تعد فترة الحمل من الفترات الصعبة جسديا ونفسيا على المرأة وهذا لكونها مليئة بالعديد من الأزمات والمشاكل الصحية حيث يمكن أن تؤثر التغيرات الفسيولوجية والهرمونية طوال هذه الفترة بشكل كبير على الأسنان واللثة، مما يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بأمراض الفم الشائعة، والتي سنتعرف عليها بمزيد من التوضيح لاحقا.
الحامل وروتين العناية بالفم

الحامل وروتين العناية بالفم
عند قيام الحامل بإعتماد أنماط العناية المناسبة بالفم خلال الـ 9 أشهر، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر يحافظ بشكل رائع على أسنانها، بالإضافة إلى دوره الفعال في إكمال الحمل في صورته الصحية والآمنة.
الجدير بالذكر، أنه من الواجب على النساء الحوامل أن يخضعن لفحص الأسنان قبل الحمل لعلاج الأمراض الأساسية بدقة، مع ضرورة الحفاظ على روتين علمي للعناية بالفم وإجراء فحوصات الأسنان المنتظمة طوال فترة الحمل.
أمراض الفم الشائعة أثناء الحمل
كما ذكرنا من قبل أن الزيادة المفاجئة في معدلات هرموني البروجسترون والإستروجين من أهم الأسباب الرئيسية وراء أن أنسجة اللثة تصبح أكثر حساسية واستجابة للويحات البكتيرية.
على سبيل التوضيح، فغالبا ما تعاني النساء الحوامل من مشاكل الأسنان الشائعة التالية:
1) التهاب اللثة الحملي

التهاب اللثة الحملي
تعد هذه الحالة المرضية من أكثر أمراض الفم شيوعا عند النساء الحوامل، وعادة ما تظهر في الشهر الثاني من الحمل حيث تبلغ ذروتها في الشهر الثامن.
تحدث هذه الأزمة بسبب زيادة الهرمونات داخل الجسم حيث يزداد تدفق الدم إلى الأنسجة الرخوة، بما في ذلك اللثة أيضا، ومن أهم العلامات الدالة عليها تورم اللثة الحمراء والليونة والنزيف المتكرر خاصة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو استخدام الخيط.
يجب العلم أيضا، أن التهاب اللثة أثناء الحمل ليس مشكلة صحية تصيب الأسنان فقط، بل تؤثر أيضا بصورة سلبية كبيرة على الصحة العامة للأم والجنين. لذا، وفي حال عدم التعامل معها على الفور، فمن الممكن أن تتطور إلى التهاب دواعم السن.
من الهام أيضا معرفة، أن الدراسات المعنية بهذا الأمر قد أثبتت وجود صلة بين التهاب دواعم السن الحاد ونتائج الحمل الضائرة مثل الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
2) تسوس وتآكل الأسنان

تسوس وتآكل الأسنان
يتعرضن النساء الحوامل بشكل متزايد لمخاطر الإصابة بتسوس وتآكل الأسنان نتيجة سببين رئيسيين آلا وهما:
– التغيرات في عادات الأكل: غالبا ما تتغير رغبة النساء الحوامل نحو تناول الطعام خلال فترة الحمل حيث يميلن إلى زيادة تناول الوجبات الخفيفة، وخاصة الأطعمة الغنية بالسكر والنشا والتي تعد مصدر غذائي مثالي للبكتيريا المنتجة للأحماض التي تسبب تسوس الأسنان.
– غثيان الصباح والارتجاع الحمضي: يعد غثيان الصباح والقيء المتكرر من المشاكل الرئيسية خلال فترة الحمل والمؤثرة بشكل رئيسي على صحة الأسنان للحامل حيث يؤدي حمض المعدة الذي يرتد إلى الفم إلى تآكل مينا الأسنان، مما يجعلها أكثر حساسية وضعفا وعرضة للتسوس.
إقرأ أيضا: أسباب هامة للحد من تناول الوجبات السريعة أثناء الحمل
3) الورم الحليمي اللثوي

الورم الحليمي اللثوي
عند الحديث عن الورم الحليمي اللثوي، فيجب العلم أنها عبارة عن حالة مرضية ليست خبيثة أو سرطانية تحدث أثناء الحمل وخاصة خلال الشهر الثالث إلى الشهر السادس وتظهر فيها الأورام الحميدة في اللثة وتكون عبارة عن كتلة حمراء منتفخة تظهر عادة على اللثة ذات لون أحمر ملحوظ وتنزف بسهولة.
في هذه الأوقات، تكون أورام اللثة من هذه النوعية عادة غير مؤلمة وتميل إلى التناقص في الحجم من تلقاء نفسها أو تختفي تماما بعد الولادة.
بالرغم من ذلك، وإذا تسبب الورم في الشعور بالكثير من مشاعر عدم الراحة عند المضغ أو التنظيف، فيجب على الفور عرض الأمر على الطبيب لأنه قد يصف تدخلا آمنا لإزالة هذا الورم أثناء الحمل.
العناية المناسبة بالفم داخل المنزل طوال فترة الحمل

العناية المناسبة بالفم داخل المنزل طوال فترة الحمل
تعد آلية العناية بالأسنان في المنزل هي خط الدفاع الأول والأكثر أهمية للنساء الحوامل، وتباعا يمكن أن يتجلى روتين العناية هذا من خلال الآتي:
– غسل الأسنان برفق مرتين على الأقل يوميا بفرشاة ذات شعيرات ناعمة ومعجون أسنان يحتوي على الفلورايد لتنظيف البلاك.
– استخدام خيط تنظيف الأسنان مرة واحدة يوميا لإزالة بقايا الطعام العالقة والبلاك بين الأسنان وتحت خط اللثة، وخاصة مع الأماكن التي لا يمكن للفرشاة الوصول إليها.
– عند التقيأ بسبب غثيان الصباح، فينصح الخبراء بضرورة عدم تنظف الأسنان على الفور بينما لا يزال الحمض على سطح المينا ومن ثم وعند استخدام الفرشاه فسوف يزيد ذلك من عملية التآكل حيث ينبغي الانتظار لمدة 30 دقيقة لمنح المينا وقتا لإعادة التمعدن قليلا.
– تحتاج النساء الحوامل إلى ضرورة الانتباه إلى سلامة الأنظمة الغذائية المتناولة والتي لا تساهم فقط في الحد من مشاكل الفم للحوامل ولكنها أيضا تساعد على نمو الجهاز الفموي للجنين بشكل مثالي حيث يُنصح بأهمية تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب والمكسرات والجبن والفيتامينات أ ، ج ، د.
– خلال هذه الفترة، تحتاج الحامل إلى تناول 1200-1500 مجم من الكالسيوم يوميا للمساعدة في تقوية عظامها وعظام الجنين.
– التقليل من الأطعمة والمشروبات السكرية والمشروبات الغازية والنشويات المكررة لأنها تعزز نمو البكتيريا وتسبب تسوس الأسنان.
الحامل وأهمية الذهاب إلى طبيب الأسنان

الحامل وأهمية الذهاب إلى طبيب الأسنان
لزيارة طبيب الأسنان أثناء الحمل دور ضروري جدا على الصحة البدنية للحامل طوال هذه الفترة، وهذا لتنظيف أسنانهن بشكل عميق وطبي حيث يفضل أن يكون ذلك بعد الأشهر الثلاثة الأولى بداية من الشهر الرابع إلى الشهر السادس.
إلى جانب هذا، فيمكن أيضا إجراء بعض تدخلات العلاج الأساسية مثل إزالة الجير والحشوات وحتى قلع الأسنان (إذا لزم الأمر) بأمان أما فيما يخص الإجراءات الأكثر تعقيدا مثل جراحة اللثة أو الغرسات فينبغي تأجيلها إلى بعد الولادة.
لا تساعد الوقاية من مشاكل الأسنان وعلاجها بشكل استباقي النساء الحوامل على تقليل الألم والتخلص من مشاعر عدم الراحة فقط، بل تقوم أيضا بالقضاء على بؤر العدوى المحتملة، مما يساهم هذا في ضمان حمل صحي لكل من الأم والطفل.
