هل يمكن لأحد منا أن ينكر أهمية االطماطم لصحتنا العامة والبنيان الجسدي لدينا؟ بالطبع لا وهذا لأنها تعد من أفضل الأطعمة التي من الواجب علينا أن نقوم بإدخالها في العديد من أنماطنا الغذائية اليومية وبشكل صحي سليم ومعتدل، وهذا نظرا لفوائدها المتنوعة. الجدير بالذكر أن هذا الأمر يجب أن يتم بمزيد من المحاذير وخاصة مع من يعانون من آلام المعدة وخاصة الجزر المعدي المريئي. لذا قررنا أن نطرح اليوم تساؤل هام يتمثل في هل يجب على المصابين بأمراض المعدة بوجه عام تناول الطماطم؟ وفيما يلي سوف نجيب عن هذا التساؤل من خلال سطورنا القادمة.
الطماطم
تعد الطماطم من أفضل أنواع الفواكه ذات السعرات الحرارية المنخفضة والغنية بالعديد من العناصر الغذائية والتي تتمثل في البروتين والألياف والعديد من الفيتامينات والمعادن وخاصة الليكوبين، فعلى سبيل التوضيح تشمل الفوائد الصحية الخاصة لهذه الفاكهة والتي تمت دراستها من خلال أبحاث عديدة ومتنوعة الخصائص المضادة للسرطان للليكوبين والمكونات الأخرى للطماطم مثل الألياف وفيتامين ج وحمض الفيروليك الفينول.
إلى جانب هذا، فيعتقد الباحثون أيضا أن عنصري اللايكوبين والبيتا كاروتين الموجدان في الطماطم يساعدان في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان. بالإضافة إلى دورها الفعال في التقليل من أخطار الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب العلاقة بين استهلاك الطماطم وخفض ضغط الدم وكذلك خطر تصلب الشرايين.
الطماطم ومرضى المعدة
كما ذكرنا من قبل أن الطماطم عنصر غني بالعديد من العناصر الغذائية الصحية والمفيدة. إلى جانب إحتوائها على العديد من الألوان الجذابة واللذيذة مما يجعلها جيدة المظهر والمذاق، ومناسبة لأذواق الكثير من الناس. بالرغم من ذلك، وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يعانون من أمراض المعدة، وخاصة الجزر المعدي المريئي، فهل يعد من الآمان تناول الكثير من الطماطم مه حالتهم الصحية؟
بشكل توضيحي، تعد الطماطم عنصر هام جدا في حياتنا، ولكن أمر استهلاك الكثير منها يمكن أن يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل في الجهاز الهضمي وارتجاع الحمض حيث يرجع السبب في ذلك هو أن الطماطم تحتوي على كمية كبيرة من حمض الماليك وحمض الستريك، وما لهما من دور رئيسي فعال في تدهور الحالة الصحية لمرضى الجزر المعدي المريئي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب أمر تناول الكثير من الطماطم أيضا مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي مثل المعاناة من متلازمة القولون العصبي، وأعراضها المرضية المتمثلة في الانتفاخ والإسهال وما إلى ذلك.
الطماطم ومشكلة ارتجاع الحمض
يعد الارتجاع الحمضي هو أحد أكثر مشاكل الجهاز الهضمي شيوعا والتي تسبب الكثير من الانزعاج ومشاعر عدم الراحة لمرضها، فعلى سبيل التوضيح تعد هذه حالة يتدفق فيها حمض المعدة باستمرار إلى المريء، مما يسبب هذا الأمر إحساسا حارقا في الصدر، وحرقة، وغثيان، والتهاب في الحلق، وما إلى ذلك.
غالبا ما تتضمن الوقاية من هذه الحالة المرضية وعلاجها إجراء العديد من التعديلات الغذائية، بما في ذلك تجنب أو الحد من بعض الأطعمة، بما في ذلك الطماطم حيث يجب العلم أنها من أهم أنواع الأطعمة الحمضية التي تزيد من ارتجاع الحمض. بالإضافة إلى الكاتشب الذي يتميز بشدة حمضيته.
من هنا يمكننا القول بأن الطماطم تحتوي على نوعين من أحماض حرقة المعدة، آلا وهما حامض الستريك وحمض الماليك، ومن ثم يمكن للحموضة في هذه الأطعمة أن تريح العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES) ، وهي العضلة التي تفصل المعدة عن المريء، مما يسمح لحمض المعدة بالتدفق مرة أخرى إلى المريء، ومن هنا يؤدي هذا الحمض إلى تفاقم حرقة المعدة والارتجاع لدى الأشخاص المصابين بالارتجاع المعدي المريئي.
لذلك، يجب على أصحاب هذه الحالة المرضية الحد من تناولهم للطماطم وجميع مشتقاتها. إلى جانب ضرورة تقسيم الوجبات الذي سيضع ضغطا أقل على المعدة، مما يساعد على تقليل خطر توسع العضلة العاصرة المريئية السفلية والتسبب في الارتجاع.
الأطعمة التي يجب على مرضى المعدة تجنبها
بصورة عامة وعند المعاناة من الارتجاع المعدي المريئي، يجب على المرضى تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين التي يسهل امتصاصها مثل الخضروات الخضراء والفواكه والأسماك والبيض والدواجن منزوعة الجلد والمأكولات البحرية وغيرها.
من الضروري أيضا أن يتم الحد من تناول بعض الأطعمة الحمضية مثل البرتقال والليمون والجريب فروت والطماطم وما إلى ذلك؛ وهذا لما لها من دور سلبي في تهيج المعدة والمريء. إلى جانب الأطعمة الغنية بالتوابل والتوابل القوية والأطعمة المصنعة والأطعمة الدهنية مثل الدهون الحيوانية والأطعمة المقلية والبطاطس المقلية والمشوية وما إلى ذلك.
يجب أيضا تجنب تماما شرب المشروبات الغازية، والحد من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والبعد كل البعد عن المشروبات الكحولية التي لجأ إلى تناولها الكثير في الآونة الأخيرة ومن ثم عنها إنتاج حمض المعدة وإراحة العضلة العاصرة المريئية السفلية.
ينصح أيضا بأهمية تجنب الكوكتيلات الأخرى التي تحتوي على مواد حمضية مثل عصير البرتقال والليمون والإستعاضة عنها بشاي الأعشاب أو الماء المصفى للتقليل من مخاطر إرتجاع الحمض قدر الإمكان.