عند الحديث عن مرض التهاب الجلد التأتبي الشائع، فمن الواجب علينا معرفة أنه عبارة عن مرض جلدي مزمن وارد أن يتم التعرض لتكرار الإصابة به خاصة مع فترات تغير الفصول. لذا، فمن الواجب علينا أن نقوم بإتخاذ بعض التدابير الوقائية الصحيحة في السيطرة على التهاب الجلد التأتبي بشكل فعال وتقليل مخاطر حدوث مضاعفات، وهذا ما سنتحدث عنه اليوم بمزيد من التوضيح.
التهاب الجلد التأتبي

التهاب الجلد التأتبي
يعد التهاب الجلد التأتبي هو عبارة عن مرض جلدي شائع إلى حد ما خاصة عند الأطفال الصغار. الجدير بالذكر، أن هذه الحالة المرضية من الوارد أن تكون مستمرة لفترات زمنية وعرضة للتكرار، مما يؤثر هذا الأمر بشكل كبير على العمل والدراسة والأنشطة اليومية.
إلى وقتنا الحالي، لم يتم تحديد السبب الرئيسي لالتهاب الجلد التأتبي بوضوح. ومع ذلك، يعتقد أن هناك عدة عوامل تلعب دورا مهما في التسبب في المرض، بما في ذلك:
- العوامل الوراثية
- اضطرابات المناعة
- الإصابة ببعض أنواع العدوى
- تلف حاجز الجلد.
بوجه عام، يعتبر التهاب الجلد التأتبي عبئا ليس فقط على المرضى ولكن أيضا على جميع أفراد الأسرة، لأن المرض له معدل إصابة مرتفع ومزمن ومتطور، مما يترتب على ذلك التأثير بشكل كبير على علم النفس وكذلك نوعية الحياة. لذا، فتلعب أنماط الوقاية دورا مهما في إدارة المرض والتقلل من عبء العلاج طويل الأمد.
تدابير وقائية ضد التهاب الجلد التأتبي

تدابير وقائية ضد التهاب الجلد التأتبي
أولا: البعد تماما عن التعرض للمحفزات
توجد بعض المحفزات التي تزيد من فرص الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي ومن ثم فيجب الإبتعاد عنها تماما. الجدير بالذكر، أن هذه المحفزات تتمثل في الآتي:
– التبغ: يمكن أن يزيد التدخين السلبي أو التعرض للهواء الملوث من مخاطر تكرار الإصابة وتفاقم التهاب الجلد التأتبي.
– عث غبار المنزل: عادة ما تتركز هذه الأزمة في المراتب وغرف النوم. لذا، فمن الضروري تنظيف المرتبة وتغطيتها بانتظام للحد من انتشار عث الغبار في الهواء ومن ثم زيادة فرص الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي.
الفرو والشعر: بشكل ملحوظ، يمكن أن يزيد شعر القطط بشكل خاص من مخاطر الإصابة بالحساسية الجلدية وخاصة التهاب الجلد التأتبي خاصة عند الأطفال الصغار.
بعض أنواع الملابس: تقلل الأقمشة الاصطناعية مثل النايلون والبوليستر من التعرق، مما يترتب على ذلك إساءة هذه الحالة المرضية. إلى جانب هذا، فيجب أيضا تجنب ارتداء الملابس المصنوعة من شعر أو الصوف، وإعطاء الأولوية للملابس المصنوعة من القطن.
تجنب تناول بعض أنواع الأطعمة: توجد بعض الأنواع من الأطعمة التي يسهل أن تسبب الحساسية والتهاب الجلد التأتبي المتكرر، بما في ذلك بيض الدجاج وحليب البقر والفول السوداني وفول الصويا واللوز وما إلى ذلك.
ثانيا: ترطيب البشرة
تعد عملية الترطيب خطوة مهمة بشكل خاص في علاج والوقاية من تكرار التهاب الجلد التأتبي في كل من المرحلتين الحادة والمزمنة من المرض.
لذا، وعند الترطيب، فيجب على المرضى ملاحظة الآتي:
- اختيار المنتجات المناسب لحالة البشرة وموقع الالتهابات.
- القيام بعملية الترطيب من 2-3 مرات على الأقل في اليوم مع إمكانية زيادة هذا الروتين خاصة إذا كان الجلد جافا جدا.
- الحفاظ على روتين الترطيب اليومي حتى لو لم تكن هناك أي أعراض مرضية.
ثالثا: الحذر عند استخدام جل الاستحمام
يتم تحقيق هذه الآلية بشكل صحيح عن طريق الآتي:
- الإبتعاد تماما عن المنتجات والأدوية العشبية مجهولة المصدر.
- أعطاء الأولوية لاستخدام جل الاستحمام الموثوق المصدر مع مراعاة أن يكون من النوعية الترطيبة الفعالة والخافض للتهيجات وبدون عطور اصطناعية.
- يجب أن تتراوح درجة حرارة ماء الاستحمام من 27 – 30 درجة مئوية مع ضرورة تجنب استخدام الماء الساخن جدا لأنه يمكن أن يتسبب في جفاف وتهيج الجلد.
طرق علاج التهاب الجلد التأتبي

طرق علاج التهاب الجلد التأتبي
عندما لا تنجح الإجراءات الوقائية المذكورة أعلاه، فقد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم أو الأدوية الموضعية أو الحقن.
تشمل الأنواع الشائعة منها ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات الكريمية
- الكريمات من نوعية المضادات الحيوية
- الأدوية المضادة للالتهابات
فيما يخص الحالات التي يصعب علاجها، فقد يتجه الطبيب إلى بعض الطرق العلاجية الأخرى مثل:
- العلاج بالضوء
- العلاج بالشرائط المبللة
- العلاج النفسي الداعم
خلاصة الأمر، ومع كون التهاب الجلد التأتبي مرض شائع ولكنه معقد يمكن أن ينشأ من أسباب عديدة، فقد لا يكون العلاج الذاتي في المنزل فعالا حتى قد يزداد المرض سوءا. لذا، فيجب على المرضى الذهاب إلى طبيب الأمراض الجلدية للحصول على تشخيص دقيق ونظام علاج فعال.
بشكل فوري، سوف يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد سبب المرض ومدى انتشاره، وتباعا سيتم تقديم طرق العلاج الشخصية، مما يساعد المرضى على التحكم بشكل فعال وآمن في هذه الأزمة المرضية، وفي نفس الوقت يتم تجنب التعرض لبعض الأحداث غير المرغوب فيها بسبب تلقي أنماط العلاج الخاطئة.
