خلال فترة الحمل تعد زيادة درجة حرارة جسم المرأة الحامل أحد الأمور الطبيعية للغاية من خلال معدلات معقولة لا تتجاوز الحد، ولكن على الجانب الأخر يجب الإنتباه إلى هذا الأمر إذا حدث إرتفاع لدرجة الحرارة بشكل كبير، حيث يمكن أن يسبب هذا في حدوث العديد من المخاطر الصحية المتعلقة بتطور الجنين. إذن هيا بنا من خلال سطور مقالنا القادمة نقوم بالتعرف على ما هي درجة حرارة الجسم الطبيعية أثناء الحمل؟ وما مدى خطورة الزيادة فيها بشكل غير طبيعي؟ ومتي يجب علينا الذهاب للطبيب وطلب المشورة والفحص الطبي للتعامل بشكل سليم مع هذه المشكلة؟
درجة حرارة جسم المرأة خلال فترة الحمل
عادة ما تختلف درجة حرارة الجسم حسب العمر حيث أنه في البالغين، تتراوح درجة الحرارة عادة من 36.1 إلى 37.2 درجة مئوية. أما بالنسبة للنساء الحوامل، فيمكن أن تزيد درجة حرارة الجسم أثناء الحمل 0.5 درجة أعلى من المعتاد أي أنها تكون في المتوسط ، تكون ما بين الـ 36.9 إلى الـ 37.2 درجة مئوية.
يجب العلم أنه يمكن أن يسبب الحمل زيادة طفيفة في درجة حرارة الجسم، خاصة خلال الأشهر الـ 3 الأولى حيث أنه في بعض الحالات، يكون هذا الأمر علامة على حدوث الحمل قبل العمل على إكتشاف الأمر من خلال التحاليل، والذهاب للطبيب المختص.
بشكل عام قد وجب التأكيد على أنه من الطبيعي جدا أن تشعر النساء الحوامل بالحرارة أو زيادة درجة حرارة الجسم أثناء الحمل، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى. ولكن يجب الانتباه جيدا لمراقبة درجة حرارة الجسم بشكل دقيق.
إذا كانت درجة حرارة الجسم أعلى من 37.5 درجة مئوية، فهذا يعني أن المرأة الحامل مصابة بالحمى. وإذا كانت الحمى أعلى من 38 درجة مئوية، فقد يكون هذا الأمر خطير على الأم والطفل، ويمكن أن يزيد من خطر الإجهاض، والولادة المبكرة، والعيوب الخلقية.
أسباب زيادة درجة حرارة الجسم أثناء الحمل
في الأشهر الأولى، عادة ما تحدث الزيادة في درجة حرارة الجسم أثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية. فالجدير بالذكر أن هذه التغيرات لا تؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة جسم المرأة الحامل فقط ، بل يمكن أن يمتد الأمر أيضا إلى ظهور أعراض الحمل الأخرى، مثل الشعور بغثيان الصباح.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم أثناء الحمل مرتبطا أيضا ببعض التغيرات في الجسم التي تتمثل في:
- إحتياج جسم المرأة الحامل إلى المزيد من الدم لنقل التغذية، والأكسجين إلى الجنين حيث يمكن أن يؤدي هذا إلى حدوث تمدد في الأوعية الدموية وانتقالها إلى سطح الجلد، مما قد يسبب هذا ارتفاع في درجة حرارة الجسم أثناء الحمل.
- يجب أن يعمل القلب بشكل جيد، وصحي لكي يستطيع أن يقوم بضخ المزيد من الدم، فمع حلول الأسبوع الـ 8 من الحمل، يجب أن يعمل القلب بأكثر من 20٪ من قدرته، وهذا لأن نشاط القلب المكثف يمكن أن يزيد من عملية التمثيل الغذائي مما يؤدي هذا إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل قليل.
- في الثلث الثالث والأخير من الحمل، يمكن للحامل أن تقوم بإمتصاص حرارة جسم الجنين، مما قد يسبب هذا لها الشعور بالحرارة أكثر من المعتاد.
إقرأ أيضا: عدوي فيروس الهربس أثناء الحمل وكيف يتم التعامل معه
إرتفاع درجة حرارة جسم المرأة الحامل خلال فصل الصيف
يجب العلم أن طقس الصيف الحار يؤثر على بعض الأشخاص أكثر من غيرهم حيث تعد فئة النساء الحوامل من بين أكثر الفئات عرضة لارتفاع درجة الحرارة خلال هذه الفترة، فالجدير بالذكر أن الأمر في كثير من الأوقات قد يتطور لذهاب النساء للمشفى في يوم حار نتيجة تعرضهم للإجهاد الشديد من هذا الطقس.
تشمل أعراض زيادة درجة حرارة الجسم عند المرأة الحامل الشعور بإرتفاع في درجة حرارة الجسم، والصداع، والدوخة، وتشنجات العضلات، والغثيان. فيجب العلم أن النساء الحوامل اللواتي تتراوح درجة حرارة أجسامهن بين الـ 39 درجة مئوية معرضات لخطر الإصابة بضربة الشمس والإنهاك الحراري والجفاف.
من الهام جدا معرفة أن الجفاف هو أحد أسباب الإصابة بـ “براكستون هيكس” المعروفة لدى المرأة الحامل بمسمى الانقباضات، والتي يمكن أن تزيد أيضا من خطر حدوث الإصابة بالدوخة، والإغماء، ومن ثم ينتج عن هذا الكثير من المضاعفات التي تتمثل في الولادة المبكرة، أو إنفصال المشيمة التي تتطلب أيضا الولادة السريعة، والمبكرة.
كيف تتجنب المرأة الحامل ارتفاع درجة حرارة الجسم؟
تعتبر مشكلة إرتفاع درجة حرارة الجسم للنساء الحوامل من المشكلات الشائع حدوثها خلال فترة الحمل، ففي خلال الثلث الأول من الحمل يجب العمل على إيلاء المزيد من الاهتمام لدرجة حرارة الجسم، وتجنب تركها ترتفع وتزداد لأن هذا يمكن أن يعطل تطور البروتينات المهمة، مما يزيد هذا من حدوث خطر الإجهاض.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب درجة حرارة الجسم المرتفعة جدا إلى حدوث اضطرابات في تكوين الدماغ، والعمود الفقري للجنين، مما يؤدي إلى هذا حدوث الإصابة بالعيوب الخلقية. للحفاظ على إستقرار درجة حرارة جسم المرأة الحامل، وتجنب الارتفاع المفرط، يجب أن نلتزم بالسلوكيات التالية:
- تجنب الإقامة الطويلة في الأماكن ذات درجات الحرارة المرتفعة مثل المطابخ.
- الحد من الخروج أثناء درجات الحرارة المرتفعة، أو أيام الطقس الحار.
- عند الاستحمام يجب العمل على تجنب استخدام الماء الساخن جدا أو النقع في حوض الإستحمام الساخن لفترة طويلة، أو الذهاب إلى غرف البخار، والساونا.
- إن أمكن يجب القيام بإستخدم تكييف الهواء في أيام الطقس الحار أما في الليل، يجب الحفاظ على درجة الحرارة في صورتها المعتدلة لتجنب الظروف الحارة التي تجعل من الصعب على الحامل الإستلقاء، والنوم بمزيد من الراحة.
- تجنب ممارسة الرياضة بقوة كبيرة، أو ممارسة الرياضة في الهواء الطلق أثناء التعرض للطقس الحار.
- استخدام ملاءات السرير المصنوعة من المواد القطنية.
- اختيار الملابس المناسبة للنساء الحوامل، المصنوعة من الأنسجة القطنية التي تعمل على إمتصاص العرق، وعند الذهاب إلى الفراش يجب أن تقوم بإرتداء ملابس واسعة فضفاصة.
- تناول كمية كافية من الماء خلال هذه الفترة حيث أنها لا تساعد فقط على ترطيب الجسم ولكنها مفيدة جدا لنمو الجنين.
- تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكثير من الكافيين مثل الشاي والقهوة، والإبتعاد عن الأطباق الحارة والمتبلة بصورة كبيرة.
عند إرتفاع درجة حرارة جسم المرأة الحامل.. متى يتطلب الأمر الذهاب إلى الطبيب؟
زيادة درجة حرارة الجسم أثناء الحمل وشعور النساء الحوامل بالحرارة أكثر من المعتاد ليس مصدر قلق على طول الخط ولكن في حالة حدوث الإرتفاع مع ظهور الأعراض التالية فيجب على الفور الذهاب لأقرب منشأة طبيبة أو طبيب مختص:
- حمى تصل إلى أكثر من 38 درجة مئوية.
- ألم شديد في البطن.
- الشعور بالقئ والغثيان
- ظهور بعض أعراض الأنفلونزا.
- الإحساس بآلام في العضلات.
- الإسهال