هل تعاني من تقلبات مزاجية تؤثر بشكل ملحوظ على شخصيتك وتفقدك الرغبة في التمتع بحياتك اليومية لتتغير نظرتك التفاؤلية وتحل محلها نظرة أكثر تشاؤما وتسيطر عليكي مشاعر العجز مع صعوبة التركيز كل هذه الأعراض ترتبط ارتباطا وثيقا بالإضطرابات العاطفية التي تستهدف تحولات في شخصيتك ووظائفك اليومية رغم وجود فروق فردية لطريقة الشعور بها من شخص إلى آخر وفيما يلي سنتعرف على الإضطرابات العاطفية وأنواعها .
ماهي الإضطرابات العاطفية ؟ وكيف يمكن تشخيصها ؟
تعد الاضطرابات العاطفية من أنواع الإضطرابات النفسية وتُعرف أيضا باسم اضطرابات المزاج. وتتمثل أنواعها الرئيسية في الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.و يمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر وتتراوح شدتها بين اضطرابات خفيفة إلى شديدة.
يمكن للأطباء النفسيين وغيرهم من المتخصصين في الصحة العقلية تشخيص الاضطراب العاطفي من خلال إخضاع المريض إلى تقييم الطبيب النفسي.
أنواع الاضطرابات العاطفية
هناك نوعان رئيسيان من الاضطراب العاطفي وهما الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.
الإكتئاب
الاكتئاب عبارة عن مصطلح طبي لوصف الشعور بالحزن الشديد واليأس على مدى فترة طويلة من الزمن.ففي حالة إصابتك بالإكتئاب ستتعرضين إلى نوبات على مدار عدة أيام أو أسابيع. وتشمل أكثر أنواع الاكتئاب شيوعًا ما يلي.
الإضطراب الإكتئابي الحاد
هل عانيت مؤخرا من مشاعر الحزن واليأس مختلطة مع انخفاض المزاج والرغبة في عمل أي شىء بالإضافة إلى أعراض التعب والإعياء فهذه دلالات واضحة على إصابتك بالإكتئاب السريري.
الاضطراب الاكتئابي المستمر
بناءا على اسمه يمكننا أن نستكشف استمرار الإضطراب الإكتئابي لفترة طويلة قد تمتد لعامين على الأقل لكن النبأ السار أنه يأتي مصحوبا بأعراض خفيفة ويطلق عليه عسر المزاج .
اضطراب اكتئابي كبير مع أنماط موسمية ( الإضطرابات الموسمية )
يطلق عليه الاضطراب العاطفي الموسمي حيث تقترن أعراضه بمواسم معينة وغالبا مايحدث هذا النوع الفرعي من الاكتئاب في الوقت الذي يبدأ فيه فصل الشتاء حيث تقل ساعات النهار.
وقد تتعرضين سيدتي لأنواع أخرى من الأكتئاب في مراحل مختلفة من الحياة دون أن تعرفي ان اكتئابك ناتجا عن التغيرات الهرمونية.
الإضطراب ثنائي القطب
يشير الاضطراب ثنائي القطب إلى حالة صحية عقلية يعاني فيها الشخص من تقلبات مزاجية حادة. وقد تكون هذه التغيرات المزاجية مصحوبة بنوبات من الاكتئاب أو الهوس. وهناك عدة أنواع من الاضطراب ثنائي القطب تتضمن ما يلي.
ثنائي القطب الأول
يرتبط الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول بنوبات من الهوس لكنها تزول في غضون 7 أيام. لكنها قد تتطور بحيث يشعر المريض بنوبات اكتئاب يمكن أن تستمر لمدة تتراوح لأسبوعين أو أكثر.
ثنائي القطبين الثاني
يتكون هذا النوع من نوبات اكتئاب تستمر أسبوعين على الأقل يتخللها هوس خفيف ، ويُطلق عليه الهوس الخفيف ويشير الهوس إلى حالة عقلية يبدو فيها الشخص سعيدًا جدًا ومليئًا بالحماس ، لكنه في الداخل يصارع مع العديد من الأمراض العقلية.
دوروية المزاج
يتضمن هذا النوع الخفيف من الاضطراب ثنائي القطب فترات من الاكتئاب والهوس الخفيف ، مع غدم وجود جدول زمني واضح لكل نوبة. ويُعرف أيضًا باسم اضطراب دوروية المزاج ، ويمكن تشخيصه في حالة استمرار الهوس الخفيف والاكتئاب لمدة عامين أو أكثر.
أعراض الاضطراب العاطفي
تختلف أعراض الاضطرابات العاطفية من شخص لآخر. لكن بعض أنواع الإضطراب لها بعض العلامات المشتركة.
- الإكتئاب
- الشعور بالحزن الشديد المستمر لفترة طويلة
- التهيج والقلق
- الشعور بالتعب ونقص الطاقة
- فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية العادية
- تغيير في عادات النوم والأكل
- صعوبة في التركيز
- الشعور بالذنب
- ألم بدون أي سبب عضوي
- سيطرة الأفكار الإنتحارية
- تقلبات مزاجية غير عادية ومتكررة
- اضطراب ذو اتجاهين
يمكن أن تتشابه أعراض اضطراب الاكتئاب الشديد أثناء نوبة الاكتئاب والهوس ، وقد يشعر الشخص بالأعراض التالية.
- الرغبة الشديدة في النوم
- المبالغة في الثقة بالنفس
- التهيج
- الموقف العدواني
- المبالغة في تقدير نفسك
- إهمال
- أوهام أو هلوسة
أسباب الاضطرابات العاطفية
صعوبة تحديد السبب الدقيق
قد لانستطيع تحديد سبب الإضطراب العاطفي بصورة دقيقة لكن الناقلات العصبية ، أو المواد الكيميائية في الدماغ ،تلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على الحالة المزاجية. وفي حالة اختلال توازنها بطريقة ما ، أو عدم إرسالها إشارات لعقلك بالشكل صحيح ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطراب عاطفي.لكن مالذي يسبب بعدم التوازن تحديدا مازال السبب غير معروف.
قد يمر بعض الأشخاص بصدمات تغير مسار حياتهم وبالتالي يمكن أن تؤدي أحداث الحياة إلى حدوث اضطرابات عاطفية. فقد تؤدي الأحداث الصادمة أو الخسارة الشخصية إلى الاكتئاب أو أي اضطراب عاطفي آخر.
اقرأ أيضا سيدتي..صحتك النفسية أولا
هل ترتبط الإضطرابات العاطفية بعوامل وراثية ؟
قد يتدخل العامل الوراثي معاناة الشخص من الإضطراب العاطفي فإذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من أحد هذه الاضطرابات ، فأنت بالضرورة أكثر عرضة للإصابة بها. مما يشير أنها وراثية رغم أنه لايعد ضمانًا بأن الشخص سيتأثر دائمًا بالاضطراب العاطفي إلا في حالة وجود تاريخ عائلي وراثي لكنه يزيد من خطره .
تشخيص الاضطراب العاطفي
لا توجد فحوصات طبية لتشخيص الاضطرابات العاطفية. لكن لإجراء التشخيص ، يجب طلب مساعدة أخصائي الصحة العقلية. حيث يمكنه المساعدة في إجراء التشخيص من خلال التقييم النفسي.حيث سيسأل الطبيب المريض عن أعراضه بالإضافة إلى طرح أسئلة حول التاريخ الطبي والتاريخ العائلي.و قد يتم إجراء اختبارات معينة للبحث عن الحالات الطبية الأساسية.
علاج الاضطرابات العاطفية
يشمل علاج الاضطرابات العاطفية خيارين الأدوية والعلاج النفسي . ويتم تضمين كلا الخيارين في العلاج. حيث تتوفر العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب.لكن قد يتطلب الأمر الكثير من الجهد للعثور على أفضل دواء يساعد في تخفيف الأعراض بأقل آثار جانبية ، مع أهمية المتابعة مع الطبيب .
يعد العلاج النفسي جزءًا مهمًا من العلاج جنبا إلى جنب مع الأدوية .حيث يمكن أن يساعد المريض في التعامل مع الاضطراب وربما تغيير السلوكيات التي تؤدي إلى تفاقمه أو تساهم فيه.
بالإضافة إلى العلاج والأدوية ، يمكن استخدام المكملات للمساعدة في علاج بعض أنواع الاكتئاب. وتشمل مكملات فيتامين (د) والعلاج بالضوء ، الذي يتم توفيره بواسطة مصابيح خاصة.
تذكري عزيزتي التحدث إلى طبيبك قبل الشروع في تناول أي مكملات غذائية دون وصفة طبية لحالتك. فقد يوصي الطبيب أيضًا ببعض التغييرات في نمط الحياة ، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم واتباع نظام غذائي صحي. بما يساعد في استكمال العلاجات الطبية للمريض مع ضرورة المحافظة على الصحة العامة جيدة لمقاومة أعراض التوتر.