تعتبر أعواد الأذن القطنية هي واحدة من الملحقات الطبية الشائعة التي يستخدمها الكثير من الأشخاص للحفاظ على نظافة الأذن والوقاية من بعض مشاكل تجمع الشمع. فعلى الرغم من أن البعض قد يروج لأمان الاستخدام المتكرر والمفرط لهذه الأعواد، إلا أن استخدامها بشكل غير صحيح قد يتسبب في الكثير من العواقب الوخيمة في داخل الأذن. لذا هيا نتعرف على ما هي أعود الأذن القطنية؟ وما هي أهم العواقب الصحية التي من الوارد حدوثها عند القيام باللجوء إلى إستخدام هذه الأداه بشكل مستمر؟.
ما هو شمع الأذن؟
قبل البدء في الحديث عن هذا النوع من أدوات العناية يجب علينا أن نعلم أولا ما هو شمع الأذن؟. الجدير بالذكر أن الشمع هو عبارة عن مادة طبيعية تقوم بإفرازها غدد صغيرة في الأذن الخارجية حيث تسمى بالغدد الشمعية.
يجب معرفة أن الشمع يعمل على حماية الأذن من الغبار والأوساخ والجراثيم، كما أنه يمنع تجاوز الرطوبة إلى الأذن الوسطى، مما يتسبب هذا في تجنب الإصابة بالعدوى.
ما هي العوامل التي تؤدي إلى تجمع الشمع داخل الأذن؟
يمكن أن يتجمع الشمع في الأذن بسبب العديد من العوامل التي تتمثل فيما يلي:
- الإنتاج المفرط للغدد الشمعية.
- تواجد الكثير من الشعر داخل الأذن
- الإستخدام الغير صحيح لأعواد الأذن القطنية.
- وجود بعض الأمراض الجلدية مثل الأكزيما والصدفية في منطقة الأذن.
- هناك عيوب في قناة الأذن، والتي تتداخل مع الإزالة الطبيعية لشمع الأذن.
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 55 عاما.
- الأشخاص ذو الإعاقة العقلية.
ما هي أعواد الأذن القطنية؟
تعد هذه الأعواد واحدة من المنتجات المستخدمة بشكل شائع في روتين العناية الشخصية حيث أنها تعتبر جزءا لا يتجزأ من العديد من عمليات التنظيف والجمال اليومية.
تم ابتكار أعواد الأذن في القرن السابع عشر في مصر، وكانت تعتبر طريقة فعالة للحفاظ على نظافة الأذن. ومع مرور الوقت انتشرت استخدامات أعواد الأذن القطنية في جميع أنحاء العالم.
يجب العلم أنه تم تصميم أعواد الأذن القطنية للاستخدام في مناطق صغيرة وحساسة من الجسم مثل الأذن والأنف وغيرها من الأماكن التي يصعب الوصول إليها. فالجدير بالذكر أن هذه الأعواد تتكون من قضبان رقيقة مصنوعة من القطن في الطرفين. ويتم استخدامها لتنظيف الأذنين من الشمع أو تطبيق المستحضرات الجلدية.
إقرأ أيضا: تمزق طبلة الأذن.. الأعراض والأسباب وطرق العلاج
ما هي أضرار إستخدام أعواد تنظيف الأذن القطنية؟
الحقيقة المؤلمة تجاه هذا الأمر هي أن هذه العادة غير صحية إطلاقا ويمكن أن تسبب أضرارًا كبيرة على صحة الأذن ومن أهمها ما يلي:
1) تزيد هذه الأعواد من تكوين الشمع داخل قناة الأذن. فعندما نقوم بإستخدامها، فإننا نقوم بدفع الشمع أكثر داخل القناة السمعية، مما يؤدي هذا إلى تراكمه وتكون كتل شمعية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى انسداد الأذن وتقليل القدرة على السمع.
2) حدوث تهيج وإصابة في قنوات الأذن نتيجة تعرضها للخدش بواسطة أعواد الأذن القطنية. ففي الشكل الطبيعي للقناة السمعية، تحتوي الأغشية المبطنة للقنوات على أهداب صغيرة تعمل على التحكم في تدفق الشمع وتنظيفه، وعند استخدام أعواد الأذن القطنية، فإننا نقوم بحركات دقيقة وعنيفة داخل القناة مما يمكن أن يؤدي إلى حدوث تهيج وتلف لهذه الأهداب.
3) التسبب في إدخال البكتيريا والعدوى إلى الأذن، فعندما ندفع شمع الأذن بعمق داخل القناة السمعية، فسوف نقوم آنذاك الوقت برفع حاجز الدفاع الذي يوفره الشمع ضد البكتيريا والعدوى، مما يعني أن البكتيريا قد تدخل بسهولة وتتكاثر في القناة، ومن هنا تحدث الغصابة بإلتهابات الأذن المؤلمة.
4) بعض الأشخاص قد يتعرضون لحدوث نزيف في الأذن نتيجة استخدام أعواد الأذن القطنية على نحو غير صحيح. فيجب العلم أن قناة الأذن محشوة بالأوعية الدموية الحساسة، وعند التعرض للحركة القوية للعصا داخل الأذن، فإنها قد تسبب تمزق هذه الأوعية ومن ثم يحدث نزيف للدم.
5) يعد إستخدام أعواد الأذن القطنية من العادات الرتيبة التي يمكن أن تكون صعبة التغيير. فالأشخاص الذين يعتادون على استخدام هذه الأعواد يجدون صعوبة في التوقف عنها، وهذا يعني أن الأضرار والمشاكل المحتملة قد تستمر مع مرور الوقت وتتفاقم.
لذلك، يجب علينا وفي أسرع وقت أن نتوقف عن استخدام أعواد الأذن القطنية وأن نبحث عن بدائل آمنة لتنظيف الأذن.
يمكننا القيام بإستخدام الماء الدافئ والصابون اللطيف ومنديل ناعم وتنظيف الأذن الخارجية فقط دون دفع العصا داخل القناة. ولكن إذا لزم الأمر ينبغي استشارة الطبيب المختص بالكشف على الأذن بشكل منتظم والتأكد من عدم وجود أي تراكمات غير صحية في القناة السمعية. فالسلامة هنا أهم من أي شيء، لذا دعونا نتوقف عن استخدام أعواد الأذن القطنية ونحافظ على صحة أذننا بكل الطرق الصحية الممكنة.