قد تواجه بعض النساء بعد تعرضهن لعملية الولادة القيصرية العديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك الإصابة بمشكلة الإسهال حيث تعرف هذه المشكلة بأنها اضطراب معوي يتسبب في أن يصبح البراز ذو حالة رخوية أو مائيا. بالإضافة إلى إحتمالية مصاحبته لبعض التشنجات أو الآلام في البطن أو ظهور الإنتفاخات داخل المعدة. لذلك هيا بنا نتعرف على مشكلة الإسهال ما بعد الولادة القيصرية بمزيد من التفصيل من حيث أسباب حدوثها، وأهم طرق علاجها.
ما هي أسباب الإصابة بالإسهال بعد الولادة القيصرية؟
توجد العديد من الأسباب المسببة لحدوث مشكلة الإسهال بعد عملية الولادة القيصرية، ومن أكثرها شيوعا ما سنقوم بذكره في السطور التالية:
-
المضادات الحيوية
السبب الأكثر شيوعا لحدوث الإصابة بالإسهال بعد عملية الولادة القيصرية يرجع إلى قيام باستخدام المضادات الحيوية حيث يعد تناول المضادات الحيوية قبل الجراحة من الاسباب الهامة التي تعمل على تجنب الإصابة ببعض أنواع العدوى، ولكن على الجانب السلبي تعتبر معظم المضادات الحيوية هي سبب الإسهال، وهذا لأنها تقوم بالعمل على تعطيل التوازن بين البكتيريا الضارة، والمفيدة.
في الوقت نفسه، تقوم المضادات الحيوية بالتسبب أيضا في نمو البكتيريا التي قد تكون مقاومة للمضادات الحيوية بسرعة، مما يقوم هذا بخلق السموم التي تهيج الأمعاء مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالإسهال.
-
المخاض المطول والدفع الطويل
يوجد عاملان آخران يساهمان في إصابة الأمهات بعد الولادة القيصرية بحدوث مشكلة الإسهال ألا وهما عملية المخاض المطولة ووقت الدفع الطويل للأمهات الحوامل قبل عملية الولادة. فالجدير بالذكر أن المخاض المطول وفترات الدفع الطويلة لا تزيد من خطر الإصابة بالإسهال فقط، ولكن قد يمتد الأمر إلى حدوث هبوط في أعضاء الحوض بسبب الحمل مما يسبب ذلك ضغطا شديدا على منطقة حوض الأم أثناء الولادة، وقد يتسبب أيضا في الإصابة بسلس البول الإجهادي.
يجب العلم أن غالبا ما تعاني الأمهات اللائي يلدن بعملية ولادة قيصرية من مشاكل معوية أكثر من الأمهات اللائي يلدن بشكل طبيعي، حيث قد يتمثل الأمر في زيادة الوزن المفرطة، أوالإسهال، أوالإمساك.
إقرأ أيضا: البكاء أثناء الحمل .. هل يمكن أن يؤثر على صحة الجنين؟
كيف يتم علاج الإسهال بعد عملية الولادة القيصرية؟
من الهام جدا معرفة أن الإسهال هو حالة مؤقتة وعادة ما تهدأ بعد بضعة أيام من عملية الولادة القيصرية. ولكن إذا كنتِ عزيزتي تعانين من ألم مستمر في البطن أو الإسهال وينتابك شعور القلق، فيفضل في ذلك الوقت القيام بالذهاب للطبيب المختص وعرض حالتك الصحية عليه.
في الغالب، سيقوم الأطباء بإجراء بعض التحاليل، والإختبارات لمعرفة أسباب الإصابة بالإسهال، ومن ثم سوف يقوم بإرشادك إلى التدابير الآمنة، والفعالة لعلاج هذه المشكلة بعد فترة الولادة القيصرية. تتضمن بعض الطرق العلاجية التي يمكن تطبيقها في هذه الحالة ما يلي:
-
العلاج بأدوية الإسهال التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC)
إذا كنت تعانين عزيزتي الأم من الإسهال فقط، ولا توجد أي أعراض أخرى أكثر خطورة، فمن الممكن القيام بإستخدام أدوية الإسهال التي لا تستلزم وصفة طبية. فالجدير بالذكر أن هذه الأدوية تعمل عادة لمساعدة البراز على امتصاص المزيد من الماء بحيث يكون البراز في صورة أقوى. إلى جانب التقليل أيضا من تواتر حركات الأمعاء.
-
استخدام البروبيوتيك
في حالة معاناتك سيدتي من الإسهال بعد العملية القيصرية الناجمة عن تنول المضادات الحيوية، إذن فأنتِ في ذلك الوقت بحاجة إلى إضافة بكتيريا صحية للعمل على إستعادة التوازن داخل المعدة. لذلك فقد ينصح الأطباء في هذه المرحلة ضرورة استخدام الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك أو البكتيريا النافعة مثل الزبادي والحليب المخمر وما إلى ذلك.
-
شرب كمية كافية من الماء
تحتاج النساء المرضعات إلى شرب كمية كافية من الماء، وبالنسبة للنساء الحوامل اللائي أصيبن بالإسهال بعد العملية القيصرية، فإنهن بحاجة إلى شرب المزيد من الماء. فالجدير بالذكر أنه من الأفضل التنويع ما بين شرب الماء والعصاير الطبيعية، والمشروبات الدافئة، وهذا للعمل على تجنب الجفاف الذي يعتبر أحد الأعراض الشائعة للإسهال عند الإصابة به لفترات طويلة.
إقرأ أيضا: فوائد الماء للمرأة الحامل والجنين
-
إعادة ضبط النظام الغذائي
إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد في الحد من إصابة الأمهات بإسهال ما بعد الولادة هو القيام بالعمل على إتباع نظام غذائي جيد وصحي ومناسب لطبيعة الفترة الزمنية هذه بكل مشكلاتها وتبعياتها، فمن الممكن أن يقمن النساء الحوامل في ذلك الوقت بالتحول مؤقتا إلى نظام غذائي غني بالألياف والعمل على إختيار الأطعمة الصديقة للمعدة، وذلك لساعدة الجهاز الهضمي على العمل بشكل صحيح.
ما هي علامات خطورة الإسهال بعد الولادة القيصرية؟
كما ذكرنا من قبل أن معظم حالات الإسهال بعد الولادة القيصرية تختفي من تلقاء نفسها في غضون أيام قليلة. ولكن إذا استمرت الحالة على نفس وضعها بعد مرور هذا المعدل الزمني على الرغم من الإلتزام بالتعليمات، والنصائح، فإذن الأمر في ذلك الوقت قد يبدو خطيرا. لذلك يجب على الأم ملاحظة ظهور أي أعراض تدعو إلى القلق، وتتمثل في:
- إرتفاع درجة الحرارة والحمى
- الجفاف
- خفقان القلب
- البول الداكن اللون
- الغثيان أو القيء
- الدم أو المخاط في البراز
- الحساسية الشديدة
في النهاية، يعتبر الإسهال بعد عملية الولادة القيصرية أمرا طبيعيا، ولا يشكل خطرا كبيرا على صحة الأم فبالنسبة لمعظم النساء تستمر الحالة لبضعة أيام قليلة، ومن ثم تختفي بشكل تدريجي.
ومع ذلك، إذا تطلب الأمر فمن الضروري القيام بمراجعة الطبيب المختص للحصول على إرشادات صحية حول التدابير الهامة للمساعدة في تسريع الشفاء. وتجنب أي مضاعفات صحية خطيرة من الوارد حدوثها إذا لم يتم التعامل مع الأمر بمزيد من الإهتمام.