يعد مرض إلتهاب الكلى الذئبي من الأمراض التي تحمل بين طياتها الكثير من مشاعر الألم حيث أعراضها الضارة والتي تقوم بالتأثير على الجسم بصورة مرضية سلبية. في العموم جئنا اليوم من خلال سطور مقالنا لكي نتعرف بمزيد من التفصيل على ما هو مرض إلتهاب الكلى الذئبي ؟ وما هي أهم الأعراض والأسباب وطرق العلاج المثالية للتعامل مع هذا المرض؟
ما هو مرض التهاب الكلى الذئبي؟
التهاب الكلى الذئبي هو حالة تحدث عندما تلتهب الكليتان حيث تعتبر هذه الحالة المرضية أحد أكثر المضاعفات شيوعا لدى الأشخاص المصابين بالذئبة الحمامية الجهازية، فالجدير بالذكر أن هذا المرض يعد مرض مناعي ذاتي ينتج فيه جهاز المناعة أجساما مضادة، والتي تهاجم أنسجة الجسم وأعضائه تلقائيا.
يحدث التهاب الكلى الذئبي عندما تؤثر الأجسام المضادة الذاتية لمرض الذئبة على الهياكل في الكلى، والتي تلعب دورا مهما في تصفية الفضلات مما يسبب هذا يسبب التهاب الكلى ويمكن أن يؤدي إلى ظهور الدم في البول (بيلة دموية) ، والبروتين في البول (بروتينية)، وارتفاع ضغط الدم، وضعف وظائف الكلى، أو حتى حدوث الفشل الكلوي.
ما هي أعراض مرض التهاب الكلى الذئبي؟
تتضمن أعراض إلتهاب الكلى الذئبي مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية التي تؤثر في الكلى والجهاز المناعي حيث تشمل الأعراض الأكثر شيوعا ما يلي:
— يعاني المرضى من ارتفاع في درجة الحرارة، وخاصة خلال فترات النشاط المرضي.
— الشعور ببعض الآلام في المفاصل والعضلات بشكل متكرر ومتقطع، وخاصة في المناطق الحساسة مثل الظهر والرسغ والساقين.
— يظهر على المريض الطفح الجلدي ذو اللون الأحمر أو تتواجد حبيبات على الجلد، وغالبا ما تكون في أماكن معينة مثل الوجه والرقبة والحنجرة.
— يمكن أن يتسبب إلتهاب الكلية الذئبي في تقلص عدد خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي هذا إلى حدوث فقر الدم والتعب والإرهاق المستمر.
— نظراً لأن الكلى تلعب دورا هاما في تنظيم ضغط الدم، فقد يحدث ارتفاع كبير في ضغط الدم وهذا نتيجة لتضرر الكلى بصورة ملحوظة.
— قد يلاحظ المرضى احتباس السوائل في الجسم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور تورم في الأطراف والوجه.
— من الوارد حدوث الإصابة بتلف في العضلات حيث يؤدي ذلك إلى حدوث ضعفها وفقدان القوة العضلية بها.
— قد يشعر المريض بالرغبة في التبول بشكل متكرر خاصة خلال فترات الليل بالإضافة إلى ظهور هذا البول في لونة الداكن وحالته الفوارة.
يجب العلم أن هذه الأعراض قد تكون واضحة ومستمرة لفترة طويلة، أو قد تتراوح في شدتها وتزداد خلال فترات النشاط المرضية.
إقرأ أيضا: أمراض الكلى.. أسبابها وأعراضها وطرق الوقاية منها
ما هي أسباب حدوث الإصابة بإلتهاب الكلى الذئبي؟
توجد عدة أسباب محتملة للإصابة بإلتهاب الكلى الذئبي، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
أولا: العوامل الوراثية
قد يلعب الوراثة دورا هاما في زيادة خطر الإصابة بهذا المرض، حيث يتم توريث العوامل الجينية المسببة للمرض من جيل إلى آخر. لذلك، إذا كان أحد الأفراد في العائلة يعاني من إلتهاب الكلى الذئبي، فإن هناك احتمالية عالية لإصابة أفراد آخرين في العائلة بنفس هذا المرض.
ثانيا: العوامل البيئية
تلعب العوامل البيئية أيضا دورا مهما في زيادة خطر الإصابة بإلتهاب الكلى الذئبي. فيجب العلم أن من أهم هذه العوامل التعرض المفرط لأشعة الشمس، والعدوى الفيروسية أو البكتيرية، والتدخين، والتعرض للتوتر النفسي الشديد.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر تناول بعض الأدوية مثل مضادات الإلتهابات الغير الستيرويدية (NSAIDs) وبعض الأدوية المضادة للصرع على عملية التنظيم المناعي مما يزيد هذا الأمر من خطر الإصابة بإلتهاب الكلى الذئبي.
ثالثا: العوامل الأخرى
من الجدير بالذكر أيضاً أن هناك عوامل مرتبطة بنوع المرض قد تزيد من خطر الإصابة بإلتهاب الكلية الذئبي. فعلى سبيل المثال، النساء يعتبرن أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بالرجال، إلى جانب أن خطر الإصابة بهذا المرض يزداد بشكل كبير عند الأشخاص الذين يتراوح عمرهم بين الـ 15 و45 عاما.
كيف يتم تشخيص التهاب الكلى الذئبي؟
تعتبر الفحوصات المختبرية والتصوير الطبي من أبرز طرق تشخيص إلتهاب الكلية الذئبي. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يشمل تحليل البول وتحليل الدم، حيث يتم فحص مستويات البروتين والكرياتينين والنيتروجين السالب في الدم والبول.
قد يتم أيضا اللجوء إلى إجراء تصوير الرنين المغناطيسي للكلى لتقييم حجم ووظيفة وأنماط التليف والتلف الناتج عن حدوث هذا النوع من الإلتهاب.
ما هي الطرق المستخدمة لعلاج التهاب الكلى الذئبي؟
توجد عدة طرق مختلفة لعلاج إلتهاب الكلى الذئبي والتي تشمل ما يلي:
-
العلاج بالأدوية المضادة للالتهابات
يتم استخدام الستيرويدات المضادة للالتهابات مثل الكورتيكوستيرويدات لكي تتم السيطرة على التهاب الكلية وتقلل من أعراضها المرضية. كما يمكن أيضا استخدام أدوية مثل الهيدروكسي كلوروكين مع بعض الحالات.
-
العلاج بالمناعة المستهدفة
يمكن اللجوء إلى استخدام أدوية المناعة المستهدفة مثل الأملاجليبتين (Belimumab)، والأرتيميزوماب (Rituximab) وهذا لتقليل استجابة المناعة الذاتية المتسببة في حدوث أي نوع من الالتهابات.
-
العلاج بالمناعة المشعة
يتضمن هذا النوع من العلاج استخدام العلاج الإشعاعي لمنع استجابة المناعة الذاتية الضارة. ولكن يجب العلم أن استخدام هذا النوع يتم بشكل محدود وفقا للحالة الطبية للمريض حيث تمييز الفوائد المحتملة عن المخاطر.
-
الرعاية الذاتية والتغذية الملائمة
يعد الاهتمام بنمط الحياة الصحي والتغذية المتوازنة جزءا هاما من علاج إلتهاب الكلى الذئبي حيث يجب على المرضى الامتناع عن التدخين وتجنب الجهد الزائد والإجهاد والحفاظ على وزن صحي. إلى جانب ذلك فقد يحتاج المرضى أيضا إلى اتباع نظام غذائي محدد وتجنب الأطعمة والمشروبات التي تزيد من استجابة المناعة الذاتية وتسبب تهيج في الكلي.
في العموم يجب على المرضى الحصول على الإستشارة الطبية بشكل منتظم ومتابعة العلاج الموصوف لهم وتحسين نمط حياتهم للحد من تفاقم الأعراض وتطور المضاعفات لمرحلة خطيرة.
في الختام، من الهام معرفة أن إلتهاب الكلى الذئبي من المشاكل الصحية الخطيرة التي تحتاج إلى رعاية طبية مكثفة واتباع نمط حياة صحي حيث يجب أن يتعاون المرضى مع فريق الرعاية الصحية والالتزام بالعلاج الموصوف لهم للسيطرة على المرض والتقليل من أي مضاعفات محتملة.