يعتبر إنجاب الأطفال من النعم العظيمة التي رزق الله بها معظم بنات حواءحيث يجلب وجود طفل بلا شك الكثير من السعادة لحياتك سيدتي، وعلى الرغم من أن مرحلة الحمل والولادة من المراحل الصعبة في حياة المرأة إلا أنها قد تقوم أيضا بتقديم فائدة واحدة على الأقل أكثر إثارة للدهشة عند معرفتها، فقد أظهرت بعض الأبحاث أن إنجاب المزيد من الأطفال يمكن أن يحمي النساء بالفعل من مشاكل صحية متعددة، مثل أنواع معينة من السرطان وربما حتى الخرف، إلى جانب هذا يأتي الجانب السلبي حيث قد تحدث بعض المضاعفات أثناء الحمل التي من الوارد أن تقوم بزيادة احتمالات الإصابة بحالات أخرى، مثل أمراض القلب، وزيادة معدلات السمنة، لذا سوف نقوم بالتعرف على تأثير الحمل بوجه عام على خطر الإصابة ببعض الأمراض والحالات الصحية سواء كان بالإيجاب أم السلب.
ما هي الحالات الصحية التي يلعب الحمل دورا فعالا في تغيرها؟
أولا: سرطان الثدي
عند الحديث عن النساء اللاتي قمن بإنجاب عدد من الأطفال أو أكثر فإن خطر الإصابة بسرطان الثدي لديهن نصف خطر الإصابة مقارنة بالنساء اللائي لم ينجبن أبدا حيث يبدو أن هذا يرجع إلى فترة توقف الدورة الشهرية أثناء الحمل، مما يقلل من التعرض مدى الحياة للإستروجين، والبروجسترون.
يجب العلم أيضا أنه توجد العديد من الإختلافات حول هذا الموضوع. فعلى سبيل المثال ، أولئك النساء اللاتي لديهن طفلهم الأول قبل أن يبلغن الـ 20 عاما لديهن نصف خطر الإصابة بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات مقارنة بالنساء اللائي ينتظرن حتى بعد 30 عاما، والنساء اللاتي يرضعن رضاعة طبيعية لمدة عام على الأقل لديهن أيضا خطر أقل للإصابة بسرطان الثدي، وذلك لأن معظم النساء لا يحصلن على دوراتهن الشهرية أثناء الرضاعة الطبيعية مما قد يلعب ذلك دورا كبيرا في تغيير خلايا الثدي بطريقة قد تجعلها أقل عرضة للإصابة بالأورام الخبيثة.
إقرأ أيضا: حبوب منع الحمل.. الإستخدامات والأضرار
ثانيا: سرطان المبيض
كما هو الحال مع سرطان الثدي، ينخفض خطر الإصابة بسرطان المبيض كلما زاد عدد الأطفال الذين تم إنجابهم حيث يبدو أن نفس الآلية السابقة تقوم بإتمام نفس العمل، وهذا بسبب التعرض القليل للهرمونات التناسلية على مدى الحياة، فالجدير بالذكر أيضا أنه عند القيام بإستخدام وسائل منع الحمل عن طريق الفم تستطيع أن تلعب دورا هاما في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان المبيض.
ترتبط أيضا الرضاعة الطبيعية بإنخفاض خطر الإصابة بسرطان المبيض، فيجب معرفة أن حبوب منع الحمل، والرضاعة، وكل هذه الأشياء تقلل من عدد الدورات التي تمر بها النساء خلال مراحل أعمارهن ويبدو أن ذلك يحمي من سرطان المبيض بشكل كبير.
ثالثا: سرطان بطانة الرحم
من الممكن أن نقوم بإضافة سرطان بطانة الرحم إلى قائمة الأورام الخبيثة التي ينخفض خطرها مع حدوث حالات الحمل، حيث يبدو أن انخفاض التعرض للهرمونات بسبب قلة دورات الحيض هو ما يفسر حدوث هذا التأثير.
يجب الإنتباه أن عدد الأطفال ليس هو العامل الرئيسي الوحيد الذي يؤثر على خطر الإصابة بهذا النوع وغيره من أشكال السرطان حيث تؤثر بعض العوامل الأخرى على ذلك مثل العمر، والنظام الغذائي، وممارسة الرياضة وتاريخ العائلة المرضي، وفي بعض الحالات الصحية، والوزن.
رابعا: الخرف ومرض الزهايمر
تظهر العديد من الأبحاث إلى أن التاريخ الإنجابي قد يؤثر على خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر حيث حوالي ثلثي المصابين من هذا المرض الزهايمر هم من النساء، ولكن قد إتضح أن النساء اللائي أنجبن ثلاثة أطفال أو أكثر يكون خطر الإصابة لديهن أقل بنسبة 12٪ للإصابة بالخرف من النساء اللائي لديهن طفل واحد.
الجدير بالذكر أن خطر الإصابة بمرض الزهايمر يتناقص كلما زاد عدد الأشهر التي تقضيها المرأة في الحمل، حيث يحدث هذا بسبب التغيرات التي تحدث في جهاز المناعة.
إقرأ أيضا: الحامل ومشكلة كثرة التبول أثناء فترات حملها
خامسا: السمنة
قد يكون لإنجاب المزيد من الأطفال تأثير معاكس على إحتمالات الإصابة بالسمنة، خاصة إذا كان جسم المرأة يحتفظ ببعض الوزن الإضافي بعد كل مرحلة حمل حيث يحتفظ ما يصل إلى 20٪ من النساء، في المتوسط، بأكثر من ثمانية أرطال من الوزن الذي اكتسبوه أثناء الحمل، وهذا بعد عام واحد من الولادة.
يجب العلم أن الاحتفاظ بالوزن بعد الولادة مؤشرا قويا للسمنة مع مراحل العمر المتقدمة حيث يترتب عليه عواقب صحية طويلة الأجل، مثل أمراض القلب، والسكري، وبعض أنواع السرطان.
لا أحد يعرف بشكل مؤكد لماذا يحدث هذا؟ فمن الممكن أن يكون السبب هو مقاومة الأنسولين، المرتبطة بالحمل، وتلعب دورا ملحوظا في زيادة الوزن، ويمكن أن يكون السبب له علاقة بالتغيرات الهرمونية، أو وزن الطفل.
يجب على الام الحامل تناول الطعام الصحي أثناء فترات حملها وممارسة الرياضة بشكل منتظم للعمل على فقدان الوزن الزائد وتقوية الصحة والمناعة، وتجنب الوقوع في دائرة مخاطر السمنة.
سادسا: أمراض القلب
ليس الحمل في حد ذاته هو الذي قد يؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن المضاعفات أثناء الحمل التي يمكن أن تكون جرس تنبيه على حدوث بعض المشكلات المستقبلية، حيث أن النساء اللاتي أنجبن أطفالا أصغر من الطبيعي، أو حدوث الولادة المبكرة، أو الإصابة بتسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل)، وسكري الحمل قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية في المستقبل، وعلى المدى البعيد.
لاحظ بعض الباحثين أن النساء اللواتي يعانين من هذه المضاعفات بعد الحمل يبدو أنهن لم يعانين من مشاكل ملحوظة في الأوعية الدموية والتمثيل الغذائي قبل الحمل. إلى جانب هذا يجب العلم أنه في كثير من الأوقات تعتبر مشاكل القلب هي السبب الرئيسي لوفاة عدد كبير من النساء.