يعتبر الإرهاق العقلي هو أحد أنواع التعب الجسدي، باستثناء أنه يصيب العقل بدلا من عضلات الجسم حيث يظهر تأثير هذا الإرهاق واضحا من خلال المواقف، والمسئوليات العديدة وأهمها التركيز على المهام الصعبة بمزيد من الدقة ولفترة طويلة من الوقت مثل أداء المهام الوظيفية، أو رعاية الأطفال الصغار، أو الإهتمام بالآخرين ممن يستحقو الرعاية حيث يحدث هذا من خلال إعطاء المزيد من المجهود الذهني، وعدم إراحة العقل من التفكير الدائم، والمتواصل لهذا سوف نقوم اليوم بالتعرف على أهم العلامات التي تدل على حدوث الأصابة بالإرهاق العقلي والذهني لكي نتعرف على هذه المشكلة عند التعرض لها.
ما أهم علامات الإصابة بالإرهاق العقلي؟
أولا: الغضب الشديد وعدم الصبر
عند حدوث الإصابة بالإرهاق الذهني يصبح المزاج في حالته السيئة حيث يظهر هذا من خلال الغضب الشديد تجاه أبسط المواقف، وردود الأفعال المبالغ فيها التي لا تتناسب مع المواقف التي يتعرض لها المصاب.
إلى جانب هذا يحدث في بعض الأوقات الإنجذاب السريع تجاه بعض الأشخاص والمواقف حيث يتم تفسير ذلك بأنه حالة من عدم التحكم بالعواطف الداخلية تجاه الضغوط العقلية مما يؤدي إلى إستغلال الفرد في كثير من الأوقات.
ثانيا: عدم القدرة على إنجاز المهام
إنتاجية الفرد تجاه أداءه لأعماله اليومية، والمكتبية تختلف من شخص لآخر حيث من الوارد أن ترتفع، وتنخفض لكن الجدير بالذكر أن الإرهاق العقلي يلعب دورا كبيرا في ذلك حيث يمكن أن يجعل من الصعب حقا التركيز في العمل، وإنجاز المهام حيث يحدث إستنزاف للدوافع مما يصيب الفرد بتشتت الإنتباه بسهولة، وحدوث الخلل في الإلتزام بالمواعيد العملية حتى المهام الصغيرة قد تبدو ساحقة عالشخص المصاب.
إقرأ أيضا: تقلبات المزاج السريعة.. أعراضها وأسبابها وطرق علاجها
ثالثا: قلة الإنتباه والتركيز
الشخص المصاب بالإرهاق العقلي يصاب بالعديد من الأعراض السلبية المتعلقة بقلة التركيز والإنتباه حيث يظهر هذا من خلال شرود العقل، أو الرغبة في النعاس المرضي الدائم (الهروب من الواقع) برغم عدم القدرة على الإستغراق في النوم مما يجعل من الصعب الانتباه لما يقوم المصاب بفعله إلى جانب هذا قد يحدث عدم التفاعل مع المواقف والاشياء بسرعة كبيرة إلى حدوث بعض الأخطار المحتمل وقوعها في كثير من المواقف مثل التهاون في ردود الأفعال عند قيادة السيارة، وما يترتب على ذلك من مخاطر عالفرد المصاب ومن معه.
رابعا: عدم النوم الجيد
هل يعتقد الفرد المصاب بالإرهاق العقلي أنه سيكون من الأسهل عليه الحصول على الغفوات الطبيعية في الاوقات المحددة؟ بالطبع لا يمكن فعل هذا فعندما يكون العقل متعبا تظهر أعراض الأرق واضحة على الفرد المصاب أكثر من أولئك الذين ليس لديهم أعمال مرهقة عقليا.
يجب العلم أنه في حالة عدم الحصول على النوم الجيد فقد يصبح التعب العقلي في أسوأ احواله لذلك يجب العمل على إستشارة الطبيب المختص إذا كان الفرد لا يستطيع الخلود الطبيعي للنوم، أو الشعور بالتعب الشديد أثناء النهارحيث يمكن أن يساعد الدواءالموصوف طبيا في علاج ذلك.
خامسا: السلوكيات الخاطئة
في بعض الأوقات يضعف مصاب الإجهاد العقلي، ويقوم بالإتجاه إلى فعل السلوكيات المرضية السيئة مثل تعاطي المخدرات، وشرب المشروبات الكحولية حيث أنه في ذلك الوقت يصبح هذا الإرهاق كارثي ذو نتائج، وخسائر كبيرة أهمها التأثير على العقل كامل وتعجيزه عن القيام بأداء مهامه الطبيعية، أو عدم تحكمه في السلوكيات الإندفاعية التي تسبب حدوث الكثير من المشكلات.
سادسا: القلق الزائد
يحفز التعب، والإرهاق العقلي عمل الجهاز العصبي السمبثاوي مما يؤدي ذلك إلى إستحضار الكثير من مشاعر الخوف، والقلق الزائد الذي يظهر من خلال تصرفات مبالغ فيها غير معلوم أسبابها، ومن ثم حدوث الإصابة بمرض الإكتئاب، وتفاقم المشكلة التي تتطلب التدخل النفسي السريع من خلال المتخصصين.
إقرأ أيضا: كيف يؤثر القلق على جسمك ؟
سابعا: الخلل في أداء التمارين الرياضية
في حالة غير مبررة حدوثها يلعب الإرهاق العقلي دورا كبيرا في التأثير على النشاط البدني، وممارسة التمارين الرياضية حيث ينخفض الدافع الداخلى للمصاب تجاه ممارسة تلك الانشطة مما يظهر ذلك من خلال التقاعس الواضع عند ممارسة ذلك، ومن ثم تأثر الجسم بهذا، وعدم إستفادته من تلك الأنشطة.
ثامنا: العادات الغذائية السيئة
يمكن أن يؤثر التعب العقلي على الشهية بعدة طرق مختلفة، فعلى سبيل المثال يحدث هذا من خلال تناول الوجبات الخفيفة أكثر من المعتاد، وبكميات كبيرة، وعدم الإهتمام بما يتم تناوله، إلى جانب هذا من الممكن أن يؤدي هذا النوع من الإجهاد إلى الرغبة في تناول الأطعمة السكرية، أو المالحة، أو الدهنية بكميات مرتفعة فى أوقات لا يكون فيها المصاب جائعا على الإطلاق.
تاسعا: الأخطاء العملية المتزايدة
اثناء الإصابة بالإرهاق العقلي يصبح من المستحيل أن يقوم الشخص المصاب بأداء عمله بشكل مثالي طوال الوقت حيث يقوم هذا الإجهاد بالتقليل من القدرة على اكتشاف الأخطاء، والعمل على إصلاحها بشكل سريع مما يتسبب ذلك في حدوث مشاكل خطيرة في بعض الوظائف معينة ، مثل تلك التي تستخدم فيها الآلات، أو يتم فيها قيادة مركبة، أو حتى من خلال الأعمال المكتبية الورقية المعتادة.
عاشرا: الآلام المستمرة
كل فرد مصاب بالإجهاد العقلي تختلف ظهور أعراض هذه المشكلة عليه مقارنة بمن هم مصابون مثله، مما يجعل من الصعب تحديد كيف سيؤثر التعب العقلي على الجسم، ولكن في أغلب الأوقات قد تحدث الإصابة بالصداع، أو التهاب العضلات، أو آلام الظهر، أو مشاكل في المعدة، وبشكل يزداد سوءا يوم عن يوم.
كيف يمكن العمل على تجنب حدوث الإرهاق العقلى؟
- يجب القيام بتخصيص أوقات راحة ثابتة في حالة الضغوط العملية كنوع من أنواع فصل العقل عن العمل المستمر المرهق.
- لابد من المواظبه على أداء التمارين الرياضية اليومية في حالة من الإنفصال عن روتين الأعمال الشاقة.
- إتباع النظم الغذائية الصحية، وتناول الأطعمة التي تمد الجسم بالفيتامين، والطاقة وتجنب المقليات والمشروبات الغازية.
- يجب الإبتعاد تماما عن التدخين في محاولة ناجحة للحفاظ علي الصحة وتجنب دخول النيكوتين للجسم.
- إتباع أنشطة التأمل ولو لفترات قصيرة في محاولة للفصل عن الواقع العقلي المرهق.