من منا لم يمر يوما بتجربة الأرق يوما! فقلة النوم والأصابة بإضطراباته من أهم مشاكل العصر التي يعاني منها الكثيرون حتى من الوارد أن يصل الأمر إلى العرض على الأطباء المختصين وتناول بعض الأدوية المحددة المعنية بالتعامل مع مثل هذه الحالات الصحية، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن هناك بعض من الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تؤثر على فاعلية الأدوية المعنية بالتعامل مع الأرق. لذا قررنا اليوم أن نقوم بالتعرف على أهمها بمزيد من التوضيح والتفصيل.
الأرق
يعد الأرق من أكثر أنواع الاضطرابات شيوعا حيث من الوارد أن يشعر الأشخاص المصابون بهذه الحالة بالتعب أو النعاس طوال فترت النهار، مما يترتب على هذا الأمر جعلهم في حالة أفل إنتاجية وكفاءة عملية ونشاط بدني.
من أهم الأعراض الأخرى التي تدل على حدوث الأرق هو المعاناة من الصداع والتوتر والتهيج وصعوبة التركيز وضعف الذاكرة وسوء الحالة المزاجية بصورة ملحوظة لمن حولنا.
طرق العلاج الدوائية لحالات الأرق
في وقتنا الحالي، يتم الإستعانة بالأدوية المنومة الرئيسية الموصوفة والتي تتمثل في البنزوديازيبينات حيث تعرف لدى البعض بإختصار الـ (BZD) ومن أهم الأدوية الخاصة بهذا النوع يمكننا أن نقوم بذكر الـ (استازولام – ألبرازولام – كلونازيبام)
أما فيما يخص الأدوية التي لا تحتوي على البنزوديازيبينات فهي تتمثل في الأنواع التالية (الزولبيديم – زوبيكلون – زاليبلون). بالإضافة أيضا إلى ناهضات مستقبلات الميلاتونين مثل (راميلتيون)، ومضادات مستقبلات الأوركسين مثل (سوفوريكسانت)
طرق التعامل الصحية مع مشكلة الأرق
عند حدوث المعاناة من بعض المشاكل في النوم، فمن الأفضل أن يتم البدأ في تحسين العادات اليومية والأنماط الحياتية. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يتمثل فيما يلي:
- خلق بيئة صديقة للنوم.
- تقليل استخدام الهواتف المحمولة أو الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
- محاولة الحفاظ على استرخاء الجسم والعقل قدر الإمكان قبل الذهاب إلى الفراش للحصول على فترات نوم صحية وجيدة.
- تجنب تناول الأطعمة الدسمة قبل النوم.
- ممارسة التمارين الرياضية على مدار فترات اليوم.
- طلب الإستعانة الطبية من المختصين عند صعوبة الحصول على فترات نوم سليمة.
إقرأ أيضا: 6 أسباب هامة تؤدي لحدوث الإستيقاظ الليلي والأرق
أهم الأطعمة والمشروبات التي تعيق عمل أدوية الأرق
فيما يخص الأنظمة الغذائية، فمن الضروري جدا معرفة أن هناك مجموعة من الأطعمة والمشروبات تعيق عمل أدوية الأرق، ومن ثم يترتب على هذا الأمر عدم فاعلية هذه الطريقة العلاجية بشكل ملحوظ. من الهام معرفة أن هذه العناصر تتمثل فيما يلي:
أولا: المشروبات الكحولية
في الفترة الأخيرة أنتشرت داخل مجتمعاتنا العربية عادة شرب المشروبات الكحولية البغيضة، ومن ثم ترتب على هذا الأمر العديد والكثير من المشاكل الصحية التي لا حصر لها، ولكن فيما يتعلق بمرضى الأرق فمن الوارد على مرضاه أن يقوموا بتناول هذه النوعية من المشروبات إعتقادا منهم أن هذا المشروب يستطيع تحسين أعراض هذه الحالة بشكل كبير.
على النقيض تماما تأتي نتائج هذا الإعتقاد حيث يمكن أن يسبب الشرب على المدى الطويل الأرق المزمن، كما أن المشروبات الكحولية ستزيد من التأثيرات المثبطة للجهاز العصبي المركزي ومن هنا يؤثر هذا الأمر بشكل سلبي على عمل الحبوب المنومة.
الجدير بالذكر أنه عند القيام بتناول الأدوية التي لا تحتوي على البنزوديازيبينات، وناهضات مستقبلات الميلاتونين وغيرها من الحبوب المنومة مع هذه المشروبات، فمن الممكن أن يتسبب هذا في ظهور بعض الأعراض المرضية والتي تتمثل في الدوخة والنعاس وانخفاض اليقظة والتوازن وعرقلة تنسيق الجسم حتي من الوارد أن يصل الأمر إلى ضيق الحالة التنفسية والإصابة بمشاكل الجهاز التنفسي.
ثانيا: الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين
يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم أو يتناولون الحبوب المنومة، عدم الخوض في شرب الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين كل يوم وتجنب شربها خلال فترة ما بعد الظهر أو يفضل التوقف على شربها تماما خلال فترة التعافي.
فمن الهام معرفة أن الكافيين يقوم بمنع عملية التمثيل الغذائي للحبوب المنومة، ومن ثم قد نرغب في اللجوء إلى تناول جرعة زائدة حيث زيادة التعرض لمخاطر ردود الفعل السلبية والضارة على الجسم.
ثالثا: عصير الجريب فروت
عند الحديث عن فاكهة الجريب فروت، فيجب العلم أن العصير الخاص بها يؤثر على عملية التمثيل الغذائي للعديد من الأدوية حيث يتم هذا عن طريق تثبيط عملية التمثيل الغذائي للإنزيم(CYP3A4) الموجود في في الجسم، مما يتسبب هذا في ارتفاع مستويات الدواء بالدم وزيادة خطر التفاعلات الدوائية الضارة.
بالإضافة إلى ذلك، وعند القيام بتناول عصير الجريب فروت مع أدوية الأرق، فمن السهل أن يتسبب هذا الأمر في زيادة الآثار الجانبية على الجسم والتي من الوارد أن تتنثل الدوخة والنعاس والاكتئاب ومشاكل التنفس.
رابعا: الأطعمة الغنية بالدهون
عند ذكر الأشخاص الذين يحبون تناول الكثير من الدهون، والأطعمة كاملة الدسم على مدار اليوم وخاصة في الأوقات المتأخرة، فيجب العلم أنهم يعدوا أكثر عرضة للإصابة بالأرق واضطرابات النوم. الجدير بالذكر أن هذا الأمر يحدث نظرا لأن الأطعمة الغنية بالدهون ستطيل وقت الهضم، ومن ثم لا تقوم بالتأثير على النوم فقط، بل يمتد تأثيرها على كفاءة وفاعلية دواء الأرق الذي يتم تناوله.
على سبيل المثال، إذا تم تناول دواء البنزوديازيبينات مثل (الديازيبام) مباشرة بعد الوجبة، فإن الدهون المبتلعة ستزيد من إعادة امتصاص الدواء، مما يؤدي هذا إلى انخفاض فاعليته والتقليل من تأثيراته السلبية على الجسم.