مما لا شك فيه أن الشاي الأخضر هو مشروب يومي شهير، نلجأ إلى تناوله في الكثير من الأوقات بسبب العديد والكثير من فوائده الصحية ودوره الفعال في مكافحة الشيخوخة والحفاظ على صحة الجسم بوجه عام، ولكن في بعض الأوقات يجب عدم تناول هذا المشروب الرائع حيث أنه قد ينتج عن هذا الأمر حدوث بعض المشاكل أو التفاعلات الغير مرغوب فيها ذات التأثير السلبي على الصحة. بمزيد من الدقة سوف نقوم اليوم من خلال سطورنا القادمة بالتعرف على أسباب عدم تناول الشاي الأخضر مع بعض المركبات الدوائية.. هيا بنا.
مدى آمان تناول الشاي الأخضر
الشاي الأخضر هو منتج مصنوع من شجرة الكاميليا سينيسيس حيث أنه يحتوي على مادة البوليفينول المضادة للأكسدة، والتي تساعد على إصلاح تلف الخلايا وحماية الجسم من بعض الأمراض، بالإضافة إلى القيام بتدعيم فقدان الوزن.
على الرغم من أن الشاي الأخضر يقدم العديد من الفوائد الصحية، إلا أنه يحتوي على الكافيين والمركبات الأخرى التي من الوارد أن تقوم بالتفاعل مع العديد من الأدوية، فمن الهام معرفة أن كوب واحد من الشاي يحتوي على حوالي 236 ملليلتر على 47 ملغ من الكافيين.
لذا فيجب العمل على تجنب شرب الشاي الأخضر قبل الخضوع لأي تدخلات جراحية أو القيام بتناول أنواع معينة من الدواء حيث تتفاعل بعض المركبات الموجودة في هذا المشروب مع الأدوية التي تزيد أو تقلل من آثار هذا الدواء.
على العكس من ذلك أيضا، فمن الممكن أن يزيد الدواء من آثار الكافيين في الشاي الأخضر حيث من الممكن أن يكون هذا الوضع ضار بنسبة كبيرة على الصحة. لذلك يجب علينا معرفة أن الشاي الأخضر يؤثر على عمل العديد من الأدوية والمكملات الغذائية، فإذا كنا نقوم بتناول أي أنواع من الأدوية، فمن المستحسن استشارة الطبيب قبل القيام بتناول الشاي الأخضر.
التفاعلات السلبية بين الشاي الأخضر وبعض المركبات الدوائية
أولا: التفاعلات الخطيرة
في أغلب الأوقات تحدث حالة من التفاعلات الخطيرة بين الشاي الأخضر والمسكنات المخدرة حيث تم الإبلاغ عن تفاعلات خطيرة عند الجمع بين الشاي الأخضر والأمفيتامينات أو الكوكايين أو الإيفيدرين. فالجدير بالذكر أن هذه المنشطات تتحد مع الكافيين الموجود في الشاي الأخضر ومن ثم تحدث زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم.
يجب علينا أيضا تجنب الجمع بين الشاي الأخضر مع الفينيل بروبانولامين، وهو عنصر في منتجات إنقاص الوزن وأدوية البرد المتمثلة في مستحضرات السعال والبرد التي لا تستلزم وصفة طبية. فيجب العلم أن هذاالمزيج قد يزيد من ضغط الدم ومخاطر حدوث نزيف الدماغ، وذلك لأن الشاي الأخضر يضع ضغطا على الكبد، لذا فإن القيام بتناولة آنذاك الوقت يعد أمر خطير وبالأخص إذا كننا نقوم بتناول أدوية تضر الكبد أيضا، بما في ذلك الأسيتامينوفين والفينيتوين والميثوتريكسات وغيرها الكثير.
إلى جانب ما قمنا بذكره فإن الشاي الأخضر يمكن أن يقوم بإبطاء تخثر الدم، لذلك لا ينبغي أن يؤخذ مع الأدوية التي تتداخل مع تخثر الدم مثل الوارفارين أو الإيبوبروفين أو الأسبرين. وبالمثل ، قد ينصح المرضى بالتوقف عن شرب هذا الشاي قبل الخوض أي عمليات جراحية.
إقرأ أيضا: ما مدى خطورة الاستخدام الذاتي للدواء على الكلى؟
ثانيا: التفاعلات المعتدلة
في بعض الأحيان تعمل عدد من الأدوية الموصوفة على تغيير الوقت الذي يستغرقه استقلاب الكافيين في الشاي، ومن أمثلة هذه الأدوية حبوب منع الحمل والمضادات الحيوية والليثيوم حيث أنه في المقابل، يقوم الشاي بالتغيير من فاعلية الأدوية الموصوفة. ومن أمثلة هذه الأدوية الأدينوزين والكلوزابين وبعض العلاجات المعنية بالتعامل مع السرطان.
ثالثا: التفاعلات مع الأعشاب والمكملات الغذائية
يؤثر الشاي الأخضر على نشاط العديد من الأعشاب والمكملات الغذائية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم هذا الشاي بالتقليل من امتصاص مكملات الحديد وحمض الفوليك. لذا يجب العمل على تجنب شرب الشاي الأخضر مع الكافيين أو الإيفيدرا أو الكرياتين المكملات المعنية بإكتساب العضلات. بالإضافة إلى أنه عند القيام بشرب عصير البرتقال مع الشاي الأخضر فمن الممكن أن يترتب على هذا الأمر زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم.
الملاحظات الهامة عند القيام بشرب الشاي الأخضر
بالنسبة للأفراد الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة والذين يتناولون الأدوية بشكل دوري دائم، فمن الضروري والواجب عليهم التحدث إلى الطبيب قبل تضمين هذا المشروب في روتينهم اليومي.
الجدير بالذكر أنه لا يجوز استخدام الشاي الأخضر إذا كنا نعاني من بعض الحالات الطبية مثل فقر الدم، واضطرابات القلق، واضطرابات النزيف أو التخثر، وأمراض القلب، وأمراض الكبد، وما إلى ذلك.
أما خلال فترة الحمل فيعتبر الشاي الأخضر آمنا عند تناوله بكميات معتدلة أي بمعدل 2 كوب / يوم يوميا. وبالنسبة له خلال فترة الرضاعة فمن الهام معرفة أنه ينتقل إلى حليب الثدي ويمكن أن يؤثر على الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية. لذا يجب تجنب تناول الكثير منه خلال فترات الرضاعة الطبيعية.
بوجه عام يعتبر شرب 2-3 أكواب من الشاي الأخضر يوميا من الأمور الآمنة جدا لمعظم البالغين حيث أنه إذا تم استهلاك الكثير من الشاي الأخضر خاصة في شكل مستخلص، فقد يسبب هذا الأمر حدوث بعض الآثار الجانبية مثل الشعور بعدم الراحة في المعدة، أو الإصابة بسُمية الكبد، والأرق، والطفح الجلدي، وارتفاع ضغط الدم، وفقر الدم .