متى كانت آخر مرة حصلت خلالها على نوم هانىء ؟ حيث تختلف أنماط النوم لدى الأطفال الرضع حديثي الولادة خلال سنوات العمر الأولى مما يجعل الطفل الذي لايعي بعد الفرق بين الليل والنهار يستيقظ خلال فترات الليل مع وصلة من البكاء طلبا لزجاجة الحليب وهذا الإستيقاظ المتكرر سوف يجعل النوم يتطاير من عين الأم لتلبية احتياجات طفلها حيث يحمل بكاء الصعير العديد من الدلالات .
وقد تفسر الأم استيقاظ الطفل من نومه في الليل كنتيجة لشعوره بالجوع مما يجعلها تذهب مسرعة لإطعامه بالإضافة إلى عدة أسباب قد تكون وراء استيقاظه كالمغص المعوي أو الرغبة في تغيير الحفاض ولكن مع تقدم الطفل في العمر سوف تقل عدد مرات استيقاظه وإذا كنت أما مستجدة في عالم الأمومة فربما لاتعلمين أنه يوجد نوع من فطام الأطفال يطلق عليه الفطام الليلي وسنوفر لكي معلومات بشأنه من خلال مقالنا التالي حول الفطام الليلي
ما هو الفطام الليلي؟
لنتعرف أولا على المقصود بفطام الطفل فمن الطبيعي ان يأتي وقت يتوقف فيه طفلك عن تناول حليب الثدي كمصدر رئيسي لحصوله على تغذيته منذ ولادته ومن خلال شرح مبسط يمكن توضيح أن الأمر ليس سهلا وأن منع طفلك عن حليب الثدي لن ينجح بإستخدام الطرق العنيفة أو الصراخ المتواصل بل ينبغي إعمال العقل والفهم السليم مع التحلي بالصبر من قبل الآباء فمن الشائع أن يستيقظ الرضيع ليلا عند شعوره بالجوع لإلتقاط حلمة الثدي حتى يصل إلى حد الإشباع وإنه لأمر طبيعي عزيزتي حتى أنك تلاحظين أن الطفل سوف يظل يستيقظ في هذا التوقيت الليلي والناس نيام حتى في حالات إيقاف الرضاعة الطبيعية فعلى الرغم أن للرضاعة الطبيعية عديد من الفوائد الصحية, والمناعية إلا أنه من غير المعقول أن يظل طفلك يرضع فيما فوق سن العامين لأنه عندئذ يكون قد حان وقت الفطام الليلي ,واستبدال الحليب بمصادر غذائية أخرى ولنتعرف سويا على التوقيت الأنسب الذي يدل على استعداد طفلك للفطام
في أي عمر يكون الطفل جاهزاً للفطام الليلي؟
إنه لأمر نسبي يختلف من طفل لآخر حيث لايوجد توقيت معين يمكن تحديده ولامرحلة عمرية بعينها للفطام الليلي حيث أن معظم الأطفال الذين يقعون في الفئة العمرية بين 4 إلى 6 أشهر سوف يحصلون على كفايتهم من السعرات الحرارية خلال ساعات النهار مما يجعلهم يستغرقون في نوم مريح بما يصل إلى 5 أو 6 ساعات ليلا , ومع ذلك يصبح من غير المألوف والطبيعي بالنسبة لطفل أن يظل مستمرا في النوم لمدة طويلة بدون الإستيقاظ للرضاعة فمن خلال قياس الأمر على غالبية سنجد أنه عادة مايستيقظون حوالي مرة أو مرتين على الأقل في أوقات الليل بهدف تناول وجبة رضاعته حيث أن طفلك الرضيع مازال في حاجة لمساعدته على النمو بشكل سليم لذلك قد تظهر حاجته لعدة متطلبات أساسية في ذلك التوقيت .فمثلا إذا كنت ضمن الأمهات العاملات ولاتوجد إلا فرصة طفيفة للتواصل مع طفلك خلال النهار فسوف يعوض ذلك بالتواصل الليلي معك بصفتك أمه عن طريق الرضاعة الطبيعية أو الصناعية عن طريق الزجاجة .
مرحلة التسنين أيضا من المراحل التي يجب أن يمر بها كل طفل وخلالها يمكنك تتبع وملاحظة طفلك جيدا ستجدينه أكثر ميلا أما يكون يقظا خلال تكون أسنانه اللبنية الأولى وهذا أيضا واحدا من أعراض التسنين , وقد تتسبب إصابة بنزلة برد شديدة أو انفلونزا في إعاقة نومه والتأثير على جودته , أو حتى في ظل طفرات النمو والتطور ونتيجة لكل تلك الأسباب يجب أن تراعي جيدا في حال اتخاذ قرارك بفطام طفلك أن يتم الأمر بشكل تدريجي حتى لايترك شعوا بالضيق والإنزعاج لدى طفلك ويجب أن تأخذي في اعتبارك أن رضيعك يحتاج للحنان وأن تكوني على درجة كافية من القرب منه بما يبعث عليه احساسا بالإطمئنان ورغم ذلك قد تجدين أن الأمر يحتاج منك تقليل وجبات الرضاعة الليلية بمجرد بلوغ طفلك من أربعة إلى ستة أشهر.من العمر لكن في نفس الوقت فالأمر متروك لكي في حال شعورك بالارتياح، يمكنك إطالة المدة التي تمنعين فيها طفلك عن حليب الثدي والإقدام على إطعامه مرة أو مرتين في الليل. ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا كيف تعلمين أن طفلك مستعدا للفطام الليلي أم لا ؟
اقرأ أيضا الموز لفطام الأطفال مع أجمل الوصفات اللذيذة والمغذية
كيف تعرفين أن طفلك جاهز للفطام الليلي؟
بوصول طفلك إلى مابين 4 إلى 6 أشهر من العمر يجب أن تحاولي تقليل عدد وجبات رضاعته الليلية أي يجب أن تبدأي أولى خطوات التفكير في فطامه الليلي ومما لاشك فيه إن جميع الأطفال حتى لو لم يكونوا جائعين قد مرت بهم فترة الإستيقاظ في منتصف الليل بل هدف أما فيما يتعلق بفئات الأطفال دائمي الإعتياد على أكثر من وجبة رضاعة ليلية , فقد يصبح الأمر صعبا قليلا وفي حاجة للتعود من أجل تغيير هذا الروتين .
ويجب أن تضعي شىء آخر في قائمة اهتماماتك انطلاقا من الحفاظ على صحتك أيضا وعدم إهلاك روحك فقد تعانين من عدم قدرتك على الحصول على قسط كافي من النوم الجيد من وقت طويل لذلك فإن اتخاذك لقرار إيقاف الرضاعة الليلية لطفلك يجب أن يكون نابعا من ذاتك ومدى تأثير ذلك على صحتك العقلية والجسدية واضعة في الإعتبار صحة طفلك .
بعض الأمهات يجدن أن حل الأمر يكمن في إعطاء الطفل زجاجة الحليب ليلا وتركه يتعامل مع الأمر بنفسه ولايوجد خطأ من فعل ذلك وقد يمكنك الإستمرارا في فعله حتى يعلن الطفل قراره ويعمل على إنهاء الأمر ولكن في الحالات التي يتفاقم فيها غضبك وتشعرين بالتعب والإعياء نتيجة لذلك وقد رأيت أن طفلك تبدو عليه علامات استجابة جسدية للتغيير فعندئذ لاضرر في الفطام الليلي وقد يكون قد حان وقته
بينما عدم وصولك إلى درجة اليقين الكامل بشأن جاهزية طفلك للفطام الليلي من عدمه سوف يتطلب منك مناقشة الأمر مع الطبيب بما يساهم في تقديم المساعدة وإيجاد حلول لمشاكلك ومشاركتك برأيه اتخاذ القرار السليم وفقا لمستويات نمو طفلك
ما هي أفضل طريقة للفطام الليلي؟
من خلال البحث عن أفضل الطرق التي ينبغي إتباعها للفطام الليلي للطفل ستظهر أمامنا عدة طرق مختلفة لكن بشكل عام وفي كثير من الحالات يوصي الأطباء بأهمية مراعاة بعض الأساليب اللطيفة والتدريجية لعملية الفطام الليلي على النحو التالي :
- حاولي التركيز على زيادة تغذية طفلك خلال النهار بشكل مكثف والتأكد من تحقيق الإشباع الكامل وفي نفس الوقت يجب أن تكوني على وعي بما يجب أن يحصل عليه طفلك من سعرات حرارية كافية ومناسبة لعمره
- يجب أن تتحققي جيدا من إرضاع طفلك قبل وقت النوم والخلود إلى فرشه فعندما تفعلين ذلك فتلك في حد ذاتها تشير إلى أهمية وصول طفلك إلى درجة كافية من الشبع بما يساعده على النوم الجيد المريح فيما بعد
- في حالة إعتيادك على إطعام طفلك طفلك ثلاث أو أربع مرات ليلا ، فيجب ألا تتم عملية الفطام الليلي دفعة واحدة بل بشكل تدريجي من خلال البدء بتقليل عدد الرضعات إلى رضعة واحدة أولا ثم اتجهي لتقليل الوقت المستغرق في الرضعة مما يجنبك أي نوع من المشكلات أنت وطفلك
- لامانع من طلب مساندة من زوجك أو أفراد أسرتك المقربين بأن تطلبي من أي منهم إيقاظك ليلا إذا غفوت ولم تنتبهي لصوت صغيرك بما يمكنهم من معرفة هل يمكن أن ينجح الطفل في تهدئة نفسه ذاتيا عقب استيقاظه في الليل دون صدور رد فعل تجاه استيقاظه
- يمكنك التفكير في عدة أساليب طرق أخرى لتهدئة طفلك، مثل الإستعانة باللهاية، التي تعمل على تهدئة انزعاج طفلك بما يجعلك تحصلين على الراحة وفي الوقت نفسه تحفزه على النوم بمفرده .
- يمكنك إقناع طفلك أنه الآن طفلا كبيرا يجب أن يتخلى عن الحليب ليتناول طعام الأشخاص الأكبر سنا وأخبريني هل اقتنع أم مازال يديرها في عقله ؟
تشمل بعض الطرق الاخرى الفعالة التي نوصيكي بتجربتها من أجل توفير الراحة لطفلك أثناء الليل وتشتيت انتباهه عن الرضاعة بأن تقومي بإعطاؤه لعبته الفرو المفضلة أو بطانية أو أي شىء يحب كما أن حصول طفلك على الدعم والحنان وإعطاؤه كافة مشاعرك من خلال احتضانه سوف يصنع فارقا ويضمن لكي تقيق كافة ماتطمحين إليه من متطلبات لطفلك في جميع الأوقات .
ما هي الحالات التي لا يجوز فيها الفطام الليلي؟
الفطام الليلي ليس صحيحاً في كل الأحوال، ففي بعض المواقف عليك أن تفكري قليلاً قبل الفطام الليلي كما لو كان طفلك:
- حالات المرض أو الضعف الجسدي
- عدم اكتساب الرضيع وزنا
- التكيف مع البيئة الجديدة
في حالة الشعور بعدم حصولك على قسط كافي من النوم ولجوءك إلى الفطام الليلي فقط نتيجة ضغط الأشخاص من حولك ، فتذكري أن قرار الفطام يجب أن يكون وفقا لقرارك الخاص ولتفضيلاتك . ويجب أن تحرصي على الإعتناء بنفسك من خلال إعداد قائمة تضم تناول نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بقدر استطاعتك ، والتواجد مع عائلتك والأشخاص الإيجابيين من حولك . مع الأخذ في الإعتبار صحتك النفسية تجنبا للقلق والتوتر . لأن فطام طفلك قد يترك لديك العديد من التغيرات الهرمونية والعاطفية بعد الولادة.