تعتبر تقلبات المزاج السريعة من الحالات التي يصبح فيها الشخص بصورة مفاجئة في حالة من السعادة الشديدة، أو الحزن الشديد، حيث من الممكن أن تحدث هذه التغييرات في المزاج مبكرا أو حتى متأخرا فهذا الأمر غير مرتبط إطلاقا بأي مرحلة عمرية، والجدير بالذكر أن في بعض الأحيان تشير هذه التقلبات المزاجية السريعة إلى حدوث مرض عقلي، وأحيانا يمكن أن تكون حالة عابرة بسبب حالة صحية معينة، لذلك سوف نقوم في هذه المقالة بتقديم بعض المعلومات المتعلقة بتقلبات المزاج السريعة حيث تحدث هذه التقلبات لأسباب عديدة، وليست دائما علامة على وجود مشاكل صحية خطيرة، لكن الشئ المقلق هو أنه يمكن أن تؤثر هذه التقلبات المزاجية الشديدة، والسريعة على حياة الشخص بوجه عام، حيث تستطيع التأثير على صحة الشخص، وعلاقاته، وروتينه اليومي، وفي ذلك الوقت يصبح من الضروري طلب مشورة الطبيب، وإتباع خطة علاجية.
ما هي أعراض التقلبات المزاجية السريعة؟
عندما تحدث التقلبات السريعة، فتصبحي سيدتي سعيدة للغاية للحظة واحدة دون أي أسباب واضحة، وفي اللحظة التالية تصبحي حزينة بشدة، حيث يمكن أن تؤثر هذه التغييرات في الحالة المزاجية على أنماط الحياة الطبيعية مثل النوم، ومستويات النشاط، والسلوك، والتعاملات البشرية، ولكن الجدير بالذكر أنه في يومنا هذا، وفي الحياة المليئة بالتوتر، تعد التغيرات المزاجية جزءا من الحياة الطبيعية اليومية.
في بعض الأحيان يمكن أن تكون هذه التقلبات علامة على إضطرابات الصحة العقلية مثل الإضطراب الثنائي القطب الذي عند حدوثه تصبحي عزيزتي ضحية لنوبات سعادة أو نوبات اكتئاب، وذلك يظهر بشكل غير طبيعي شكل مختلف تماما عن التغيرات المزاجية المنتظمة، ويمكن أن تستمر هذه الحالة لفترة أطول حيث من الممكن أن تستمر لعدة أيام، أو أسابيع.
عند المعاناة من نوبات الاكتئاب، والحزن المتقلبة فقد تظهر الأعراض التالية:
- التحدث ببطء شديد بشكل غير عادي، ويستدعي القلق.
- الشعور بالحزن، وخيبة الأمل في أغلب الوقت.
- صعوبة في النوم، أو الاستيقاظ مبكرا، أو النوم أكثر من اللازم.
- زيادة الشهية، وزيادة الوزن.
- المعاناة من التعب، والإرهاق الدائم.
- عدم الإهتمام بالأنشطة التي كانت محل إهتمام، وجذب من قبل.
- توارد أفكار إيذاء النفس، أو الانتحار.
عندما الأصابة بنوبات السعادة المفرطة تظهر هذه الأعراض التالي ذكرها:
- تحدث أعراض السعادة بشكل غير المعتاد.
- المجازفة، والإنخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، ومؤذية للنفس.
- تبدو المشاعر سريعة الانفعال، أو مليئة بالإثارة الشديدة.
- القيام بسلوكيات، وأنشطة موجهة نحو الهدف بمزيد من الطاقة والحماس.
- عدد ساعات نوم أقل من المعتاد.
- الشعور بأن الأفكار تتبادر إلى الذهن بسرعة كبيرة.
- الشعور بالذات، والقوة بشكل أكثر من المعتاد.
ما هي أسباب التقلبات المزاجية السريعة؟
أولا: حالات الصحة العقلية
تتسبب العديد من حالات الصحة العقلية في تقلبات مزاجية حادة، وسريعة، وملحوظة بشكل كبير، وتسمى هذه الحالات بإضطرابات المزاج، وتشمل هذه ما يلي:
1.الإضطراب ثنائي القطب
إذا كان الشخص يعاني من إضطراب ثنائي القطب، فإن مشاعر العواطف تختلف من السعادة الشديدة إلى الحزن الشديد، وهذه التغيرات في المزاج يمكن أن تستمر من عدة أيام إلى عدة أشهر حسب الحالة النفسية، والظروف المحيطة لكل شخص.
2.إضطراب الشخصية الحدية
إضطراب الشخصية الحدية من الإضطرابات التي لها أيضا تقلبات مزاجية شديدة حيث يتم التأثر بهذه الحالات المزاجية بسهولة، ويمكن أن تستمر فترة زمنية من دقائق إلى ساعات.
3.الإكتئاب
قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب غير المعالج من تغيرات مزاجية دراماتيكية بشكل كبير حيث تؤثر هذه التغيرات على مستويات الطاقة، والنوم، والشهية.
4.الإضطراب الإكتئابي الكبير
في هذا النوع من الاضطرابات، يعاني الأشخاص من التعاسة الشديدة التي يمكن أن تمتد لفترة طويلة حيث يسمى “MDD”، ويعرف أيضا بالإكتئاب السريري.
5.إضطراب القلق
من الممكن أن يسبب إضطراب القلق تحولات مزاجية سلبية حيث يمكن أن تحدث تقلبات مزاجية سريعة بسبب الإجهاد الناجم عن إجهاد العلاقات البشرية، وضغط عمل الأباء، والأمهات الذي يحدث لهم إضطرابات نقص الانتباه، وفرط النشاط.
إقرأ أيضا: سيدتي..صحتك النفسية أولا
ثانيا: التغيرات الهرمونية
تقوم الهرمونات بالتأثير على الكيمياء داخل الدماغ حيث يواجه المراهقون، والنساء الحوامل، أو النساء الذين يعانون إنقطاع الطمث من تغيرات في شديدة الحالة المزاجية، لأن التغيرات في الهرمونات خلال هذا الفترة مرتبطة بتغيرات الجسم في تلك المرحلة.
ثالثا: سوء إستخدام العقاقير الطبية
يمكن أن تكون التقلبات المزاجية السريعة التي تحدث لبعض الأفراد بسهولة هي نتاج سلوكيات سلبية خاطئة مثل إستهلاك العقاقير ذات التأثير النفساني بشكل غير منظم، وبدون إستشارة الطبيب المختص حيث أنه في وقت من الأوقات سيصل الأمر إلى مرحلة الإدمان، ومن ثم التأثير على المشاعر، والتأثير على السلوك، وحدوث خلل في معدل مستويات الطاقة.
رابعا: الحالات الصحية
يمكن أن تؤدي بعض الحالات الصحية المرضية تحولات، وتقلبات شديدة في الحالة المزاجية، وهذه الحالات تشمل الأمراض الذي تؤثر على الرئتين، ونظام القلب، والأوعية الدموية، والغدة الدرقية التي تعتبر هي أيضا واحدة من أهم الأسباب التي يمكن أن تسبب الشعور المؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وحدوث التغيرات المزاجية السابق ذكرها.
كيف يتم علاج التقلبات المزاجية السريعة؟
إذا كنتي عزيزتي ممن يعانون من تحولات مزاجية حادة، فيجب عليكي في بادئ الأمر الإتصال بالطبيب المختص في هذه الأحوال فسوف يقوم بالإقتراح عليكي العلاج المناسب وفقا لسبب حدوث التحولات المزاجية.
قد تحتاجي في بعض الأوقات إلى علاج احترافي متمثل في الأدوية المناسبة للحالة مع الإلتزام ببعض التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد أيضا في علاج هذه المشكلة. وهذه التغيرات تتضمن ما يلي:
- إنشاء جدول زمني للنفس خاص بأوقات محددة للأكل، والنوم، وبعض الأنشطة اليومية.
- ممارسة الرياضة بشكل يومي حيث أن هناك العديد من الفوائد لممارستها بدءا من الصحة البدنية إلى الصحة العقلية، وتحسين الحالة المزاجية.
- الحصول على قسط كاف من النوم حيث أن النوم الجيد ليلا ضروري لمزاج أفضل، فقلة النوم يمكن أن تؤثر على الحالة المزاجية بشكل مؤثر، وملحوظ.
- تناول الطعام الصحي حيث أن النظم الغذائية المنتظمة، والصحية تقوم بتحسين الصحة، والمزاج بشكل مؤثر، وملحوظ كما أنه جيد للصحة العامة.
- تجنب الإجهاد الشديد من خلال التأمل، واليوغا، والقراءة، وجميع الهوايات المفضلة ، إلى جانب ذلك أيضا يمكن اللجوء إلى أي نشاط إبداعي. مثل الرسم، والشعر.
- التواصل الإجتماعي، والتحدث إلى الأصدقاء المقربين، أو أحد أفراد الأسرة، أو أحد الأخصائين المحترفين في هذا المجال.
من المؤكد أن تغيرات المزاج يمكن أن تختلف في شدتها من شخص لآخر، حيث تجربة النفس لمجموعة من المشاعر هي جزء من الحياة التي نحيا فيها، فإذا حدث، وواجهنا تغيرات مزاجية عرضية، قد نحتاج إلى إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة لكي نشعر بمشاعر إيجابية يحكمها السلوك الطبيعي.
يجب التواصل مع الطبيب المختص إذا حدثت تقلبات مزاجية قامت بتغير السلوك، والتأثير عليه بشكل سلبي حيث يمتد هذا التأثير على نمط الحياة الشخصي، وعلى من حول الشخص المصاب بهذه الإضطرابات، ولكن إذا شعر المصاب أن هذه التغيرات الخطيرة في المزاج قد أثرت على حياته اليومية، أو جعلته يشعر بالعزلة على مدى فترة طويلة من الزمن، ففي هذا الوضع يمكن أن تكون هذه أعراض لحالة صحية سليمة تستطيع أن تتعافى بسهولة عند إتباع أنماط علاجية مناسبة.