يعاني بعض الناس عند قيامهم بتناول الدواء من مشكلة حرقة وحموضة المعدة حيث تكاد هذه الحالة أن تكون متعبة جدا بسبب ما تقوم بخلقه من مشاعر عدم الراحة بالإضافة إلى عدم قدرة المريض على وقف تناول الدواء الموصوف طبيا. بوجه عام سنتعرف اليوم من خلال سطورنا القادمة على مشكلة حرقة المعدة الناتجة عن تناول الأدوية وكيف نستطيع التعامل معها والعمل على إصلاحها والتغلب عليها قدر الإمكان؟
حرقة المعدة
حرقة المعدة هي عبارة عن حالة يرتد فيها الحمض الموجود في المعدة إلى المريء ويسبب تهيجا حيث يحدث هذا عادة بعد تناول الوجبات أو عند الاستلقاء ويتم الشعور به من خلال أن هناك إحساس حارق في الحلق أو آلام في الصدر.
يمكن أن تظهر حرقة المعدة أيضا في شكل سعال أو الرغبة في تنظيف الحلق باستمرار. فالجدير بالذكر أنه إذا حدثت هذه الحالة بشكل متكرر، فقد يتم تشخيص المريض بمرض الجزر المعدي المريئي (GERD).
يجب العلم أن حرقة المعدة هذه تعد من المشاكل الشائعة جدا بشكل خاص عند كبار السن بسبب شيخوخة الجسم حيث أنه خلال هذه الفترة تضعف بطانة المريء والعضلات المسؤولة عن الاحتفاظ بالحمض في المعدة.
يمكن أن تلعب زيادة الوزن أيضا سببا في ظهور هذه الحالة حيث تعد السمنة هي عامل الخطر الرئيسي لحرقة المعدة بسبب أن الوزن الزائد يضغط على المعدة، خاصة عند الاستلقاء، ومن ثم يتم دفع الحمض لأعلى والتسبب في عدم الراحة.
بوجه عام سيعاني معظم الناس من حرقة المعدة في مرحلة ما من حياتهم. ولكن إذا حدثت حرقة بصورة مفاجئة خلال فترة تناول بعض الأدوية العلاجية، فمن المرجح أن يكون السبب في ذلك هو الدواء الذي يتم تناوله.
الأدوية التي يمكن أن تسبب حرقة المعدة
يمكن أن تتسبب العديد من الأدوية الشائعة في ظهور العديد من أعراض حرقة المعدة أو تزيدها سوءا، بما في ذلك:
– المضادات الحيوية، مثل التتراسيكلين – الكليندامايسين.
– البنزوديازيبينات، مثل الفاليوم – زاناكس – هالسيون.
– الأدوية الأفيونية مثل بيركوسيت – كوديين – أوكسيكونتين.
– حاصرات قنوات الكالسيوم والتي توصف عادة لارتفاع ضغط الدم والنترات المستخدمة لعلاج ألم الصدر.
– مسكنات الألم مثل الأيبوبروفين – الأسبرين.
– البايفوسفونيت لهشاشة العظام.
– بعض الأدوية التي توصف لحالات تشمل متلازمة فرط نشاط المثانة ومتلازمة القولون العصبي وبعض أعراض مرض باركنسون حيث تسمى بمضادات الكولين.
بعض المكملات الغذائية التي يمكن أن تسبب حرقة المعدة
تشمل المكملات الغذائية الشائعة التي تزيد من ارتجاع الحمض وتسبب العديد من مشاكل الحموضة ما يلي:
– مكملات الحديد.
– الجلوكوزامين.
– فاليريان.
– البوتاسيوم.
– الفيتامينات، خاصة عندما تكون الحبوب كبيرة الحجم ويمكن أن تتعثر في المريء وتسبب تهيجا.
بالإضافة إلى ذلك، فيجب العلم أن تناول أدوية متعددة بصورة متكررة من الامور التي يمكن أن تسبب أيضا حرقة المعدة حيث يعد هذا الأمر شائع بشكل خاص عند كبار السن حتى وإذا كانت الأدوية التي يتم تناولها لا تسبب حرقة المعدة من تلقاء نفسها، فإن آثار الأدوية المتعددة مجتمعة معا يمكن أن تتراكم وتسبب عدم الراحة.
إقرأ أيضا: كيف تتخلصين من حرقة المعدة أثناء الحمل؟
كيفية التعرف على حرقة المعدة التي تنتج عن تناول بعض الأدوية
عادة ما تتطور حرقة المعدة المنقولة بالغذاء مع مرور الوقت، ولكن إذا أصيب شخص يقوم بتناول الدواء بحرقة في المعدة أو ارتجاع جديد، فغالبا ما يكون ذلك بسبب الدواء الذي قد قام بتناوله حيث يمكن أن تسبب الأدوية أو المكملات الغذائية الجديدة رد فعل سريع وملحوظ تجاه هذا الأمر. لذلك يجب الإنتباه نحو توقيت ظهور أي أعراض.
في حالة الشك بأن أي دواء أو مكمل معين يسبب حرقة المعدة، فيجب بشكل فوري التحدث إلى الطبيب المختص لمعرفة ما إذا كان ذلك الدواء آمنا أو لا وهل توجد أي بدائل نحو العمل على تغييره والتخلص من هذه الحالة المرضية.
في المجمل يجب على مريض حموضة المعدة التحدث مع الطبيب حول جميع الأدوية وجميع المكملات الغذائية والأعشاب والفيتامينات ومساحيق البروتين ، إلخ. التي يتم إستخدامها وهذا حتى يتم دراسة الحالة وفهمها بشكل مفصل.
كيفية التغلب على حرقة المعدة الناجمة عن تناول الأدوية
من اكثر طرق العلاج فاعلية في هذا الأمر هو التوقف عن تناول الدواء المسبب لحرقة المعدة. ولكن، إذا كان الدواء لا يمكن إيقافه، فيمكننا أن نقوم بمحاولة تغيير أنماط الحياة قدر الإمكان مع تجنب التعرض لأي أضرار صحية.
على سبيل العموم يمكننا أن نقوم بإتباع بعض النصائح التالية للعمل على التغلب على حرقة المعدة الناتجة عن تناول الأدوية:
1) يجب تجنب تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل. أي نعم ليس من السهل دائما القيام بذلك، لكن يجب المحاولة للتغلب على هذه المشكلة المزعجة.
2) محاولة تقسيم الوجبات الكبيرة إلى وجبات أصغر.
3) البعد عن تناول الطعام في كثير من الأوقات.
4) تجنب المشروبات الغازية والأطعمة الدهنية حيث أن كلاهما يمكن أن يزيد من الارتجاع وحموضة المعدة.
5) العمل على تناول الدواء مع كوب كامل من الماء للتأكد من أنه ينجرف على طول الطريق إلى أسفل المعدة وبعيدا عن الأطعمة التي يشتبه في أنها تسبب حرقة المعدة.
6) تجنب تناول بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة والأطعمة الغنية بالتوابل.
7) الإستعانة ببعض أنواع علاج حرقة المعدة حيث تتوفر معظمها في داخل الصيدليات وتتمثل في مضادات الحموضة ذات التأثير الفعال والقادر على إنهاء حرقة المعدة. الجدير بالذكر أيضا أن حاصرات الهيستامين مثل الببسيد تلعب دور فعال كعنصر رائع مضاد للحموضة في غضون يوم واحد.
يمكن أن تستغرق مثبطات مضخة البروتون مثل بريلوسيك عدة أيام حتى تعمل وهي أقوى أدوية حرقة المعدة المتاحة بدون وصفة طبية، ولكن عامة ينصح بضرورة تلقي الإستشارة الطبية من قبل المختصين.
8) عند تسبب حرقة المعدة في الإستيقاظ ليلا أثناء النوم حيث الشعور بضيق في التنفس أو الصدر مما يتعارض هذا مع النوم الصحي، فيجب عللى الفور التوجه لأقرب منشأة طبية والخضوع للفحص الطبي والإلتزام بتعليمات الطبيب.