تأتي مرحلة البلوغ على الفتيات وهي تحمل بين طياتها العديد والكثير من العلامات والتأثيرات وفي بعض الأوقات الأزمات أيضا، فالجدير بالذكر أنه من أهم هذه الحالات تأتي الحالة المرضية المسماه بتساقط الشعر المفرط خلال فترة البلوغ. فما أسباب حدوث هذه المشكلة خلال تلك الفترة؟ وكيف نستطيع التعامل معها بشكل سليم لتجنب حدوث أي توابع سلبية خطيرة تخل بجمال براعمنا في هذه الأوقات؟
ما هي فترة البلوغ عند الفتيات؟
تعتبر فترة البلوغ من أهم المراحل التي تمر بها الفتيات في حياتهن حيث إنها تعد فترة انتقالهن من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج والنمو الجسدي والعقلي. فيجب العلم أن هذه الفترة تختلف من فتاة إلى أخرى، ولكن بشكل عام، تبدأ عادة ما بين سن الـ 8 إلى 13 سنه، وتستمر حتى سن الـ 18 إلى 21 سنة.
ما هي أسباب تساقط الشعر للفتيات خلال فترة بلوغهن؟
يشعرن المراهقات دائما بقلق بالغ بشأن مظهرن حيث يرغبن دائما أن يكن في ألطف وأجمل صورة، لذلك لا يوجد شيء أسوأ لديهن من مشاهدة شعرهمن الجميل يتساقط بكثرة وبشكل يومي. بوجه عام. هناك العديد من أسباب تساقط الشعر المفرط خلال فترة البلوغ والتي تتمثل في الآتي:
أولا: التغيرات الهرمونية
عند دخول سن البلوغ عند الفتيات، سوف يحدث لأجسامهن الكثير من التغييرات وأحد أكثر التغييرات تأثيرا هنا هي التغيرات الهرمونية. فالجدير بالذكر أن هذا التغيير لا يؤثر على العواطف وعادات تناول الطعام فقط، بل قد يمتد أيضا للتأثير على نمو الشعر.
يجب العلم أن الجاني الشائع لحدوث تساقط الشعر المفرط خلال فترة البلوغ هو الزيادة المفاجئة في هرمون ديهدروتستوستيرون (DHT) في كل من الفتيات والفتيان على حد سواء حيث يرجع السبب في حدوث ذلك إلى الخلل في نسب هرمون التستوستيرون. ثم عن طريق مساعدة الإنزيم الموجود في الغدد الدهنية للشعر، يتحول هرمون التستوستيرون إلى DHT. ثم يقوم DHT بتقليص بصيلات الشعر، مما يتسبب هذا في تساقط الشعر بشكل مرضي مفرط.
ثانيا: الآثار الجانبية عند تناول الأدوية
خلال فترة البلوغ يمكن أن تعاني بعض الفتيات من مشاكل صحية معينة مثل حدوث الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض أو حدوث بعض الخلل في مواعيد الدورة الشهرية أو ظهور حب الشباب بصورة مبالغ فيها، ومن هنا يلجأ الأطباء إلى الأدوية العلاجية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل التي تؤدي إلى حدوث تساقط الشعر المفرط خلال فترة البلوغ.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره ، يمكن أن يحدث تساقط الشعر أيضا بسبب الآثار الجانبية لبعض الأدوية مثل مضادات التخثر وحاصرات بيتا وحتى بعض الجرعات العالية من فيتامين أ.
ثالثا: سوء التغذية
نعلم جميعنا أن التغذية تلعب دورا مهما في نضارة بشرتنا وصحة شعرنا. ومع ذلك ، فإن الواقع هنا يأتي معاكس تماما لأن العديد من حالات تساقط الشعر المفرط خلال فترة البلوغ ناتجة عن سوء التغذية في حالة من إهمال المراهقين للتغذية السليمة خلال هذه المرحلة. فعلى وجه التحديد، إذا كان النظام الغذائي يفتقر إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل:
- الحديد.
- البروتينات والأحماض الأمينية.
- فيتامين ب 3.
- فيتامين ب 7.
- الخارصين.
فسوف يكون الشعر عرضة للهشاشة والضعف والجفاف، وحتى البصيلات يمكن أن تلتهب بشدة بحيث يستحيل في بعض الأوقات نمو شعر صحي جديد.
رابعا: الحالات المرضية
في بعض الاوقات يمكن أن يكون تساقط الشعر المفرط أحد أهم العلامات التحذيرية لحدوث الإصابة ببعض الحالات المرضية الكامنة مثل:
- التهابات فروة الرأس.
- داء السكري.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- قصور الغدة الدرقية.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
- بونه الذئبة.
- إضطراب نتف الشعر.
- الثعلبة غير المكتملة.
فإذا كان تساقط الشعر المفرط ناتج عن أحد هذه الأسباب المرضية، فسوف تظهر بعض الأعراض الأخري على الجسم تتمثل في الجلد المتقشر أو الملتهب، والبقع الكبيرة التي تخلو من الشعر، والتعب والإجهاد.
لذا يحتاج الآباء إلى ضرورة الانتباه إلى التغييرات التي تصاحب تساقط الشعر للحصول على العلاج في الوقت المناسب وتجنب التأخير الذي يسبب تدهور الحالة الصحية.
خامسا: اضطراب دورة نمو الشعر
عند التعرض لبعض الأحداث الكبرى فمن الممكن أن تتسبب هذه الظروف والأوضاع في تغير دورة نمو الشعر مؤقتا. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة تحدث عن طريق التعرض لبعض العمليات الجراحية أو الحوادث الصادمة ، أو الإصابة بمرض خطير أو ارتفاع في درجة الحرارة، ومن هنا تحدث حالة من فقدان الشعر الكثير بشكل مرضي.
كيف نعمل على الحد من تساقط الشعر الزائد خلال فترة البلوغ؟
أفضل طريقة لعلاج تساقط الشعر المفرط هي ضرورة معرفة السبب المباشر لحدوث ذلك، والعمل على علاجه قدر الإمكان، وفيما يلي سنقوم بذكر بعض الاقتراحات ليصبح شعر الفتيات المراهقات أكثر صحة ولمعانا:
- الحفاظ على نظام غذائي صحي متوازن مليء بالفيتامينات والمعادن الأساسية جنبا إلى جنب مع الكميات المناسبة من السعرات الحرارية.
- العمل على غسل الشعر بالشامبو المناسب، والقيام بوضع طبقة من البلسم ذات المكونات الطبيعية مثل زيت الأرغان أو زيت جوز الهند وهذا لكي يعملو على ترطيب الشعر قدر الإمكان.
- ترك الشعر يجف بشكل طبيعي، وتجنب إستخدام المجففات.
- إستخدام مشط متناثر لطيف للقيام بتصفيف الشعر ويفضل الفرش والأمشاط الخشبية.
- يجب التقليل من التصفيف باستخدام الأجهزة الكيميائية ذات درجة الحرارة العالية.
- تجنب ربط الشعر بإحكام شديد.
- تدليك فروة الرأس بصورة منتظمة.
- الذهاب دائما إلى الفحص البدني والتحقق من عدم وجود نقص في الفيتامينات والمعادن وخاصة الحديد حيث أشارت عدة دراسات إلى أن تساقط الشعر المفرط خلال فترة البلوغ غالبا ما يكون له علاقة كبيرة بنقص الحديد.
- التحقق من الاختلالات الهرمونية لأن معظم تساقط الشعر يرجع إلى هذا السبب.
- تقليل التوتر والضغط خلال فترة الدراسة من خلال المشاركة في الأنشطة الرياضية والإجتماعية والترويح عن النفس.
يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه عند إتباع طرق الوقاية السابق ذكرها، ولكن قد يظل الشعر في حالة تساقطه الشديد فيجب على الفور التوجه إلى أقرب طبيب مختص لمعاينة حالة الشعر المرضية ومن ثم يقوم بوصف طرق العلاج المناسبة السليمة.