عند الحديث عن عملية التمثيل الغذائي أو الأيض داخل الجسم، فيجب علينا معرفة أنها عبارة عن الآلية التي يتم فيها قيام الجسم بتحويل الطعام إلى طاقة حتى يتمكن من العمل عن طريق إكتساب الطاقة اللازمة له، ولكن مع تقدمنا في العمر، يتباطأ معدل الأيض والتمثيل الغذائي هذا ومن هنا قررنا أن نتعرف الآن من خلال سطورنا القادمة على أهم العادات الصحية والجيدة التي نستطيع عند إتباعها أن نحصل على عملية تمثيل غذائي صحية للجسم.
لماذا يتباطأ التمثيل الغذائي مع التقدم في العمر؟
مع تقدم أجسامنا في السن تحدث حالة من فقدان كتلة العضلات، ومن ثم يتم إستهلاك السعرات الحرارية بكثافة أقل.
على سبيل التوضيح ومع عدم وجود ديناميكية في هذه الأوقات التقدمية العمرية، فسوف يكون الجسم في حالة من ضعف النشاط البدني مقارنة بذي قبل، فالجدير بالذكر أن هذه الحالة من الوارد حدوثها بسبب عدم ممارسة ما يكفي من التمارين البدنية ومن ثم يتسبب هذا الوضع في زيادة الوزن وحدوث الكثير من المشاكل في القلب والأوعية الدموية، ومن هنا تؤثر هذه المشاكل على عملية التمثيل الغذائي في الجسم.
إلى جانب هذا، فمن الوارد أن تضيف بعض الجينات والنوع دورا أيضا في حدوث أي تغيرات بعملية التمثيل الغذائي داخل الجسم حيث يكون لدى الرجال عموما معدل أيض أسرع لأن لديهم كتلة عضلية أكبر ووزن أكبر للعظام ودهون أقل في الجسم عن النساء.
متى يبدأ معدل التمثيل الغذائي في التباطؤ؟
بداية من المرحلة العمرية الـ 30 عام، فسوف تصبح عملية فقدان الوزن هنا صعبة إلى حد ما وخاصة عن ذي قبل، وهذا لأنه مع التقدم في السن، نتحرك بصورة أقل، وإذا كنا لا نقوم بممارسة التمارين الرياضية أيضا فسوف يقوم الجسم بفقدان من 3-5٪ من كتلة العضلات كل 10 سنوات.
أما في محطة الفئة العمرية الـ 40 عام، فسوف يقوم الجسم بفقدان كتلة العضلات بشكل طبيعي، ومن ثم تسمى هذه الظاهرة قصور العضلات حتى وإن كنا نمارس التمارين الرياضية بصورة منتظمة، فسيظل الجسم يفقد قدرا معينا من العضلات، فالجدير بالذكر أنه خلال هذه الفترة، سيتم تجميع الدهون بدلا من العضلات، ومن ثم سيؤدي ذلك أيضا إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي اعتمادا على مقدار العضلات التي تم فقدانها.
من أهم العوامل الأخرى التي تؤثر على عملية التمثيل الغذائي يمكننا أن نقوم بذكر الهرمونات وعلم الوراثة، فمع تقدم الجسم في العمر. يحمل كل شخص كميات مختلفة من الهرمونات بالإضافة إلى تأثير الجينات، مما يجعل هذا من الصعب علينا التنبؤ بمعدل التغير في التمثيل الغذائي.
ما هي أهم العادات الجيدة التي تساعد على تحسين عملية التمثيل الغذائي؟
بوجه عام تتواجد العديد من الأنماط والعادات الصحية التي نستطيع عند السير عليها أن نتمتع بعملية تمثيل غذائي صحية في الجسم، فعلى سبيل التوضيح تتمثل هذه في الآتي:
1) العمل على ممارسة تمارين المقاومة وإكتساب العضلات عن طريق رفع الأثقال وإن كانت بأوزن خفيفة جدا حيث يساعد هذا في تدعيم عملية حرق المزيد من السعرات الحرارية عند عدم القيام بأي شيء آخر، فالجدير بالذكر أنه عند زيادة كتلة العضلات سوف يؤدي ذلك إلى التمتع بمعدل أيض أسرع.
2) أداء التمارين الهوائية التي تساعد على حرق السعرات الحرارية، فعلى سبيل التوضيح تشمل هذه التمارين المشي والركض وركوب الدراجات والسباحة والتسلق حيث يوصي الأطباء بضرورة قضاء 30 دقيقة على الأقل في اليوم ولمدة 5 أيام في الأسبوع، وفي حالة مواجهة أي مشاكل في البدء ، فيمكننا أن نعمل على تقسيم التدريبات الخاصة إلى أجزاء تتراوح مدتها 10 دقائق.
3) العمل على وضع قائمة غذائية متوازنة من خلال تزويد الجسم بشكل منتظم بوجبة الفطار والبروتين الخالي من الدهون والأطعمة المغذية التي تفيد الجسم بشكل مباشر، فيجب علينا معرفة أن القائمة الغذائية المتوازنة تعمل على تحسين معدل الأيض عن طريق زيادة كتلة العضلات للجسم.
4) المواظبة على شرب الكثير من الماء للحصول على عملية تمثيل غذائي صحية كما ينصح ايضا بضرورة تناول الشاي الأخضر لما له من دور فعال في تحسين التمثيل الغذائي.
متى يجب علينا طلب الإستعانة الطبية؟
في كثير من الأوقات تتسبب زيادة الوزن في شعورنا بالعجز، خاصة عندما تكون عملية الأيض والتمثيل الغذائي بطيئة جدا داخل الجسم ومن هنا يجب علينا وبشكل فوري أن نلجأ إلى الإستشارة الطبية لكى نعلم من أين نبدأ للتغلب على هذا الوضع.
سوف يقوم الطبيب في هذه الأوقات بالعمل على إجراء بعض الفحوصات لمعرفة ما إذا كانت هناك حالة طبية أخرى تؤثر سرا على عملية التمثيل الغذائي والوزن أو لا، فالجدير بالذكر أن هذه الفحوصات وارد أن تتمثل في قصور الغدة الدرقية أو متلازمة كوشينغ أو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) حيث تتسبب جميع هذه المشاكل الصحية في إبطاء عملية التمثيل الغذائي بصورة مباشرة.
بوجه عام يمكن أن يساعدنا الطبيب في تشخيص المشكلة والعثور على أفضل علاج لها. لذا فمن الواجب علينا دائما الإنتباه إلى الوزن والعوامل الأخرى المؤثرة عليه، والتي يمكن أن تؤثر على الصحة بوجه عام. لذا فيجب عليك التحدث إلى دائما الطبيب قبل أن تخرج زيادة الوزن عن السيطرة ويصبح الوضع مرضي ومقلق.