يعتقد الكثير منا أن أزمة الإصابة بالنوبات القلبية تحدث فقط بسبب ارتفاع الكوليسترول أو ممارسة أنماط الحياة الساكنة والمستقرة جدا، ولكن طبقا للعديد من الدراسات فقد تم اثبات أنه في حال نقص بعض الفيتامينات المهمة داخل الجسم، فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى إتلاف نظام القلب والأوعية الدموية، مما يزيد هذا من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية وبعض المضاعفات الصحية الخطيرة الأخرى. بشكل أكثر توضيحا،سنتعرف اليوم على نقص الفيتامينات الذي يزيد وبشكل رئيسي من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية وتبعياتها الصحية الخطيرة.
نقص الفيتامينات والإصابة بالنوبات القلبية
نقص الفيتامينات والإصابة بالنوبات القلبية
أصبحت النوبات القلبية من المشاكل الصحية الخطيرة التي تحدث بشكل متزايد في المجتمع الحديث، لأنه مع كثير من الحالات لا يصل المرضى إلى المستشفى في الوقت المناسب، مما يترتب على ذلك زيادة نسب الموت المفاجئ.
في الواقع ، لا تحدث النوبات القلبية بشكل مباشر بسبب نقص أي فيتامين، ولكنها تكون ناتجة بشكل أساسي عن انسداد الأوعية الدموية التي تغذي القلب،مما يترتب على ذلك حدوث حالة من تصلب الشرايين أو تجلط الدم.
بالرغم من ذلك، تلعب العناصر الغذائية مثل فيتامين د ومجموعة الفيتامينات ب وأحماض أوميغا 3 الدهنية دورا مهما في الحفاظ على صحة القلب، والمساعدة في تقليل الالتهابات والمحافظة على استقرار ضغط الدم ومنع تلف الأوعية الدموية. الجدير بالذكر، أنه من الممكن أن يساعد روتين تناول كمية كافية من هذه المواد من خلال اتباع نظام غذائي سليم في جعل القلب أكثر صحة ويقلل من مخاطر حدوث مضاعفات صحية خطيرة.
من الهام معرفة أن هذه الفيتامينات لا تساعد في الحفاظ على الطاقة ودعم المناعة فقط، بل تلعب أيضا دورا أساسيا في الحفاظ على عمل القلب بثبات. إلى جانب هذا، فمن الوارد أيضاعندما يعاني الجسم من نقص في بعض الفيتامينات، فمن الممكن أن تتأثر عملية التمثيل الغذائي في الدم والدورة الدموية، مما يؤدي هذا إلى ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وحتى قد يصل الأمر إلى الإصابة بالنوبات القلبية.
بوجه عام، سيساعدنا فهم العلاقة بين كل فيتامين وصحة القلب على أن تكون أكثر استباقية في الوقاية من هذه الأمراض الخطيرة.
إقرأ أيضا: 4 أنواع من أمراض القلب والأوعية الدموية الشائعة لدى كبار السن
الفيتامينات التي يتسبب نقصانها داخل الجسم في الإصابة بأمراض القلب
1) نقص فيتامين د
نقص فيتامين د
يعتقد العديد من الخبراء الطبيين أن نقص فيتامين (د) يمكن أن يكون له تأثير مباشر على صحة القلب، ففي جال عدم إحتواء الجسم على ما يكفي من هذا الفيتامين، فسوف تتأثر عملية تنظيم ضغط الدم، وتكون الأوعية الدموية عرضة للالتهابات والتورم والضيق، مما يتسبب هذا في عمل القلب بجهد أكبر لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم.
مع مرور الوقت، يمكن أن تزيد هذه الحالة من مخاطر تكوين جلطات الدم، وتزيد من الكوليسترول الضار (LDL) وتؤدي إلى المعاناة من اضطرابات خطيرة مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. لذلك، تعد آلية الحفاظ على مستويات مستقرة من فيتامين د هي أحد العوامل المهمة التي تساعد على حماية صحة القلب بشكل فعال.
أطعمة فيتامين د ودورها في الحفاظ على صحة القلب
أطعمة فيتامين د ودورها في الحفاظ على صحة القلب
– البذور: المقصود هنا (بذور اليقطين – بذور عباد الشمس – بذور الشيا – بذور الكتان – بذور السمسم) حيث تعد جميع هذه الأنواع من أهم المصادر الغذائية الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية والمغنيسيوم والزنك، والتي تتميز بفوائدها العديدة للقلب، فعلى الرغم من أنها لا تحتوي على الكثير من فيتامين د الطبيعي، إلا أنها تساعد على زيادة امتصاص فيتامين د في الجسم وتدعم من تقليل الالتهاب وتحافظ على استقرار ضغط الدم.
– الفواكه الطازجة: مثل البرتقال والأناناس والموز والكيوي والتين أي نعم لا يمكننا التعامل معها على أنها مصادر مهمة لفيتامين د، لكنها تقوم بتوفير فيتامين ج والبوتاسيوم ومضادات الأكسدة حيث تعد هذه العناصر الغذائية لازمة للحفاظ على جدران الأوعية الدموية الصحية، وزيادة كفاءه الحالة المناعية ودعم استقلاب فيتامين د بشكل أكثر فاعلية.
– الحليب ومنتجات الألبان: يمكننا اعتبار الحليب واللبن والجبن من أفضل المصادر الشائعة للأطعمة المدعمة بفيتامين د، فعلى سبيل المثال يساعد شرب الحليب بانتظام في تلبية احتياجات الجسم من فيتامين د والكالسيوم، بالغضافة إلى دوره الرئيسي أيضا في الحفاظ على كثافة العظام والتقليل من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام وحماية نظام القلب والأوعية الدموية.
– الأطعمة الأخرى الغنية بفيتامين د بشكل طبيعي: بالإضافة إلى الأطعمة سابقة الذكر، فيجب علينا أيضا ذكر الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين وبيض الدجاج والكبد حيث تعد جميع هذه الأطعمة مصادر طبيعية لفيتامين د والتي في حال إضافتها إلى أنماطنا الغذائية الاسبوعية فسوف تعد هذه طريقة فعالة للحفاظ على مستويات ثابتة من هذا الفيتامين في داخل الجسم.
2) نقص فيتامين ب 12
نقص فيتامين ب 12
يلعب فيتامين ب 12 دورا مهما في إنتاج خلايا الدم الحمراء والحفاظ على عمل الجهاز العصبي، فعندما يعاني الجسم من نقص هذا الفيتامين فسوف يرتفع تركيز الحمض الأميني الهوموسيستين في الدم حيث يعد هذا علامة إنذار مبكر لحدوث الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
على سبيل التوضيح، يمكن أن تؤدي المستويات العالية من الحمض الأميني إلى إتلاف بطانة الشرايين، مما يعزز هذا من تكوين لويحات تصلب الشرايين والجلطات الدموية، وزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب نقص فيتامين ب 12 أيضا المعاناة من فقر الدم الضخم الأرومات، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم، وتباعا يؤدي إلى الشكوى من قصور القلب خاصة إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في الوقت المناسب.
طرق حصول الجسم على فيتامين ب 12
طرق حصول الجسم على فيتامين ب 12
يتواجد فيتامين ب 12 بشكل وفير في الأطعمة ذات الأصل الحيواني مثل لحم البقر والدجاج والأسماك والبيض والمأكولات البحرية حيث تعد جميع هذه الأطعمة هي المصادر الطبيعية لهذا الفيتامين ويقوم الجسم بامتصاصها بكل سهولة.
أما بالنسبة للنباتيين، فسوف تتم الإستعانة بمكملات فيتامين ب 12، لأن هذا الفيتامين نادرا ما يوجد في الأطعمة النباتية، بالإضافة إلى إمكانية اللجوء إلى اختيار الحليب أو الزبادي أو الجبن أو المنتجات النباتية المدعمة بهذا الفيتامين مثل حبوب الإفطار أو حليب الجوز أو الخميرة الغذائية.
خلاصة الأمر، فإن القلب السليم لا تتم حمايته فقط من خلال التحكم في دهون الدم أو ضغط الدم فقط، ولكن يمتد الأمر إلى أهمية الحفاظ على نظام غذائي متوازن مليء بالفيتامينات والمعادن الأساسية حيث يمكن أن يكون لنقص بعض الفيتامينات تأثير غير مباشر على القلب، مما يزيد هذا من خطر تكوين جلطات دموية أو تصلب الشرايين أو قصور القلب.
لذلك، تعد آلية الحفاظ على تناول أنظمة غذائية متنوعة، والإستعانة بالمكملات الغذائية الغنية بالمغذيات والحفاظ على أنماط الحياة الصحية والنشطة هي المفتاح الذهبي لحماية صحة القلب بشكل يومي.