على الرغم من عدم وجود نظام غذائي مثالي للوقاية من سرطان الثدي. ولكن يجب علينا أن نتعلم إختيار بعض العناصر الغذائية الصحية ذات الدور الفعال في تقليل مخاطر الإصابة والتعرض لهذا المرض الخبيث. لهذا الأمر قررنا أن نتناول اليوم بمزيد من التفصيل الحديث عن أفضل وأحسن الخيارات الغذائية التي نستطيع من خلال الإعتياد على تناولها أن نقوم بالتقليل من مخاطر حدوث الإصابة بسرطان الثدي.
النظم الغذائية وسرطان الثدي
يعتقد الكثير منا أن بعض النظم الغذائية لها تأثير مباشر على العديد من أنواع السرطان، وبالأخص لسرطان الثدي ولكن بشكل أكثر دقة يعد هذا الإعتقاد غير صحيح، فمن الهام معرفة أنه لا يوجد نظام غذائي مثالي للوقاية ولكن بعض الأطعمة الصحية التي تحافظ على صحة الجسم وتعزز من عمل جهاز المناعة يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بهذه الأورام الخبيثة.
هناك العديد من عوامل الخطر التي تسبب حدوث الإصابة بسرطان الثدي، بما في ذلك العوامل المتعلقة بأنماط الحياة والنظم الغذائية المعتاد تناولها، ولكن بالرغم من ذلك لم يعرف بعد بشكل دقيق كيف تتسبب بعض عوامل الخطر هذه في أن تصبح الخلايا الطبيعية سرطانية. فيبدو أن الهرمونات تلعب أيضا دورا في حدوث العديد من حالات سرطان الثدي.
توجد العديد من الأشياء التي يمكن للمرأة القيام بها لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي حيث أنها تتمثل في الحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وإتمام عملية الرضاعة الطبيعية ، وما إلى ذلك. بالإضافة إلى ضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن حيث أن إعطاء الأولوية للأطعمة الصحية يساهم أيضا في الوقاية من هذا المرض اللعين.
الجدير بالذكر أنه قد أظهرت بعض الدراسات أن الوجبات الغذائية الغنية بالخضروات والفواكه ومنتجات الألبان الغنية بالكالسيوم، وقلة تناول اللحوم الحمراء والمصنعة من الأمور الهامة التي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي وهذا ما سنتعرف علية بشكل تفصيلي لاحقا.
إقرأ أيضا: الورم الغدي الليفي في الثدي وما مدى قلق المرأة تجاه هذا الأمر؟
كيفية اختيار الأطعمة في الأنظمة الغذائية الوقائية من سرطان الثدي
يمكننا القول بأنه من خلال اتخاذ خيارات أفضل في أنظمتنا الغذائية يمكننا القيام بتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي حيث يجب على النساء محاولة اتخاذ خيارات غذائية صحية تشمل أطعمة متنوعة ومتوازنة من حيث إحتوائها على العناصر الغذائية المختلفة.
تحتوي الأطعمة العضوية عادة على عدد أقل من بقايا المبيدات الحشرية وبالتالي فهي أقل عرضة لاحتواء المواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء التي قد تكون مرتبطة بسرطان الثدي. ولكننا بوجه عام سنتحدث من خلال سطورنا القادمة على جميع أنواع الاطعمة والتي تتمثل فيما يلي:
أولا: الدهون
على الرغم من عدم وجود دليل قوي يربط استهلاك الدهون بسرطان الثدي، إلا أننا نعلم أن الاستهلاك الزائد للدهون يمكن أن يؤدي إلى حدوث المعاناة من السمنة وهناك صلة قوية بين السمنة وسرطان الثدي لدى النساء وبالأخص بعد فترة انقطاع الطمث.
ومع ذلك، فيجب العلم إن الدهون لها العديد من الوظائف الأساسية في الجسم والتي تساعد في امتصاص الفيتامينات الأساسية مثل الفيتامينات A و D و E و K حيث يجب معرفة أن الاستهلاك المعتدل للدهون هو جزء من نظام غذائي صحي وتناول النوع الصحيح من الدهون مهم جدا لجميع أجزاء الجسم.
يمكننا العثور على الدهون الصحية في الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون والمكسرات والأفوكادو والمكسرات والأسماك، ولكن يجب علينا بشكل قاطع العمل على تجنب الدهون المشبعة والحد من تناول الدهون المتحولة.
ثانيا: اللحوم الحمراء والمصنعة
لا يعلم أغلبنا أن اللحوم المصنعة هي اللحوم التي تم تعديلها من خلال التمليح أو المناولة أو التخمير أو التدخين أو غيرها من العمليات التي قد ينتج عنها تعزيز النكهة والطعم أو تحسين الحفظ. ومن الأمثلة على ذلك: النقانق واللحوم المعلبة والبسطرمة واللانشون والسوسيس والهوت دوج. فالجدير بالذكر أن هناك أدلة قوية تؤكد على أن هذه اللحوم تزيد قليلا من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
صنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم المصنعة هذه على أنها مادة مسرطنة من المجموعة 1 والتي تسبب حدوث الإصابة بالسرطان. أما في حالة القيام بتناول اللحوم الحمراء، فيجب العمل على الحد من إستهلاكها فيما لا يزيد عن ثلاث حصص (حوالي 350-500 جم) من الوزن المطبوخ في الأسبوع حيث يمكننا أن نقوم باستبدال اللحوم بمصادر بروتين أخرى مثل البقوليات والمكسرات والبيض والأسماك.
ثالثا: الفواكه والخضروات
أظهرت العديد من الدراسات أن الوجبات الغذائية الغنية بالفواكه والخضروات تلعب دور فعال في الحماية من سرطان الثدي حيث توفر جميع هذه العناصر مزيجا من المكونات المعززة للصحة مثل الألياف والمواد الكيميائية النباتية والفيتامينات والمعادن.
لا توجد فاكهة أو خضروات واحدة توفر جميع العناصر الغذائية التي نحتاجها لنكون بصحة جيدة، لذلك يجب علينا أن نقوم بدمج مجموعة متنوعة كل يوم من هذه العناصر بالإضافة إلى ضرورة إعطاء اهتمام خاص للخضراوات الغنية بالكاروتينات مثل الخضار الورقية الخضراء والخضروات الصفراء والبرتقالية.
رابعا: الكربوهيدرات
على الرغم من عدم وجود صلة محددة بين سرطان الثدي والوجبات الغذائية الغنية بالسكر أو الكربوهيدرات الأخرى، إلا أننا نعلم أن استهلاك الكثير من السكر يمكن أن يعزز زيادة الوزن الذي يمكن أن يتسبب في تعزيز مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وبالأخص بعد انقطاع الطمث. لذلك يمكننا القيام بتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي عن طريق اتخاذ خيارات صحية وتقليل كمية السكر المضاف في وجباتنا اليومية للحفاظ على وزن الجسم في حالته الصحية.
من الأفضل تناول الكربوهيدرات المعقدة بدلا من الكربوهيدرات البسيطة حيث يجب إعطاء الأولوية للحبوب الكاملة والفواكه والخضروات بدلا من الكربوهيدرات البسيطة الموجودة في المعجنات والمشروبات الغازية والحبوب المكررة.
خامسا: منتجات الألبان
هناك بعض الأدلة على أن منتجات الألبان التي تحتوي على مستويات عالية من الكالسيوم قد تكون مفيدة في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي في فترة ما قبل انقطاع الطمث. بالإضافة إلى ذلك فلا يمكننا أن نقوم بتجاهل البروبيوتيك والمنتجات المخمرة الموجودة في الزبادي التي قد تكون مفيدة أيضا في المساعدة على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي. ولكن يجب علينا مراعاة اختيار المنتجات الطبيعية بدون سكر مضاف مثل الزبادي العادي والجبن والحليب قليل الدسم.
سادسا: فيتامين د
تشير معظم الدراسات إلى أن انخفاض تناول فيتامين (د) يرتبط بشكل رئيسي بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكن لم يتم إثبات أن هذه المكملات تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي على الرغم من أن تناول هذه المواد يمكن أن يعيد مستويات فيتامين (د) في الدم.
بشكل أكثر دقة يمكننا القول بأن النظام الغذائي والتعرض المنتظم لأشعة الشمس من الأمور الهامة التي تعمل على تزويد الجسم بكميات صحية من فيتامين د. لذا فمن الواجب علينا أن نستفيد من الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل الحبوب وصفار البيض والأسماك الدهنية والمأكولات البحرية ونعمل على تناولها بشكل دوري منتظم.