مع حدوث الإصابة بمشكلة إرتفاع ضغط الدم المرضي، فعلى الأغلب لا تتواجد في بداية هذا الأمر أي أعراض خاصة لفترة طويلة، وغالبا ما يقوم المريض بإكتشافها عند قياس ضغط الدم عن طريق الخطأ أو من خلال إجراء فحص طبي عام. إذن ما هي الاختبارات التي يجب على من يشكون إرتفاع ضغط الدم المرتفع أن يقوموا بإجراؤها للوقوف على حالتهم الصحية بشكل دقيق وواضح؟ هذا ما سنتعرف عليه اليوم بشكل توضيحي مفسر.
ضغط الدم المرتفع
يعد ضغط الدم المرتفع من أهم الحالات المرضية التي تكون فيها معدلات ضغط الدم أكبر من المعتاد. فعلى سبيل التوضيح تبدو مستويات ضغط الدم الطبيعية عند قياسها < 120/80 مم زئبق، أما في حالتها المرتفعة فتبدو في حدود 120-139 / 80-89 مم زئبق أو بمعنى آخر عندما يكون ضغط الدم أكبر من أو يساوي 140/90 مم زئبق.
عواقب ارتفاع ضغط الدم المرضية
يمكن أن يؤثر ارتفاع ضغط الدم على جميع أعضاء الجسم بما في ذلك الدماغ والعينين والقلب والشرايين المركزية والشرايين الطرفية والكلى، فعلى سبيل التوضيح يبدو هذا الأمر واضحا من خلال الآتي:
-
التأثيرات الواقعة على الدماغ
من أهم التطورات المرضية الشائعة لارتفاع ضغط الدم على الدماغ يمكننا أن نذكر الهجمات الإقفارية العابرة أو السكتات الدماغية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك الكثير من الأعراض المرضية الأخرى مثل الصداع غير المصحوب بحوادث الأوعية الدموية الدماغية، والاضطرابات العصبية، وضعف الإدراك وفقدان الذاكرة، أو ضعف الأطراف، وتداخل الكلام، وشلل الوجه، وما إلى ذلك.
-
التأثيرات الواقعة على العين
قد يسبب الضغط المرتفع في حدوث الغصابة بنزيف الشبكية، ورأب الأوعية الدقيقة، والوذمة البصرية، بالإضافة إلى عدم وضوح الرؤية، والمعاناة من الاضطرابات البصرية المقلقة مع الكثير من الحالات المرضية.
-
التأثيرات الواقعة على القلب
عند حدوث الإصابة بارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، فمن الوارد أن يؤدي هذا الأمر إلى توسيع البطين الأيسر ومن ثم تحدث المعاناة من مشاكل قصور القلب، فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يمكن أن يتجلى في بعض الأعراض الظاهرة مثل السعال الجاف، وضيق التنفس عند الاستلقاء وزيادته في الليل، وظهور بعض الوذمات في الساقين.
بالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن أن يتسبب احتشاء عضلة القلب الناتج عن ارتفاع ضغط الدم، والذي يتجلى في أعراض الذبحة الصدرية، وينتشر إلى الرقبة والكتفين، إلى حدوث الصدمة والمعاناة من فشل الجهاز التنفسي.
-
التأثيرات الواقعة على الكلى
يسبب ارتفاع ضغط الدم تحدث بعض التلفيات على الكلى حيث يمكن أن يؤدي هذا الأمر مع مرور الوقت إلى الفشل الكلوي المزمن، فعلى سبيل المثال ومن خلال التعرض إلى نوبة ارتفاع ضغط الدم الطارئة، فقد يعاني المريض من تلف الكلى وبعض أعراضه المرضية الشديدة.
-
التاثيرات الواقعة على الشرايين
تؤدي حدوث المعاناة من ضغط الدم المرتفع إلى الشكوى من تصلب الشرايين حيث تعد هذه الحالة المرضية شائعة في الشرايين السباتية والشريان الأورطي وشرايين الأطراف السفلية.
إقرأ أيضا: 5 عادات يجب إتباعهم كل صباح لخفض ضغط الدم المرتفع
أهم الفحوصات التي يجب على مرضى ضغط الدم المرتفع إجراؤها
تتضمن اختبارات العثور على أسباب المعاناة من ارتفاع ضغط الدم ما يلي:
– الموجات فوق الصوتية العامة للبطن حيث البحث عن أمراض الكلى والغدد الكظرية.
– الموجات فوق الصوتية للشريان الكلوي ومحاولة إكتشاف إصابة الشريان الكلو بالضيق أم لا.
– الموجات فوق الصوتية للأبهري وإكتشاف أمر إصابته بحالة من الضيق.
– اختبارات وظائف الكلى المتمثلة في (الكرياتينين في الدم – بيلة الألبومين – تحليل البول الكلي)، وهرمونات الغدة الكظرية (الألدوستيرون في الدم – رينين البلازما – ميتانفرين الدم ، البول) ، والغدة الدرقية (TSH) ، والغدة النخامية (كورتيزول الدم ، ACTH),…
– التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للبطن للعثور على الورم الحميد الكظري.
– تخطيط النوم لإكتشاف حالة توقف التنفس أثناء النوم.
– الاختبارات الروتينية لتقييم تأثير ضغط الدم على أعضاء الجسم.
– مخطط كهربية القلب للعمل على إكتشاف سماكة الأذين أو عدم انتظام ضربات القلب أو نقص تروية عضلة القلب.
– تخطيط صدى القلب حيث العمل على تقييم وظائف القلب، وسماكة غرف القلب، وقلس البطين.
– اختبارات الدم والتي تتمثل في (تعداد الدم – جلوكوز الدم الصائم – مؤشر HbA1c لجلوكوز الدم في الأشهر الـ 3 الماضية – وظائف الكلى – الشوارد – حمض اليوريك في الدم)، ووظيفة الغدة الدرقية (هرمون TSH) – دهون الدم – إنزيمات الكبد).
– تحليل البول الكلي حيث معرفة نسبة الألبومين / الكرياتينين الدقيقة ومن خلالها يتم تقييم تأثير ضغط الدم على وظائف الكلى مثل التسبب في بروتينية على مستويات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك ، يساعد تحليل البول الكلوي أيضا في الكشف عن أمراض الكبيبات أو الأنابيب الكلوية أو التهابات المسالك البولية أو مرض السكري المرتبط بها.
– مؤشر ضغط الدم في الكاحل أو الذراع المسمى بـ (ABI) للبحث عن حدوث أي ضيق أو انسداد في الشرايين الطرفية بالساقين.
– فحص الشبكية لإكتشاف أي تلفيات في الأوعية الدموية من الوارد أن تحدث في قاع العين بسبب ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.
في النهاية يجب العلم أن جميع هذه الإختبارات تقوم بالعمل على تقيم اهم النتائج المترتبة على ارتفاع ضغط الدم على القلب والأوعية الدموية والدماغ والكلى والعينين.