تعد الحالة المرضية المعروفة بانسداد قناة فالوب هي أحد أهم الأسباب وأكثرها شيوعا لمعاناة المرأة من العقم في بعض الأوقات. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة وارد أن يتم التعرض لها نتيجة بعض المسببات المرضية ومن هنا تبدأ رحلة العلاج للتغلب على هذه الأزمة. بمزيد من التوضيح سنتحدث اليوم على انسداد قناة فالوب وما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه الحالة المرضية وإعاقة حدوث الحمل؟
انسداد قناة فالوب
في بداية الأمر يجب علينا معرفة أن قناتي فالوب هما عبارة عن أنبوبين صغيرين يربطان المبيضين بالرحم، ويلعبان دورا مهما في جلب البويضة من المبيض إلى الرحم، ومن الوارد في الوقت نفسه يحدث الإخصاب عندما يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة.
أما فيما يتعلق بأزمة انسداد قناة فالوب الصحية، فهي عبارة عن حالة يتم فيها انسداد إحدى قناتي فالوب أو كلتيهما، مما يترتب على هذا الأمر منع البويضة من الانتقال إلى الرحم، أو إعاقة عملية مقابلة الحيوان المنوي بالبويضة لحدوث التخصيب.
يجب العلم أن هذا الأمر، سوف يجعل الحمل صعبا بشكل طبيعي أو حتى يكاد يكون مستحيلا، وخاصة إذا تم حظر كلا الأنبوبين حيث يتم القضاء على القدرة الطبيعية على الحمل بالكامل تقريبا أما في حالة تواجد أنبوب واحد فقط في حالة انسداد، فلا يزال بإمكان المرأة خوض تجربة الحمل.
الأسباب المؤدية إلى انسداد قناة فالوب
عند الحديث عن انسداد قناة فالوب، فيمكننا القول بأن هذه الحالة يمكن أن تسببها العديد من الأسباب المختلفة، ولكل مسبب طريقته الخاصة في التأثير على قناة فالوب والتأثير على الصحة الإنجابية للمرأة بوجه عام.
الجدير بالذكر أن من أهم هذه الأسباب يمكننا أن نقوم بذكر الآتي:
أولا: المعاناة من التهاب الحوض (PID)
تحدث هذه الحالة بشكل رئيسي نتيجة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا مثل السيلان والكلاميديا، ومن ثم تنتقل البكتيريا من هذه الأمراض بسهولة من المهبل إلى الرحم، ثم إلى قناة فالوب، مما يسبب هذا الالتهابات ويؤدي إلى تكوين أنسجة ندبة حيث يمكن أن تمنع هذه الأنسجة الندبية مرور البويضات المنوية، مما يؤدي هذا الأمر إلى انسداد في قناة فالوب.
ثانيا: التهاب بطانة الرحم
فيما يخص حالة التهاب بطانة الرحم، فهي عبارة عن سبب آخر خطير للإصابة بانسداد قناة فالوب بنفس القدر فيما يتعلق بالتهابات الحوض حيث يحدث هذا غالبا عندما تظهر أنسجة بطانة الرحم التي كان ينبغي أن تنمو بداخله في الخارج وتغطي أحيانا قناة فالوب، فمن الهام معرفة أن هذه الأنسجة ليست مؤلمة فقط، بل تقوم أيضا بخلق تكونات لزجة بين الأعضاء، مما يؤدي هذا إلى انسداد قناة فالوب تدريجيا، ومما يجعل من المستحيل على البويضة المنوية الالتقاء للتخصيب.
ثالثا: جراحات الحوض أو البطن
من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى معاناة المرأة من أزمة انسداد قناة فالوب هي خوضها لعمليات جراحية واسعة المدى مثل استئصال الزائدة الدودية أو جراحة المبيض أو علاج الحمل خارج الرحم، ومن ثم قد يتشكل نسيج ندبي حول منطقة الجراحة حيث تتسبب هذه الأنسجة الندبية بشكل أو بآخر في التصاق قناتي فالوب، مما يعيق هذا الوضع من عملية مرور البويضات وأحيانا يخلق ضغطا على المبايض في حد ذاتها.
رابعا: الحمل خارج الرحم
في بعض الأوقات يتعرضن النساء إلى تجربة الحمل خارج الرحم حيث تحدث هذه الحالة المرضية عندما تصبح البويضة المخصبة محاصرة وتتطور في قناة فالوب بدلا من الانتقال إلى الرحم، فالجدير بالذكر أنه في هذه الأوقات تكون قناة فالوب تحت ضغط كبير وغالبا ما تتضرر بشدة.
بعد تلقي العلاج اللازم لإزالة الحمل المتواجد خارج الرحم، فسوف يتسبب النسيج الندبي المتبقي بسهولة في حدوث انسداد بقناة فالوب في المستقبل.
خامسا: التشوهات الخلقية في قناة فالوب
تعتبر التشوهات الخلقية التي تصيب قناتي فالوب من العوامل الصعبة التي ينتج عنها الكثير من العقبات تجاه خوض تجربة الحمل، فمن الهام معرفة أن هذا الأمر يبدو واضحا من خلال ظهور قناة فالوب في حالتها الضيقة أو المفقودة جزئيا، مما يجعلها أكثر عرضة للانسداد ومن ثم يصعب عليها القيام بأداء عملها بشكل صحيح وخاصة في عملية حمل البويضات إلى الرحم.
سادسا: السل التناسلي
يعد السل التناسلي من أقل الأسباب شيوعا في حدوث المعاناة من انسداد قناة فالوب ولكن ليس أقلهم خطورة، فمن الهام معرفة أن بكتيريا السل لا تؤثر على الرئتين فقط، بل يمكن أن تتسبب أيضا في حدوث بعض الالتهابات في الأعضاء التناسلية بأكملها، بما في ذلك الرحم وقناتي فالوب.
عندما تصاب قناة فالوب بالسل، فسوف تظهر حالة من النسيج الندبي الذي يسبب انسدادا شديدا في هذه القناة، ومن ثم تزداد مخاطر الإصابة بالعقم.
سابعا: الأمراض الالتهابية النسائية
في أغلب الأوقات التي لا يتم فيها علاج الأمراض النسائية الالتهابية بشكل صحيح ودقيق، فسوف يؤدي هذا الأمر إلى الإصابة بانسداد قناة فالوب. على سبيل التوضيح، يمكن أن تنتشر هذه البكتيريا الالتهابية وتنتقل إلى قناة فالوب مسببة الإصابة بالوذمات والالتهابات ومن ثم تشكل تدريجيا أنسجة ندبة، مما يعيق هذا الأمر من التدفق الطبيعي في قناة فالوب.
يعد كل سبب من الأسباب المذكورة أعلاه من أهم الطرق المتسببة بشكل رئيسي في انسداد قناة فالوب، ولكن بشكل عام تؤثر جميعها بشكل خطير على خصوبة المرأة وفرصها في حدوث الحمل.