في معظم أمور حياتنا يجب الإعتدال دائما وهذا لتحقيق أفضل درجات النفع حيث ينطبق هذا الأمر أيضا على آلية شرب الماء، وتناولها من جانب الأطفال. فالجدير بالذكر أن شرب الكثير أو القليل من الماء ليس هو الأمر الجيد لصحة الطفل فالصحي هو ضرورة العمل على إتباع النسب الصحية عند التناول، وهذا لكي يتم تحقيق أقصى إستفادة ممكنة من تناول الماء. إذن فما هي كمية الماء التي يحتاجها الأطفال للشرب يوميا لتكون كافية لأجسامهم؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال سطور مقالنا القادمة.
ما هي كمية الماء التي يحتاجها الأطفال لتناولها بشكل يومي؟
من الهام جدا قيام الأم بالتعرف على كمية الماء التي يحتاجها الأطفال الصغار للشرب كل يوم ليكونوا أصحاء ويستفاد جسمهم منها بشكل صحي وآمن، فوفقا للعديد من الأبحاث والدراسات، فإن كمية المياه التي يحتاجها الأطفال للشرب حسب العمر هي:
-
الأطفال الصغار دون سن الـ 6 أشهر
يجب وبشكل قاطع عدم إعطاء الطفل في هذه المرحلة الماء الإضافي حيث أنهم يحصلو على كمية المياه اللازمة لهم من خلال حليب الثدي، أو الحليب الصناعي.
-
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 6 أشهر، والـ 12 شهرا
ترتبط كمية الماء التي يحتاج إليها الأطفال في هذه الفترة بكمية حليب الثدي، أو الحليب الصناعي الذي تم إعطاؤه لهم. فالقاعدة العامة لتناول الماء في هذه الفئة العمرية هي ما بين نصف (1/2) كوب إلى كوب واحد من الماء خلال اليوم أي ما يعادل الـ (125 مل إلى 250 مل).
-
الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـعام إلى الـ 8 سنوات
يجب العلم أن كمية المياه المستهلكة خلال اليوم يتم القيام بتحديدها على حسب العمر. فعلى سبيل المثال، يجب أن يشرب الطفل البالغ من العمر عاما واحدا كوبا من الماء طوال اليوم، ويجب أن يشرب الطفل البالغ من العمر عامين كوبين من الماء.
إقرأ أيضا: فوائد الماء للمرأة الحامل والجنين
هل من الجيد للأطفال شرب الكثير من الماء؟
يعتبر شرب الأطفال للكثير من الماء هو أمر يحمل بين طياته الكثير من معالم القلق، والخطورة حيث يتمثل هذا في زيادة فرص الإصابة بخطر تسمم المياه الذي يعد أمر نادر الحدوث ولكن مع الأطفال الذين يشربون الكثير من الماء فمن الوارد حدوث الإصابة به.
تشمل أعراض الإصابة بتسمم الماء هو الشعور بالدوخة، أو الصداع حيث يتم حدوث هذا عندما يكون هناك الكثير من الماء في خلايا الدماغ مما يتسبب هذا في إصابتها بالتضخم، ومع إرتفاع هذا الضغط ، فقد تحدث الإصابة ببعض الحالات المرضية الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض معدل ضربات القلب. بالإضافة إلى حدوث الإنتفاخ في بعض الخلايا مما يعرض الطفل لخطر النوبات، أو الغيبوبة، أو حتى الموت.
بالإضافة إلى ذلك، فعندما شرب الأطفال للكثير من الماء، يمكن أن يسبب هذا السلوك العديد من العواقب السلبية الأخرى، التي تشمل ما يلي:
- عندما يكون لدى الأطفال الكثير من الماء في داخل أجسامهم، ففي ذلك الوقت لا تستطيع كليتهم التخلص من هذه السوائل الزائدة حيث تبدأ في التراكم بداخل الجسم، مما يؤدي إلى حدوث الإصابة بالقيء والإسهال.
- يؤدي دخول الماء الزائد للجسم إلى حدوث انخفاض في كمية الملح بداخله وتضخم الخلايا مما يؤدي إلى ضغط الدماغ على الجمجمة حيث يسبب هذا الضغط الصداع الشديد، ويمكن أن يؤدي أيضا إلى ضعف وظائف المخ، وضيق في التنفس.
- في حالة إنتفاخ الخلايا، سوف يحدث إنتفاخ في الجلد أيضا. فمع تناول الماء المفرط، تتورم أقدام الأطفال، وأيديهم، وشفاههم، أو يتغير لونها بشكل ملحوظ.
- بسبب شرب الكثير من الماء يحدث انخفاض في مستويات الكهارل (الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والفوسفات، والمغنسيوم، والبيكربونات) في الجسم حيث يمكن أن يسبب هذا الإنخفاض حدوث الإصابة بتشنجات العضلات.
- شرب الكثير من الماء يسبب الإرهاق الكبير للكليتين، وهذا بسبب قيامها بالعمل الدائم لكي تستطيع التخلص من الفائض. مما ينتج عن هذا شعور الطفل بالكثير من التعب، والإرهاق، والتوتر.
كيف تكون مياه الشرب مفيدة للصحة؟
عند القيام بشرب كوب من الماء الدافئ في الصباح الباكر بمجرد الاستيقاظ سوف يقوم هذا بالمساعدة على “تطهير الأمعاء” مع تحفيز الجهاز الهضمي على العمل بشكل أفضل. ولا ينصح بشرب الماء المتروك طوال الليل.
عندما يكون الطفل في حالة العطش، لا تقومي عزيزتي الأم بإعطاءه الكثير من الماء في نفس الوقت، ولكن قومي بتوجيهه نحو الشرب ببطء على ثلاث مرات، وهذا لإعطاء الماء وقتا مناسبا للعمل على إختراق جدار الأمعاء في الأوعية الدموية، وتلبية الإحتياجات عطش الجسم المجفف.
يجب على الآباء التخلي فورا عن عقلية شرب الماء فقط عندما يشعرون بالعطش لأن كمية الماء آنذاك الوقت تكون غير متوازنة بالفعل؛ حيث يقوم المركز العصبي بالعمل على إصدار إشارات تتطلب من الجسم توفير الماء.
إلتزمي سيدتي بضرورة إعطاء طفلك الماء حتى لو لم يكن في حالة عطش، وعدم القيام بتجاهل أو نسيان هذا الامر.
ما هي الأوقات المناسبة لشرب الطفل للماء؟
يعتبر السبب الرئيسي في أن الأطفال يشربون الكثير من الماء فجأة، هو عدم قيام الوالدان بتظيم هذه العملية بشكل صحي بحيث يستطيع الطفل خلال هذه الاوقات الإستفادة بشكل صحيح من شرب الماء.
-
بعد الطعام بنصف ساعة
لا ينصح بإعطاء الطفل الماء قبل الأكل، أو بعده مباشرة. لأنه في حالة تناوله للماء قبل الوجبات ، فسوف يخلق هذا شعورا بالامتلاء داخل معدته، مما يجعل الأطفال في ذلك الوقت لا يرغبون في تناول الطعام. أما بالنسبة لشرب الماء مباشرة بعد تناول الطعام فإن هذا يؤثر على عملية الهضم، مما يجعل يصابو ببعض مشاكل المعدة، وسوء امتصاص العناصر الغذائية. فالأفضل هو القيام بشرب الماء بعد نصف ساعة من تناول الطعام
-
بعد الاستحمام
عند الاستحمام، ستعمل المساحة محكمة الإغلاق، ودرجة الحرارة المرتفعة على تسريع معدل تبخر الرطوبة على الجلد، مما يسبب هذا شعور الطفل بالعطش. لذلك، فمن الضروري بعد إنهاء الطفل إستحمامه لمدة 15 دقيقة، أن يقوم الأباء بإعطاء أطفالهم الماء لتسريع عملية التمثيل الغذائي للنفايات في الجسم، والمساهمة في تهدئة البشرة الجافة.
-
بعد الاستيقاظ من النوم
يجب على الآباء الحد من إعطاء الأطفال الماء قبل النوم، لأنه يمكن أن يسبب هذا لهم مشكلة التوقف عن التبول، مما يؤثر على نوعية النوم ويزيد من العبء على الكلى أو حدوث مشكلة التبول اللا إرادي خلال الليل التي يعاني منها الكثير من الأطفال بسبب عدم تنظيم معدلات شرب الماء وبالأخص وقت ما قبل النوم. لذا فيوصى بضرورة إعطاء الأطفال الماء بعد الاستيقاظ ، وهذا لتقليل جفاف الفم وزيادة التمثيل الغذائي، وتحسين وظائف الكلى.
-
بعد البكاء
في حالة غضب طفلك، وقيامه بالإتجاه نحو سلوك البكاء، يجب العمل على تهدئته وتشجيعه على التوقف عن البكاء، ومن ثم قومي بإعطاءه الماء، لأن البكاء يستهلك الكثير من الماء في الجسم، مما يتسبب هذا في جفاف حلق الطفل، وحرقه حيث تصبح الحاجة إلى ترطيبه ضرورية بشكل كبير.