عند اختيار الوجبات الخفيفة لمرضى السكر، ما علينا آنذاك الوقت سوى تذكر قاعدة واحدة وهي العمل على اختيار العناصر الغنية بالألياف والبروتين والدهون. والسبب في ذلك هو أن هذه العناصر الغذائية تساعد الجسم على التحكم في مستويات السكر بالدم. وفيما يلي سنقوم بالتعرف على أهم هذه الوجبات بمزيد من التوضيح والتفصيل.
الوجبات الخفيفة ونسبة السكر في الدم
للحفاظ على إستقرار نسبة السكر في الدم، يحتاج مرضى السكري دائما إلى تناول عدة وجبات خفيفة خلال اليوم. فبالإضافة إلى الوجبات الرئيسية يمكن أن نقوم أيضا بإضافة من وجبتين إلى ثلاثة وجبات خفيفة لتجنب خطر حدوث نقص السكر في الدم بشكل مفاجئ.
المعايير التي يجب الإهتمام بها عند إختيار الوجبات الخفيفة
عند قيامنا بإعتماد أمر تناول الوجبات الخفيفة على مدار اليوم، يجب علينا أن نقوم بوضع بعض المعايير الهامة عند إختيار هذه الوجبات، والتي تتمثل فيما يلي:
- يجب العمل على مراعاة كمية الكربوهيدرات في الطعام لإنها تحدث فرقا كبيرا في مستويات السكر في الدم في الجسم.
- يفضل أن يتم إعطاء الأولوية للخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة مثل الشوفان والشعير والأرز البني والقمح.
- يفضل أن يتم التقليل من اختيار الأطباق التي تحتوي على الكثير من السكر ولكنها منخفضة التغذية مثل الكعك والحلويات والشوكولاتة.
- في حالة إختيار الحلوى والكعك، فمن الضروري قراءة المعلومات الموجودة على العبوة بعناية لاختيار المنتجات التي تستخدم السكر الخاص بمرضى السكري.
أهم الوجبات الخفيفة والصحية لمرضى السكري
توجد عدد من الوجبات التي تقدم العديد والكثير من الفوائد الهامة لمرضى السكري والتي تتمثل فيما يلي:
أولا: البيض المسلوق
يعتبر البيض المسلوق مصدرا غنيا بالبروتينات الذي يعتبر ركيزة أساسية في الأنظمة الغذائية الصحية الخاصة بمرضى السكري. فالبروتينات تساعد على الشعور بالشبع وتقلل من الشهية، مما يعطي هذا الأمر شعورا بالامتلاء لفترة أطول ويساعدهم في الحفاظ على وزن صحي، إلى جانب العمل على ضبط مستويات السكر في الدم. وبالتالي، يمكن أن يكون البيض المسلوق خيارا مفيدا لتناول وجبة الإفطار أو وجبة الغداء لدى مرضى السكري.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر البيض المسلوق مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم. فهو يحتوي على فيتامينات الفولات، والبيوتين، وفيتامين د، والمغنيسيوم، والسيلينيوم، والحديد حيث تعتبر تلك العناصر ضرورية للجسم بصورة كبيرة، وتساعد على تعزيز الصحة العامة والوظائف الجسدية السليمة لمرضى السكري.
عند تناول مرضى السكري للبيض المسلوق، يجب عليهم أخذ بعض الاحتياطات التي تتمثل في تجنب تناول البيض المسلوق مع الخبز الأبيض أو البطاطس المقلية، حيث أن هذه الأطعمة تسبب زيادة سريعة في مستوى السكر بالدم.
على الجانب الآخر يفضل تناول البيض المسلوق مع الخضروات الورقية الغنية بالألياف، مثل الخس، حيث تساعد الألياف على تخفيف تأثير الكربوهيدرات على مستوى السكر في الدم. بالإضافة إلى إمكانية تناوله مع الزيوت الصحية، مثل زيت الزيتون الذي يحتوي على الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والتي تعزز الصحة القلبية والوظائف الجسدية العامة لدى مرضى السكري.
ثانيا: الفشار
يحتوي الفشار على مجموعة متنوعة من المكونات التي تعود بالفائدة على مرضى السكري حيث أنه يتكون في الأساس من حبوب الذرة التي تتجاوز بشكل عام مستويات الألياف العالية، وهي تعد نافعة بصورة كبيرة في السيطرة على مستويات السكر داخل الدم. فيجب علينا العلم أن الألياف تحسن من عملية هضم السكر، مما يقلل هذا من ارتفاع مستويات السكر في الدم، والمساعدة في التحكم بالوزن.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الفشار على كمية قليلة من الدهون والسعرات الحرارية، مما يجعله خيارا مناسبا لمرضى السكري الذين يحاولون خسارة الوزن. ومع ذلك، يجب مراعاة طريقة تحضير الفشار، حيث إعداد الفشار المنخفض في الدهون المضافة أو الأملاح، وتجنب اللجوء إلى إستخدام الزيت النباتي حيث أنه يعد مصدر عالي للدهون المشبعة والتي يجب تجنبها في النظام الغذائي الخاص بمرضى السكري.
من الهام علينا معرفة أنه إذا لم يكن الفشار متوفرا في صورته الطبيعية، فيجب علينا عدم اللجوء للفشار المعبأ وهذا حتي يتم تجنب النكهات المحسنة. فالجدير بالذكر أن هذه النوعية من الفشار قد تحتوي على نكهات صناعية ومواد حافظة، بالإضافة إلى الملح والسكر المضاف. لذا يتوجب على مرضى السكري الابتعاد عن هذه النكهات والتوجه نحو الفشار العادي، الذي يمكن تناوله بدون إضافة أي مواد تؤثر بالسلب على صحة مريض السكر.
إقرأ أيضا: لمرضى السكري .. أفضل أنواع اللحوم التي يجب تناولها
ثالثا: زبدة الفول السوداني
تحتوي زبدة الفول السوداني على نسبة عالية من الدهون الصحية المعروفة باسم الدهون غير المشبعة. فالجدير بالذكر أن هذه الدهون تُعتبر ضرورية في خفض نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، ومن ثم يؤثر هذا الأمر بشكل إيجابي في الحفاظ على صحة القلب حيث الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بمرضى السكري.
بالإضافة إلى ذلك فتحتوي زبدة الفول السوداني على كميات كبيرة من البروتينات والألياف الغذائية حيث تعد هذه العناصر ضرورية للمساعدة في إصلاح وبناء الأنسجة بالجسم، إلى جانب مساهمتها في الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يعني هذا أن تناول زبدة الفول السوداني يمكن أن يساعد المرضى على إدارة الشهية والوقاية من زيادة الوزن.
إلى جانب فوائد هذا العنصر الغذائي لمرضى السكري، فيجب أيضا مراعاة بعض النقاط الهامة التي تتمثل في وجوب تناول زبدة الفول السوداني بشكل معتدل وبكميات محدودة. حيث يتم قياس الجرعة المناسبة تبعا لحاجة كل فرد بالإضافة إلى ضرورة إتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع، وعدم الاعتماد فقط على زبدة الفول السوداني كمصدر غذائي رئيسي.
رابعا: الأفوكادو
تعد فاكهة الأفوكادو من أهم الفواكه اللذيذة والمفيدة حيث تتميز بمحتواها العالي من الدهون الصحية والألياف والفيتامينات والمعادن. فيجب العلم أن هذه الفوائد تجعل الأفوكادو خيارا مثاليا لمرضى السكري الذين يبحثون عن طعام ذو قيمة غذائية عالية، وقليل من السعرات الحرارية.
إحتواء الأفوكادو على الدهون الصحية من الأمور التي تساعد في تحسين حساسية الأنسولين وعملية الأيض لدى مرضى السكري. وهذا لأنه يحتوي على نوعين من الدهون الأساسية، وهما الدهون المشبعة بشكل طبيعي والدهون غير المشبعة، واللذان يساعدان في السيطرة على مستويات السكر في الدم وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأفوكادو يحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تعمل على تقليل معدل امتصاص السكر في الدم، مما يساعد هذا في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ثابتة ومستقرة إلى جانب منع الشعور بالجوع بسرعة وتعزيز الشعور بالامتلاء لفترة أطول.
يحتوي الأفوكادو أيضا على عدد كبير من الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامين C، وفيتامين E، وفيتامين K، فمن الهام معرفة أن هذه الفيتامينات تساهم في دعم الجهاز المناعي والتخلص من الجذور الحرة التي تلعب دورا في تطور مضاعفات السكري. إلى جانب بعض العناصر الأخرى مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم اللذان يعملان على تحسين عمل الجهاز القلبي الوعائي وضبط معدل ضغط الدم.
خامسا: الزبادي
يعتبر الزبادي أحد الأطعمة المغذية التي تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، ويظهر أن له فوائد صحية مذهلة لمرضى السكر حيث احتواءه على نسبة عالية من البروتينات والدهون الصحية والمعادن المهمة، وهو عبارة عن منتج يحتوي على اللاكتوز (السكر الطبيعي الموجود في الحليب) والبكتيريا النافعة التي تعزز صحة الجهاز الهضمي.
تعزز البروتينات الموجودة في الزبادي الشعور بالشبع وتساعد في إبقاء مستوى السكر في الدم مستقرا، مما يقلل هذا من الرغبة في تناول الطعام بشكل زائد والحفاظ على الوزن في صورته المثالية.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الزبادي على نسبة عالية من الكالسيوم والبوتاسيوم والفيتامينات الضرورية لصحة العظام والأعصاب والقلب. إلى جانب هذا فيجب العلم أن الزبادي منخفض في محتوى السكر لديه مقارنة بالأطعمة الأخرى، وهو ما يعني أنه لا يزيد من مستوى السكر في الدم بشكل كبير.
بشكل عام، يعتبر الزبادي خيارا صحيا لمرضى السكري بفضل فوائده الغذائية المتعددة وقدرته على المساهمة في تحسين صحة ورفاهية الجسم. لذا، يمكن لمرضى السكري استخدام الزبادي كجزء من نظامهم الغذائي اليومي الصحي للحصول على فوائد صحية كبيرة وللمساعدة في إدارة مرضهم بشكل فعال.