يسبب مرض السكري الكثير من المضاعفات الصحية وأهمها ما يصيب الجهاز الحركي، فالجدير بالذكر أن هذه النوعية من الأمراض تعد خطيرة للغاية، لذلك ينبغي علينا أن نعمل وبشكل رئيسي بالتعرف عليها وخاصة في مراحلها المبكرة. بمزيد من التوضيح، سنتحدث اليوم على المضاعفات العضلية الهيكلية الشائعة لدي مرضى السكري، وما هي أهم الطرق المتبعة للعمل على تحسين هذه الحالات المرضية والمضاعفات قدر الإمكان؟.
داء السكري
داء السكري
في الوقت الحاضر، وبسبب العديد من الأنماط الحياتية الغير صحية، فقد أصبح أمر الإصابة بمرض السكر من المشاكل الصحية الشائعة جدا حتى مع الشباب صغار السن.
من الهام معرفة، أن المضاعفات المشتركة لمرض السكري خطيرة للغاية، لذلك فمن الضروري أن يتم منعها من التطور والوصول إلى مراحلها الشديدة والخطيرة في أغلب الأوقات.
مضاعفات العظام والمفاصل بسبب مرض السكري
أولا: متلازمة النفق الرسغي
متلازمة النفق الرسغي
مع هذه الحالة المرضية يشعر المريض بتنميل في اليدين أو القدمين حيث يزداد الشعور بالخدر خاصة عندما يترك المريض الأطراف، ويعمل على إنحناء منطقة الرسغ والكاحل لعدة ساعات متتالية، فالجدير بالذكر أن هذا مظهر من مظاهر ضغط الأعصاب في منطقة الرسغ والكاحل.
يجب العلم، أنه عندما تتكاثف الأوتار المطوية في راحة اليد، فسوف يتسبب هذا الأمر في تقلص اليدين والأصابع والانحناء حيث يرجع هذا إلى حدوث إصابات صغيرة جدا وسرية تحدث لدى مرضى السكري الذين يعانون من مضاعفات الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة مسبقا.
بوجه عام، عادة ما تتطور هذه الحالة المرضية بصمت حيث أنه في البداية لا يوجد سوى شعور صعب نحو عملية تمديد الإصبع حتى ينحني تماما ومع الوقت يتفاقم الأمر. إلى جانب هذا، فمن الممكن أيضا أن تحدث المعاناة من الآفات الليفية والمتقلصة أيضا في القدمين والأجسام الكهفية للأعضاء التناسلية الذكرية.
ثانيا: متلازمة دي كيرفان
متلازمة دي كيرفان
مع هذه الحالة المرضية الالتهابية التي تنتج عن التهاب الأوتار في الإبهام، فلا يمكن للمرضى فتح أصابعهم بسهولة بمجرد محاولة طيها. على سبيل التوضيح، فعندما يكون الرسغ منتفخا ويعاني من الالتهاب والإحمرار، فسوف يعاني المريض من الألم الشديد عند القيام بأشياء عادية وبسيطة مثل عصر الملابس أو حمل الأشياء الثقيلة.
الجدير بالذكر أنه في هذه الأوقات عادة ما تكون كثافة عظام مرضى السكري أقل بنسبة 20٪ – 30٪ من كثافة العظام لدى الأشخاص العاديين، ومن ثم يصبح أصحاب هذه الحالات المرضية طرحاء للفراش بسبب كسور العظام، وخاصة كسور عنق الفخذ خاصة إذا لم يتم الاعتناء بها جيدا حيث من الوارد أن يؤدي هذا الأمر إلى حدوث تقرحات معدية وزيادة مخاطر الإصابة بالوفاة.
ثالثا: أمراض العظام والمفاصل المتنوعة
أمراض العظام والمفاصل المتنوعة
تتسبب أمراض العظام والمفاصل التي تحدث بسبب مرض السكري في حدوث العديد من العواقب الصحية الوخيمة للغاية خاصة مع أولئك الذين يعانون من هذا المرض لأكثر من 10 سنوات ولديهم مستويات جلوكوز في الدم غير المنضبطة.
على سبيل الفهم أكثر، فغالبا ما يتسبب هذا مرض السكري في حدوث أزمة في الأوتار العضلية في الساقين، وإزاحة مفاصل القدمين، وفقدان الإحساس وتلف العظام والمفاصل أو المعاناة من تشوه القدمان بشكل متزايد، مما يترك هذا عقابيل تجعل من الصعب على المرضى المشي ويتعرضون كثيرا للتعثر.
من سمات أمراض المفاصل الناتجة عن مرض السكري أن المريض لا يشعر بأي ألم وإن وجد فيكون ألم بسيط جدا، لذلك يتم تجاهل هذه المشاعر بكل سهولة حتى تصبح القرحة كبيرة ويصعب الشفاء منها حتى قد يصل الأمر لزيادة مخاطر بتر إصبع أو قدم كاملة.
يمكن أن تسبب مضاعفات الأوعية الدموية في الأطراف السفلية أيضا في حدوث حالة من النخر، لذلك يتعرض المرضى لخطر الإعاقة لأنهم يضطرون إلى بتر أطرافهم، بالإضافة إلى أنه غالبا ما تنقبض أيدي الأشخاص المصابين بداء السكري على المدى الطويل، لأن راحة اليد تصبح سميكة وخشنة وملتوية ، مما يجعل من المستحيل على المرضى تقويم راحة يدهم وأصابعهم.
بالإضافة إلى جميع ما قمنا بذكره، فتعد حالة ضمور العضلات شائعة جدا أيضا خاصة في كتل العضلات الكبيرة في مناطق الظهر والأرداف والفخذين.
أنماط الوقاية من مضاعفات العظام والمفاصل الناتجة عن مرض السكري
أنماط الوقاية من مضاعفات العظام والمفاصل الناتجة عن مرض السكري
في بداية الأمر، يجب على أصحاب هذه النوعية المرضية أن يتم العمل على تثبيت نسبة السكر في الدم بطريقة منهجية وفعالة من خلال التدابير العلاجية المنصوح بيها طبيا.
إلى جانب هذا فيجب الآخذ أيضا في عين الإعتبار بعض النصائح التي تتمثل في الآتي:
- التخلي عن العادات الضارة في تناول الطعام والمعيشة وأنماط الحياة حيث الحد من تناول السكريات، وتجنب الإفراط في تناول الطعام أو إتباع أنماط الخمول والكسل الشديد، وتناول منتجات التبغ والتدخين، وما إلى ذلك.
- العمل على ممارسة الرياضة الجادة، واتباع نظاما غذائيا سليما والتحقق دائما من نسبة السكر في الدم وبانتظام وهذا لتجنب المضاعفات غير الضرورية.
- تحتاج القدمين أيضا إلى تلقي جميع سُبل العناية الخاصة لإبقائها نظيفة وجافة، وفحصها بانتظام للكشف عن الآفات الطفيفة التي من الوارد أن يتم التعرض لها.
- المواظبة على ممارسة تمارين اليدين والقدمين، وهذا لضمان تدوير الكمية اللازمة من الدم إلى الأطراف بشكل كاف.
- في حالة الشعور بأن هناك مظاهر غير طبيعية في اليدين والقدمين مثل التنميل، وصعوبة مد الأصابع، والتورم والألم، وتغير لون الجلد، وما إلى ذلك، فيجب على الفور أن يتم الذهاب إلى أخصائي الغدد الصماء أو أخصائي المفاصل للخضوع للفحوصات اللازمة.