يعد الغرق الجاف من الحالات الإستثنائية التي عادة ما تصيب الأطفال الصغار، وتؤدي بسهولة إلى حدوث الوفاة إذا لم يتدخل الآباء على الفور. الجدير بالذكر أن هذه الحالة تعد من الأمور الخطيرة جدا والهددة لصحة الطفل عند حدوث التعرض لها. لذا هيا بنا نتحدث عن الغرق الجاف وكيف يحدث؟ وما هي أهم أعراضه؟ وطرق التعامل معه بشكل سليم.
الغرق الجاف
في كثير من الأوقات يدخل الطفل الصغير إلى الماء وهو يعاني من نوبات هلع مما يؤدي هذا الأمر إلى إبتلاعه الماء بشكل غزير، ومع إنقاذ الطفل من الماء، يعتقد معظمنا أن الخطر قد انتهى ولكن الأمر ليس بهذه السهولة فبعد شرب الماء عن طريق الأنف أو الفم، قد تنقبض عضلات القصبة الهوائية لدى الطفل لحماية الرئتين ومن هنا يحدث ضيق التنفس.
بوجه عام يجب الانتباه إلى أن هذه الحالة المرضية تعد من الحالات النادرة إلا أنها قد تكون خطيرة وتتطلب رعاية طبية فورية.
أعراض تعرض الطفل لخطر الغرق الجاف
من الهام معرفة أن أعراض الغرق الجاف قد لا تظهر على الفور ويمكن أن تستغرق ساعات أو أيام لتظهر بشكل واضح. ومع ذلك، فإنه من الضروري البحث عن المعالم المبكرة للمساعدة في الكشف المبكر عن الحالة وتقديم المساعدة اللازمة. لذا سنقوم فيما يلي بذكر بعض الشائعة لحدوث الغرق الجاف:
1) يعتبر ضيق التنفس واحدا من الأعراض الرئيسية للغرق الجاف، حيث يحدث ذلك نتيجة لتنبيه الجهاز التنفسي بوجود السوائل في الرئتين أو الشعب الهوائية مما يؤدي إلى إصابة الطفل بصعوبة استنشاق الهواء أو الشعور بأنه لا يحصل على قدر كاف من الأكسجين.
2) قد يشعر الطفل الصغير بالرغبة في السعال المستمر أو التنفس السريع والزفير نتيجة لانزعاج الجهاز التنفسي. الجدير بالذكر أنه من الممكن أن يكون السعال جافا أو يرافقه إفرازات قليلة من البلغم.
3) ظهور علامات التعب الشديد والإرهاق البدني على الطفل بسبب عدم توفر الأكسجين بشكل كاف في الجسم وحدوث التهاب في داخل الرئتين.
4) قد يسيطر على الطفل في بعض الأوقات مشاعر القلق أو الهلع أو الارتباك حيث يظهر هذا الأمر من خلال بعض سلوكياتهم وملامح وجوههم.
5) من الوارد تعرض الجسم لانخفاض درجة الحرارة والشعور بالبرودة حيث يعتبر هذا الأمر مؤشرا على الغرق الجاف، فيجب معرفة أن أمر الالتهاب الرئوي الناجم عن السوائل قد يؤثر على قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة ومن هنا يحدث هذا العرض.
6) قد يظهر على الطفل حدوث تغير في لون الشفاه والأظافر حيث تصبح ذات لون أزرق أو رماديا حيث يعود ذلك إلى نقص الأكسجين في الجسم وعدم وجود تدفق دموي بشكل صحيح صحيح.
مضاعفات إصابة الأطفال بالغرق الجاف
كما نعلم جميعنا أن الرئتين تعمل على تنقية الهواء وإعطاء الأكسجين للدم. فكما ذكرنا من قبل أنه عندما يدخل الماء إلى الرئتين، قد يؤدي ذلك إلى حدوث عدة مشاكل ومضاعفات صحية. ومن أهمها:
* انخفاض مستوى الأكسجين في الجسم بشكل كبير، حيث يؤدي ذلك إلى ضيق وصعوبة في التنفس وتسارع نبضات القلب قد تصل إلى حد الإغماء.
* يعتبر التهاب الرئتين أحد أكثر المضاعفات خطورة المترافقة مع الغرق الجاف. فعندما تتعرض الرئتان للماء، قد يحدث التهاب في الأنسجة الرئوية وتصبح مليئة بالسوائل، مما يؤدي هذا الأمر إلى صعوبة التنفس والكحة الشديدة وحتى الحمى.
* اختلال التوازن الكهرومعدني حيث أنه قد يؤدي الغرق الجاف إلى تغييرات في مستوى الأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم في الدم. الجدير بالذكر أن تلك التغييرات قد تؤدي إلى عدة مضاعفات كبيرة مثل الخمول، والغثيان، والقيء، والارتجاع المعوي وتغيرات في نمط النبضات القلبية.
* يمكن أن يكون الغرق الجاف سببا لحالة من الصدمة تهدد حياة الطفل. فعندما يتعرض الجسم لاضطراب شديد في تدفق الدم وتوزيعه في الأعضاء فقد ينتج عن ذلك فشل عمل عدة أعضاء في جسم الطفل ومن هنا تحدث الوفاه.
* في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي الغرق الجاف إلى حدوث ضرر دماغي جراء نقص الأكسجين، وهو ما يعرف بالشلل الدماغي. فيجب معرفة أنه قد يؤدي هذا الضرر إلى إصابة الطفل بالشلل النصفي أو الشلل الكامل والتأثير السلبي على القدرة الحركية والوظيفية للجسم.
أهم الإجراءات الوقائية للتغلب على خطر الغرق الجاف
يوجد العديد من الطرق الفعالة التي تلعب دورا رئيسيا في التغلب على الإصابة بالغرق الجاف:
– من الضروري مراقبة الأطفال في المياه بشكل مستمر وتقديم الرعاية اللازمة لهم وهذا على حسب مراحلهم العمرية.
– العمل على إمداد الأطفال المعدات الواقية مثل استخدام عوامات التدريب أو سترات النجاه والأجهزة الأخرى للحفاظ على التوازن والثبات في المياه.
– من الأمور الهامة التي يجب أن يحرص عليها الوالدان هو قيامهم بإعطاء أبنائهم دروس تعلم السباحة الأساسية وهذا لكي يستطيعو مقاومة أي حالات غرق بسيطة.
– يجب الإبتعاد عن السباحة في المياه غير الآمنة حيث يتم تحديد هذا الأمر من خلال خبرة الأباء بذلك وهذا حتى نضمن للطفل عوامل سباحة صحية.
– الحد من المخاطر المائية القريبة من المنازل حيث يجب تأمين تواجد الأطفال بالقرب منها بشكل أو بآخر.
– في حالة الغرق الجاف، يجب أن تكون الاستجابة الطبية سريعة حيث يجب الاتصال بالطوارئ الطبية والبدء في تقديم التنفس الاصطناعي إذا لزم الأمر.
– يجب تعزيز وعي الأباء والأمهات بمخاطر الغرق الجاف وأعراضه وكيفية التعامل معه حيث يجب توفير معلومات وتدريبات مناسبة للمجتمعات المحلية والمدارس والمنظمات المجتمعية لتبني زيادة مخاطر هذه الحالة الإستثنائية.
في النهاية، يجب أن ندرك خطورة الغرق الجاف على الأطفال الصغار ونتعلم كيفية التعامل معه بفعالية. من خلال اتباع الطرق المذكورة أعلاه واتخاذ التدابير اللازمة للحماية حيث يمكننا تقليل مخاطره والحفاظ على سلامة أطفالنا أثناء تواجدهم داخل الماء.