تعد حدوث الإصابة بإلتهابات المسالك البولية عند الأطفال أحد أهم الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال خلال بعض المراحل العمرية المختلفة حيث تحدث الإصابة بها بسبب دخول البكتيريا إلى منطقة المثانة؛ أو حتى إلى داخل الكليتين مما يسبب ذلك شعور الطفل بآلام شديدة عن قيامه بالتبول، فالجدير بالذكر أن هذه المشكلة لا تزول مع الوقت أو من تلقاء نفسها ولكن يجب على الوالدين عرض الطفل على الطبيب المختص لوصف العلاج المناسب. في العموم هيا بنا نتعرف على هذه المشكلة بمزيد من التفصيل.
علامات إصابة الأطفال بإلتهابات المسالك البولية
الأطفال دون سن الـ 3 سنوات
غالبا ما يعاني الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الـ 3 سنوات المصابين بالتهابات المسالك البولية من أعراض صامتة غير نمطية مما يؤدي ذلك إلى صعوبة إكتشاف الإصابة بهذه المشكلة. حيث يرجع ذلك إلى حقيقة أن الأطفال غالبا ما يرتدون الحفاضات؛ وعند قيامهم بالتبول أكثر من اللازم نتيجة الإصابة بهذه الإلتهابات لا تستطيع الأم مطلقا الإنتباه لهذا الأمر.
لذلك، عند الرغبة في الكشف عن التهابات المسالك البولية في الأطفال دون سن الـ 3 سنوات؛ فيمكننا بشكل رئيسي الاعتماد على المظاهر الغير مباشرة مثل التهيج في هذه المنطقة، والضيق المتكر، والحمى. ولكن يجب الإنتباه أنه كلما كان الكشف أكثر صعوبة فقد يؤدي هذا إلى ظهور أعراض أكثر حدة بسبب إستمرار المرض لفترات طويلة بالإضافة إلى ضعف مقاومة الطفل التي حدثت له الإصابة عند دخول الجراثيم إلى داخل مجرى الدم؛ مما يؤدي ذلك إلى إنتشار هذه الجراثيم بشكل سريع في جميع أنحاء الجسم.
الأطفال فوق عمر الـ 3 سنوات وما فوقها
تشمل المظاهر الشائعة لالتهابات المسالك البولية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين مرحلة الـ 3 سنوات فما فوق ما يلي:
- الآلام الشديدة عند القيام بعملية التبول
- التبول أكثر من المعتاد على الرغم من أن كمية البول تكون قليلة بشكل ملحوظ.
- الإصابة بمشكلة سلس البول.
- إرتفاع درجة حرارة جسم الطفل وقد تصل إلى الحمى.
- إنخفاض شهية الطفل في تناول الطعام وقد يصل الامر إلى فقدانها بشكل تام.
- ظهور بعض علامات التعب وضعف العافية والخمول.
- يصبح البول ذو رائحة كريهة، وذو لون غامق وقد يتطور الأمر ويختلط بالدماء.
- آلام في البطن، وبالأخص في منطقة المثانة أي أسفل البطن، والظهر.
في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الإصابة بإلتهابات المسالك البولية عند الأطفال إلى حدوث القيء بشكل غير متوقع. ولكن وجب التنويه أنه ليس كل الأطفال يعانون من هذه الأعراض فهي تعتبر إلى حد ما إستثنائية.
إقرأ أيضا: خلع أسنان الطفل اللبنية في المنزل بأمان وبدون ألم
أسباب حدوث الإصابة بالتهابات المسالك البولية عند الأطفال
يجب التأكيد على أن عدوى المسالك البولية هي من الأمراض الشائعة في مرحلة الطفولة. خاصة لدى الفتيات، وهذا لأن مجرى البول (المسالك البولية) للفتيات عادة ما يكون أقصر وأقرب إلى فتحة الشرج، لذلك فيعتبر من الأسهل حدوث الإصابة بهذا المرض. إلى جانب هذا، فيجب معرفة أن الأولاد دون سن العام الغير مختونين هم أيضا أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية.
بالإضافة إلى ما قمنا بذكره، فتوجد بعض العوامل الأخرى الخطيرة التي تعتبر من أهم الأسباب الرئيسية لحدوث الإصابة بهذا المرض ألا وهي:
- الأطفال الذين يعانون من مشاكل متعلقة بالمسالك البولية (مثل الكلى المشوهة، وانسداد المسالك البولية).
- وجود مشاكل في ارتجاع البول من المثانة إلى الحالب وأعلى الكلى.
- التاريخ العائلي للإصابة بعدوى المسالك البولية.
يجب العلم أنه من السهل علاج مرض التهابات المسالك البولية عند الأطفال إذا تم اكتشافه في وقت مبكر، وعلى النقيض إذا ترك دون تشخيص أو لم يتم علاجه على الفور، فيمكن أن يؤدي إلى حدوث بعض التلف في الكلى.
تشخيص التهابات المسالك البولية
يعتبر أمر تشخيص هذا المرض مرتبطا إرتباطا كبيرا بالحصول على عينة بول حيث تعتمد كيفية أخذ العينة على عمر الطفل. فالأطفال الأكبر سنا ببساطة يستطيعون أن يقومو بالتبول في الأكواب المعقمة ومن هنا كان الأمر يسير. أما بالنسبة للأطفال الصغار الذين يرتدون الحفاضات فيضطر الطبيب إلى القيام بإستخدام القسطرة البولية عن طريق إدخال أنبوب رفيع في مجرى البول حتى المثانة لأخذ عينة من البول النظيف.
بعد الحصول على عينة بول سوف يقوم الطبيب بإجراء ملاحظات مجهرية، أو مزارع بول في المختبر لتحديد نوع البكتيريا التي تسبب الإصابة بإلتهابات المسالك البولية عند الأطفال، ومن هنا يتم القيام بوصف العلاج المناسب لهذه المشكلة.
علاج التهابات المسالك البولية عند الأطفال
يجب التأكد من أن علاج عدوى المسالك البولية سوف يتم بالإعتماد على المضادات الحيوية وهذا طبقا للحالة الصحية ورؤية الطبيب العلاجية. فالجدير بالذكر ان معظم أعراض عدوى المسالك البولية، مثل الألم الحارق تتحسن بصورة كبيرة، في خلال فترة زمنية من 2 إلى 3 أيام بعد بدء تناول المضادات الحيوية.
بعد بضعة أيام من تناول الطفل للمضادات الحيوية، قد يطلب منك الطبيب المعالج اصطحاب طفلك إلى المشفى للقيام بإجراء أختبار البول مرة أخرى، وهذا للتأكد من أن العدوى قد تم علاجها بشكل تام، وتجنب تكرار حدوث هذا المرض.
في حلة معاناة الطفل الشديدة من الآلام عند التبول، فقد يصف الطبيب أيضا جرعة قوية من مخدر الغشاء المخاطي في المسالك البولية لكي يعمل على تقليل انزعاج الطفل. فعند القيام بإعطاء الطفل هذا الدواء، فقد يحدث تحول لون بول الطفل للبرتقالي.
يجب على الأمهات خلال هذه الفترة القيام بتشجيع الأطفال على شرب الكثير من السوائل، والحد من المشروبات التي تحتوي على الكافيين والتي تعمل على تهيج المثانة. يجب العلم أنه في الغالب سيتم علاج معظم حالات التهابات المسالك البولية عند الأطفال في غضون أسبوع من تناول العلاج ، لذلك لا داعي للقلق كثيرا تجاه هذا الأمر.
طرق الوقاية من التهابات المسالك البولية عند الأطفال
لكي تستطعين عزيزتي الأم القيام بحماية طفلك قدر الإمكان تجاه خطر الإصابة بإلتهابات المسالك البولية فيجب أن تقومي بالعمل على إتباع ما يلي:
- مع الرضع والأطفال الصغار، يجب القيام بتوخي الحذر عند القيام بتغيير الحفاضات بانتظام، وهذا للمساعدة في منع انتشار البكتيريا التي تسبب عدوى المسالك البولية.
- عندما يبدأ الطفل في الجلوس على البوتي، يوصى ببدء تعليمه كيفية القيام بتنظيف المنطقة الحميمة بشكل صحيح. وهنا يأتي على وجه الخصوص الفتيات اللاتي يجب توجيهن لتنظيف هذه المنطقة بشكل صحيح من الأمام إلى الخلف؛ بدلا من الخلف إلى الأمام، وهذا لتجنب انتشار الجراثيم من فتحة الشرج إلى مجرى البول.
- عندما يبدأ الأطفال مراحلهم التعليمية، والذهاب إلى المدرسة، يجب على الأمهات ملاحظة أنه لا ينبغي عليهم استخدام محاليل التنظيف، أو الصابون الذي يحتوي على العديد من المواد الكيميائية؛ وهذا لتجنب تهيج المناطق الحساسة.
- ينصح بضرورة إرتداء طفلك الملابس الداخلية القطنية بدلا من النايلون للحد من نمو البكتيريا.
- يوصى بإعطاء الطفل الكثير من السوائل خلال فترة الإصابة بهذا المرض وحتي تمام عملية الشفاء.
في النهاية وجب التنويه على ضروره التعامل مع هذا المرض بمزيد من الحرص والإهتمام وهذا لحماية الطفل من المخاطر، والآلام المتوقع الشعور بها خلال هذه الفترة.