بما أننا ودعنا فصل الصيف فقد ودعنا معه التوقيت الصيفي الخاص به, لنبدأ عهدنا مع دخول فصل الشتاء أن تقوم آلية التوقيت الشتوي قائمة على تأخير الساعة 60 دقيقة وقد تصادف ذلك مع الإعلان الذي أطلقه رئيس الوزراء بتغيير الساعة منذ منتصف ليلة اليوم الخميس 31 أكتوبر , ويتزامن ذلك مع إحداث تغيرات في الساعة البيولوجية للجسم المسئولة عن دورة النوم والإستيقاظ , فالأمر لايقتصر على تغيير ساعة يدك أو ساعة الحائط فقط بل أن التوقيت الشتوي يمكن أن يؤدي إلى اختلال النظام الذي يدير الساعة الحيوية مؤديا إلى تقلبات في مستويات الطاقة ,والحالة المزاجية للـأفراد.. وسوف نقدم من خلال مقالنا التالي 4 خطوات لإستعادة نشاط الجسم دون إرهاق .
الفئات الاكثر عرضة لتأثير التوقيت الشتوي
بما أن حدوث اختلال في النظام الوظيفي للساعة البيولوجية من ضمن المظاهر التي يؤثر عليها التوقيت الشتوي ومن ضمن فئات الِأشخاص الأكثر عرضة لتأثيرات تلك التغيرات:
1-الأشخاص الذين يمتهنون وظائف بنظام الورديات
ويقصد بهم الأفراد الذين يعملون في مهن تتسم بعدم الثبات في مواعيد العمل , أو من يعمل وفقا لجدول نوبات ليلية كالأطباء, والممرضات ويتم اعتبارها من الفئات الأكثر عرضة لإضطراب الساعة البيولوجية,حيث يتعارض نمط ممارستهم للأعمال مع الإيقاعات الطبيعي للمنظومة الحيوية في الجسم
2-الأشخاص دائمي السفر بشكل متكرر
هؤلاء الأشخاص تضطرهم ظروف أعمالهم إلى التنقل إلى بلدان عديدة في مهام سفر تابعة للعمل , حيث أن الذهاب لأكثر من مكان يحدث خلل بآلية الساعة البيولوجية نتيجة تغيرات النطاق الزمني فيما يطلق عليه اضطراب النمط اليومي
3-المراهقون
بعد تخطي مرحلة الطفولة , نأتي لمرحلة المراهقة التي تخضع لتأثير العوامل الهرمونية بالإضافة للتغيرات الجسدية توجد تغيرات أخرى نفسية , وينتقل التأثير على نوعية النوم , وإيقاعه الصحي وهذا مايدفعهم للنوم في مواعيد متأخرة والإستيقاظ أيضا في وقت متأخر .
4-كبار السن
من الطبيعي أنه كلما تقدم بنا العمر وقاربنا من مرحلة الشيخوخة كلما كان النوم غير منتظما حيث يؤثر القلق على النفسية بشكل كبير مما يجعل النوم متقطعا , وفي الوقت نفسه يكون الإستيقاظ في وقت مبكر , ويحدث ذلك نتيجة تأثير إيقاع الساعة البيولوجية
5- الأشخاص المضطربين نفسيا
تم تشخيصهم قبلا بمعاناتهم من مشكلات نفسية ذات تأثير أنماط وجودة النوم , وشمل ذلك الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الإكتئاب والقلق المفرط حيث تطرأ عليهم أعراض دالة على سوء حالتهم النفسية وتقلبات الحالة المزاجية وهذا كله بمثابة انعكاس لإختلالات الساعة البيولوجية
اقرأ أيصا الإكتئاب الموسمي .. الشتاء موسم الذروة لأكثر الأعراض شيوعا
نصائح هامة لنجاح التكيف مع التوقيت الشتوي
لكي يتأقلم الأشخاص بشكل جيد مع التوقيت الشتوي ومايتصل به من تغيرات :
1-الخلود إلى الفراش في وقت مبكر من اليوم
يجب عليكي ألا تعتادي السهر لأوقات متأخرة من الليل ضمانا للحصول على عدد ساعات كافية من النوم الصحي , فهذا الأمر من المقومات الأساسية للتأقلم مع التوقيت الشتوي , ثم يمكنك تدريجيا تعديل موعد نومك والقيام بتأخيره بمقدار 15- 20 دقيقة لترسيخ الوصول إلى الساعة المناسبة
2-تجنب العادات غير الصحية
إذا كنت قد اعتدت على احتساء قهوة الصباح يوميا فقد حان الوقت للتخلص من إدمان المشروبات الغنية بالكافيين كالشاي والقهوة قبل موعد النوم بحوالي 4 ساعات , تعزيزا للنوم المبكر , مع الإهتمام بممارسة الأنشطة البدنية المفضلة ضمانا لتمتع الجسم بقدر كافي من الإسترخاء , ومحاولة تقليل وقت التعرض للشاشات الإليكترونية قبل الخلود للفراش حيث يعد حائلا أمام إطلاق هرمون الميلاتونين لمنظم للنوم
3-الإلتزام بوقت تناول العشاء
إذا كانت وجبة العشاء التي يجتمع عليها أفراد العائلة بمثابة وقت مقدس فمن المهم تخصيص وقت محدد لتناول طبق عشائك مع الحرص على تأخيره بشكل متدرج 15 دقيقة لبضع أيام متتالية بهدف الوصول للساعة الأفضل , مع مراعاة احتواء وجبتك على كميات منخفضة من الكربوهيدرات للوقاية من مشكلات السمنة المفرطة ، وإدخال كميات أكبر من البروتين
4-التعرض لأشعة الشمس صباحا
لعل قصر فترات النهار وطول ساعات الليل من السمات الأساسية لتأخير التوقيت الشتوي ولكي تتمتعي بأفضل تكيف ممكن مع التوقيت الشتوي لابد من تدعيم عادات النوم, والإستيقاظ المبكر في موعد ثابت بالحصول على جرعة كافية من ضوء الشمس ,وتجربة ممارسة رياضة المشي