في أغلب الأوقات تكتشف العديد من النساء عند ذهابهن إلى الطبيب المختص أن لديهن سلائل في الرحم، ومن ثم يسيطر عليهن بعض القلق والخوف في ان تتسبب هذه الأورام الحميدة في التاثير على فرص إنجابهن في المستقبل. لذا سنتحدث اليوم بشكل مفصل عن مدى تاثير السلائل أو الأورام الحميدة على خصوبة المرأة وفرصها المستقبلية في الإنجاب.
ما هي الأورام الحميدة في الرحم؟
تعد الاورام الحميدة في الرحم هي واحدة من أكثر الأمراض شيوعا لدى النساء حيث أنها تحدث بسبب التعرض لفرط النمو في بطانة الرحم الداخلية، وتسمى أيضا بسلائل بطانة الرحم. تختلف الاورام الحميدة من إمرأة لأخرى حيث يمكن أن تكون مستديرة أو بيضاوية الشكل وتتراوح في الحجم من بضعة ملليمترات إلى بضعة سنتيمترات أو أكبر. بالإضافة إلى إمكانية تواجد ورم واحد أو عدة الاورام ولكن يمكننا القول بأن أكثر من 95 ٪ من الاورام الحميدة في الرحم حميدة، أي أنها لا تسبب السرطان.
ما هي أعراض الإصابة بالأورام الحميدة في الرحم؟
كما ذكرنا من قبل أن ورم الرحم الحميد يتطور في غرف الرحم حيث أنه غالبا ما يصيب النساء قبل انقطاع الطمث، أو بعد انقطاع الطمث، ولكن من الوارد أيضا أن تعاني منه النساء الأصغر سنا فالأمر هنا يرتبط بالحالة والظروف الصحية عامة.
قد لا تسبب الاورام الحميدة في الرحم أي أعراض على الإطلاق، أو من الممكن أن تحدث معاناة من الأعراض التالية:
- النزيف الغير طبيعي أو النزيف الحاد.
- نزيف ما بعد انقطاع الطمث.
- هبوط الرحم والذي يحدث عندما يمر ورم عبر عنق الرحم ويصاب بحالة بروز.
ما هي طرق علاج الاورام الحميدة في الرحم؟
يمكن أن تختفي السلائل الصغيرة في بعض الأحيان من تلقاء نفسها دون تلقي أي علاج، فالأمر هنا سوف يقتصر فقط على قيام الطبيب بمراقبتها جيدا للتأكد من أنها لا تكبر. أما إذا كانت لدى المرأة أي أعراض غير مطمئنة، فهنا يجب وعلى الفورالإستعانة بأفضل طرق علاجية للعمل على إزالة الاورام الحميدة.
في هذه الأوقات يلجأ الطبيب إلى إجراء الفحص بالموجات الفوق الصوتية للحوض وبالأخص إذا كانت المرأة تعاني من نزيف غير طبيعي أو أعراض مرضية أخرى. ولكن يجب العلم أنه في بعض الأحيان لا يمكن للموجات فوق الصوتية وحدها تشخيص الاورام الحميدة في الرحم حيث أنه في هذه الحالة، قد يستخدم الطبيب كاميرا صغيرة أو منظار للنظر داخل الرحم، وهذا ما يسمى بتنظير المثانة الذي يساعد على تشخيص الاورام الحميدة بشكل دقيق.
إقرأ أيضا: هل تعاني سيدتي من الأورام الحميدة في الرحم؟ إليكي هذه المعلومات
كيف يتم العمل على إزالة السلائل الرحمية؟
عند إتخاذ الطبيب قرار التدخل الجراحي، فيجب العلم أن هذا الأمر يتم من خلال الخطوات التالية:
- القيام بالعمل على إستئصال السلائل من خلال إجراء جراحي يتطلب تخديرا موضعيا أو تخديرا عاما.
- الإتجاه نحو استئصال الرحم حيث تتطلب هذه العملية الجراحية العمل على إزالة الرحم بأكمله.
يجب علينا معرفة أن إجراء استئصال الرحم من الممكن أن يتم من خلال المهبل أو عن طريق البطن حيث تتم إزالة الرحم من خلال شق في منطقة المعدة وسواء كان الأمر هذا أو ذاك فسوف يتم اللجوء إلى التخدير في كلتا العمليتين الجراحيتين.
بعد إجراء إزالة هذا الورم، يتم العمل على إرساله إلى المختبر لكي يتم اختباره للتأكد مما إذا كان هذا الورم حميدا أم سرطانيا.
كيف يتم التعامل مع المرأة بعد الخضوع لإزالة الأورام الحميدة؟
– بعد التدخل الجراحي المعني بإزالة الأورام الحميدة من الرحم، سوف تشعر المرأة بمشاعر عدم الراحة والوجع والتألم حيث يلجأ الطبيب إلى إعطائها بعض الأدوية المسكنة المهدئة للألم.
– قد يكون هناك نزيف خفيف مباشرة بعد إزالة الاورام الحميدة في الرحم حيث من الوارد نزول لدم وردي شاحب إلى بني.
– بعد هذا الإجراء ستعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها بعد إزالة الاورام الحميدة أما إذا كان التدخل معني باستئصال الرحم، فسوف ينهي هذا الوضع الحيض لأنه يزيل الرحم بأكمله.
– يجب على المرأة أن تتجنب رفع الأشياء الثقيلة والتمارين الشاقة، وهذا حتي يلتئم الجرح تماما.
– لممارسة العلاقة الجنسية يجب أن يتم هذا الأمر بعد أسبوعين أو أكثر من إزالة السليلة أما في حالة إستئصال الرحم فقد تحتاج المرأة من 4 إلى 6 أسابيع أو أكثر حيث يجب العلم أن وقت التعافي يختلف أيضا من شخص لآخر.
– الإلتزام بالذهاب إلى المتابعة الطبية في مواعيدها المحددة.
هل تواجد الاورام الحميدة في الرحم تؤثر على خصوبة المرأة؟
على وجه التحديد تعد الاورام الحميدة هي حميدة وآمنة في الغالب ولا تشكل خطرا على حياة مرضاها ولكنها ستؤثر على قدرة المرأة على الحمل، وبالأخص إذا لم يتم علاجها بشكل فوري. الجدير بالذكر أن إهمال هذه الحالة المرضية قد يؤدي إلى حدوث العقم.
يمكننا القول بأن العقم الذي يحدث بسبب الاورام الحميدة يكون بسبب إمكانية تداخل هذه الأورام مع حركة الحيوانات المنوية في غرف الرحم، ومن ثم تسبب حدوث بعض التشوهات في هذه الغرف، وتعيق تعشيش الجنين وتطوره وتسبب نزيف الرحم غير الطبيعي.
أما في حالة حدوث الحمل، فمن الوارد أن تقوم هذه الاورام الحميدة بخلق حالة من الضغط، مما يزيد هذا الأمر من خطر النزيف أو الإجهاض أو الولادة المبكرة أو الحمل غير الطبيعي. في العموم إذا كانت المرأة تحاول الحمل، فيجب عليها أن تعلم أن أمر اكتشاف الاورام الحميدة في الرحم يتطلب العلاج تحت إشراف الطبيب المختص وهذا حتى لا يؤثر هذا الوضع الصحي على الخصوبة.
كيف تستطيع المرأة حماية نفسها من الإصابة بالأورام الحميدة؟
لمنع خطر التعرض للاورام الحميدة في عنق الرحم، يجب على المرأة ملاحظة ما يلي:
- ممارسة العلاقة الجنسية بضوابطها الشرعية السليمة.
- تنظيف المنطقة الحميمة بشكل آمن وسليم.
- ممارسة النشاط البدني الذي يساعد الجسم على تقوية المقاومة.
- توفير العناصر الغذائية الصحية الكافية للجسم.
- إدارة الوزن وتجنب التعرض للسمنة.
- فحص دوري للصحة الإنجابية كل 6 أشهر للكشف المبكر عن وقوع أي أمراض.