يعد التهاب الملتحمة الربيعي هو شكل من أشكال التهاب الملتحمة التحسسي، فالجدير بالذكر أن هذا النوع من الالتهاب شائع جدا حدوثه عند الرجال، ولكنه بوجه عام يبدأ عادة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-5 سنوات، ومن ثم يحدث له تقدم كحالة مرضية مزمنة وبالأخص إذا لم يتم علاجه على أيدي الاطباء المختصين. لهذا الأمر سنتناول الحديث اليوم بشكل تفصيلي عن التهاب الملتحمة الربيعي وما هي أهم أعراضه وطرق العلاج والوقاية المناسبة له.
لماذا تحدث الإصابة بالتهاب الملتحمة الربيعي؟
يحدث التهاب الملتحمة الربيعي كحالة طبيعية من رد فعل للجسم وخاصة عند التعرض لمسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة. فمن الهام معرفة أن المواد المثيرة للحساسية هي مواد مستضدية أي عند دخولها إلى الجسم فإنها تقوم بإنتاج أجساما مضادة وتفاعلات فرط الحساسية حيث يمكن أن تكون المظاهر المرضية في عضو واحد أو أكثر.
يحدث المرض في الأشخاص الذين يعانون من حالات الحساسية، لذلك غالبا ما يعاني المرضى الذين يعانون من التهاب الملتحمة الربيعي من التهاب الشعب الهوائية الإضافي، أو التهاب الجيوب الأنفية التحسسي، أو الحساسية الغذائية، أو التهاب الجلد التأتبي.
يجب العلم أنه في حالة معاناة الأشخاص من الحساسية، فسوف تصبح عيون المرضى حساسة للغاية وبالأخص تجاه شعر الحيوانات الأليفة والأتربة والأوساخ. فالأمر بوجه عام يعتبر غير ضار على العيون البشرية العادية، ولكن بالنسبة للعيون المريضة، فسوف يترتب على هذا الامر العديد من الاعراض وظهور مشاعر عدم الراحة.
كيف تحدث الإصابة بالتهاب الملتحمة الربيعي؟
عندما يسقط جسم غريب مثل حبوب اللقاح والغبار إلى داخل العين، فسوف ينتج عن هذا الامر تواجد جسم مضاد يمزق نوعا من الخلايا في العين يسمى الخلية البدينة، فالجدير بالذكر أنه في حالة تمزق هذه الخلية البدينة فسوف تقوم بإطلاق مكونات نشطة تسبب الحكة والاحمرار والوذمة.
يرتبط حدوث التهاب الملتحمة الربيعي أيضا ارتباطا وثيقا بالتغيرات المناخية الموسمية خاصة ما تحدث في فصلي الربيع والصيف حيث أشعة الشمس والأتربة إلى جانب تأثير التغيرات الهرمونية لدى المرأة والعوامل الوراثية بوجه عام.
إقرأ أيضا: 6 أعراض شائعة لمشكلات العين وما يمكن أن تعنيه
ما هي أعراض الإصابة بالتهاب الملتحمة الربيعي؟
– عند المعاناة من هذه الحالة المرضية، فسوف يحدث تهيج في عيون المصاب، وغالبا ما تظهر نوبات من الألم والحكة في أوقات محددة وخاصة عند الاستيقاظ من النوم لأول مرة.
– شعور المريض عادة بوجود جسم غريب في العين، والإصابة برهاب الضوء، وانخفاض حدة البصر ونزول الدموع بصورة مرضية ملحوظة.
– معاناة مرضى التهاب الملتحمة الربيعي من الإحساس الحارق في العينين، والعيون الحمراء المنتفخة.
– خشونة الجفون وسيطرة المخاط الأبيض عليها خاصة داخل الجفن العلوي.
مع بعض الحالات غالبا ما يتفاقم التهاب الملتحمة الربيعي. فالجدير بالذكر أنه عندما يصل المريض إلى سن البلوغ، وإذا لم يتم علاجه بشكل صحيح، فإن هذا المرض يمكن أن يسبب مضاعفات التهاب القرنية، وقرحة القرنية، وقرحة ثقب القرنية، وندبات القرنية.
الجدير بالذكر ايضا أنه من الوارد على وجه الخصوص، أن تكون هناك مضاعفات صحية تحدث بسبب تناول الأدوية العلاجية لالتهاب الملتحمة التحسسي مع الستيرويدات القشرية والتي تزيد من الجلوكوما، وإعتام عدسة العين.
ما هي طرق علاج التهاب الملتحمة الربيعي؟
مبدأ علاج التهاب الملتحمة الربيعي هو مبدأ علاجي لجميع الأعراض المرضية للعينين حيث يتم هذا الأمر عن طريق إستخدام العقاقير المضادة للالتهابات بالاقتران مع العلاج المتخصص للحساسية.
من الهام أيضا معرفة ان التهاب الملتحمة الربيعي يتطلب علاجا مستمرا حيث أن هناك العديد من الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم وقطرات العين التي تستجيب بشكل جيد للغاية لعلاج هذه الحالة المرضية، ولكن بمزيد من الدقة يجب على المرضى عدم شراء الأدوية بمفردهم، فمن الأفضل أن يقوموا بالذهاب إلى منشأة طبية أو طبيب مختص لإجراء فحص طبي متخصص.
الجدير بالذكر أنه غالبا ما يحدث تكرار الإصابة لهذه الحالة المرضية، ولكن لا ينبغي على الشخص استخدام عقله بصورة ذاتية والعمل على تناول علاج قد تم وصفه من قبل. فبسبب نفس نوعية هذا الالتهاب قد يضطر المريض إلى تناول أدوية مختلفة في كل مرة اعتمادا على مستوى الالتهاب. بالإضافة إلى ضرورة تجنب ملامسة المواد المثيرة للحساسية قدر الإمكان.
يجب العلم أن الإستخدام المطول لبعض الأدوية المضادة للالتهابات، والمضادات الحيوية مثل الكورتيكوستيرويدات، وما إلى ذلك، فإنها من الأمور التي تسبب العديد من الآثارالجانبية للعين. أما في الحالات الشديدة التي تحدث فيها مضاعفات بالقرنية، فسوف يلزم هذا الأمر العمل على تلقي العلاج على المدى الطويل والمناسب تحت رعاية المتخصصين.
عندما المعاناة من التهاب الملتحمة التحسسي يجب تجنب القيام بفرك العينين، لأنه من الممكن أن يتسبب في أن تصبح العيون أكثر التهابا، وحدوث خدوش القرنية، مما يؤثر هذا الأمر على الرؤية.
كيف نستطيع أن نقي أنفسنا من أمراض التهاب الملتحمة الربيعي؟
لا يمكننا أن نتجنب حدوث الإصابة بالتهاب الملتحمة الربيعي تماما، ولكننا نستطيع العمل على منع تفشي هذا المرض والحد منه من خلال الاحتياطات التالية:
- إذا كان هناك حساسية، فمن الضروري تقليل ملامسة المواد المثيرة للحساسية مثل الغبار، وحبوب اللقاح، ووبر الحيوانات الأليفة.
- المحافظة على النظافة الشخصية.
- تجنب فرك العينين بالايدي الملوثة.
- تنظيف المنزل دائما للحد من الغبار.
- تجنب زرع الكثير من الزهور في داخل المنزل، خاصة في حالة المعاناة من الحساسية لتجنب التعرض لحبوب اللقاح.
- يوصى بارتداء النظارات الشمسية عند السفر للحد من دخول الغبار إلى العينين.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين مقاومة الجسم.