ِيعد الكالسيوم من أهم العناصر الغذائية التي نحتاج إليه جميعا والذي يتم الحصول عليه من خلال تناول الطعام لأن الجسم لا يستطيع إنتاجه بمفرده. بالرغم من ذلك، فلا يكفي أمر تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم في حصول الجسم على ما يلزمه من هذا العنصر الغذائي، وهذا لأن هناك بعض الأطعمة التي تؤثر على امتصاص الكالسيوم في الجسم، وهذا ما سنقوم بالتعرف عليه اليوم من خلال سطورنا القادمة بشكل توضيحي مفصل.
5 أطعمة ومشروبات تحد من امتصاص الكالسيوم
أولا: الأطعمة الغنية بالأكسالات
تتداخل الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الأكسالات مع عملية امتصاص الكالسيوم داخل الجسم، فعلى سبيل المثال تعد السبانخ من أهم الأطعمة الغنية والأكثر ثراء بشكل طبيعي من بين جميع الخضروات الورقية الخضراء حيث يتوفر لكل 1 كوب مطبوخ مقدار 260 ملغ من الكالسيوم ولكنها تحتوي أيضا على نسبة عالية من الأكسالات، مما يقلل هذا الأمر من التوافر البيولوجي بحيث يمكن للجسم استخدام 5٪ فقط أو حوالي 13 ملغ من الكالسيوم.
لذلك، يجب ألا نعتمد على السبانخ كمصدر رئيسي للكالسيوم لأن معظم الكالسيوم الموجود فيها لن يمتصه الجسم. الجدير بالذكر أيضا أن الخضروات الأخرى التي تحتوي على الأكسالات تتمثل في البروكلي والبطاطا الحلوة وما إلى ذلك.
ثانيا: الأطعمة الغنية بحمض الفيتيك
عند الحديث عن حمض الفيتيك الموجود في قشرة النخالة المتواجدة في الحبوب الكاملة، فمن الهام معرفة أنه يحتوي على نسبة رائعة من عنصر الكالسيوم وبعض المعادن الأخرى، مما يجعله هذا الأمر غير قابلة للذوبان ولا يتم إمتصاصه في الأمعاء.
من هنا يمكننا القول بأن الكالسيوم يتجه إلى خارج الجسم بدون تحقيق أي إستفادة وهذا بسبب عدم القدرة على إمتصاصة.
ثالثا: الأطعمة الغنية بالملح
عند القيام بتناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح، فمن الممكن أن يعيق هذا الأمر من عملية امتصاص الكالسيوم لأنه عندما يفرز الملح من الجسم، فإنه سيقوم بسحب الكالسيوم معه.
لذلك، يوصى بضرورة الحد من استهلاك الأطعمة المعلبة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح، وهذا حتى لا تؤثر على قدرة الجسم نحو عملية امتصاص الكالسيوم.
رابعا: مشروبات الكافيين
فيما يتعلق بمشروبات الكافيين والتي من الوارد أن تتمثل في القهوة والشاي والمشروبات الغازية، فمن الهام معرفة أنها تلعب دورا رئيسا في عملية إدرار البول حيث يتم إفراز عنصر الكالسيوم قبل أن يتمكن الجسم من استخدامه.
من هنا ننصح بضرورة العمل على تجنب تناول هذه النوعية من المشروبات بكثرة والحد منها قدر الإمكان لتجنب أضرارها الصحية التي من الوارد أن تصيب الجسم ومن أهمها إعاقة إكتساب الجسم عنصر الكالسيوم.
خامسا: المشروبات الكحولية
تعد عادة شرب الكثير من المشروبات الكحولية من أهم العادات البغيضة والتي يجب العمل على تجنبها تماما حيث أنها تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم، وهذا لأن الكحول يؤثر على البنكرياس بشكل مباشر وقدرته على امتصاص الكالسيوم وفيتامين د. إلى جانب هذا فإنه يؤثر على قدرة الكبد في عملية تنشيط فيتامين (د)، وهو أمر ضروري لعملية امتصاص الكالسيوم.
بوجه عام يزيد الاستهلاك المنتظم لهذه المشروبات أيضا من مخاطر نقص المغذيات بسبب سوء التغذية وانقطاع امتصاص العناصر الغذائية، فالجدير بالذكر أن أهم هذه الفيتامينات يمكننا أن نذكر فيتامين أ والزنك وفيتامينات ب مثل حمض الفوليك والمواد المغذية المرتبطة أكثر بصحة العظام مثل الكالسيوم.
بشكل أكثر توضيحا، فقد أظهرت بعض الدراسات أن عملية استهلاك المشروبات الكحولية من الأمور التي تزيد من عملية إعادة امتصاص العظام حيث تقلل من قدرة الجسم على تعزيز تكوين وإصلاح العظام الجديدة، مما يؤدي هذا إلى ضعف التمثيل الغذائي للخلايا العظمية وضعف العظام وخاصة مع مرور الوقت.
نصائح هامة لمساعدة الجسم على إمتصاص عنصر الكالسيوم
لكي يستطيع الجسم أن يقوم بإمتصاص الكالسيوم ويعمل على إستخدامة بالشكل الأمثل، فسوف نحتاج إلى توفير مجموعة كاملة من العناصر الغذائية، مع ضرورة إعطاء الأولوية لاستخدام مصادر الغذاء الغنية بالكالسيوم في الوجبات اليومية.
لذا، فيوصى بضرورة موازنة مصادر الغذاء الغنية بالكالسيوم من المصادر الحيوانية والنباتية حيث لا ينصح بتناول الكالسيوم من أصل حيواني بشكل أساسي، وهذا لأن مصادر الكالسيوم من النباتات مثل الخضروات الورقية الخضراء يقوم الجسم بإمتصاصها بشكل جيد جدا.
يجب العمل على إعطاء الجسم ما يكفي من الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C ، D ، E ، K ، المغنيسيوم، وخاصة فيتامين (د) لأنه من أهم الفيتامينات التي تساعد على تنظيم محتوى الكالسيوم في الدم والعظام، ومن ثم يساعد هذا الجسم على امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل.
لذلك، وإلى جانب تكملة الأطعمة الغنية بالكالسيوم، نحتاج إلى الانتباه إلى اختيار الأطعمة الغنية بفيتامين (د) مثل المأكولات البحرية والبيض والحليب ، إلخ. في الوقت نفسه، ينصح أيضا بأن يتم قضاء ما لا يقل عن 10-20 دقيقة كل يوم في حمامات الشمس وخلال فترات الصباح وهذا لمساعدة الجسم على امتصاص المزيد من فيتامين (د) من خلال الجلد.