العناصر الدوائية، وفي حال الإضطرار إلى إستخدامها فيجب أن يكون الفارق الزمني على الأقل ساعتين أو يتم هذا الأمر تحت إشراف طبي.