وفقا للعديد من الإحصاءات الطبية، فهناك نسبة كبيرة من الإصابات الرياضية وحوادث العمل والحوادث المعيشية يتعلق أمر الإصابة بها بمفصل الركبة، وأكثرها شيوعا على وجه التحديد هو ما يتعلق بإصابة أربطة الركبة أو كما هو معلوم بالنسبة لنا بـ (تمزق الرباط الصليبي). فمن الهام معرفة أنه بدون تلقي التشخيص والعلاج الشامل في الوقت المناسب، فمن الوارد أن يتعرض المريض لحالة من ضعف الحركة وتكرار الإصابة بهذا الشكل المرضي. جئنا اليوم من خلال مقالنا وسطوره القادمة لكي نتعرف على ما هو تمزق الرباط الصليبي؟ وما هي أهم الطرق الطبية المعنية بعلاجة بشكل طبي وسليم حتي يتم التغلب على آلام هذه الحالة المرضية قدر الإمكان؟
الرباط الصليبي
عند حديثنا عن الرباط الصليبي، فمن الهام جدا معرفة أنه يتم توصيل العظام التي تشكل الركبة بواسطة نظام الرباط الرئيسي والذي يبدو واضحا من خلال الآتي:
- الرباط الصليبي الأمامي: يقع في وسط الركبة وتتمثل وظيفته في التحكم بأمر الدوران والحركة الأمامية للساق (عظم الساق).
- الرباط الصليبي الخلفي: يقع في الجزء الخلفي من الركبة ويتحكم في الحركة الخلفية للساق.
- أربطة منتصف الركبة: تمتد من داخل الرأس فوق الساق إلى داخل الرأس أسفل عظم الفخذ، مما يساعد هذا على استقرار الركبة الداخلية.
- الرباط الخارجي: هو رباط يقع خارج الركبة ويشكل زاوية ضيقة في الخلف ، مما يحافظ على استقرار الجزء الخارجي من الركبة.
أسباب إصابة الركبة بتمزق الرباط الصليبي
هناك العديد من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى وقوع الإصابات المباشرة في الركبة بقوة حيث يحدث هذا بسبب التعرض لبعض الظروف الغير متوقعة مثل الحوادث والتمارين الرياضية والاصابات المعيشية.
يجب العلم أن الإصابات غير المباشرة هي من أهم الأنواع الأكثر شيوعا التي تزيد من فرص الاصابة بتمزق الرباط الصليبي حيث من الوارد أن يحدث هذا الأمر أثناء الجري أو التوقف أو تغيير الاتجاه فجأة وبالأخص عندما تظل القدم كما هي.
تزيد فرص الإصابة بهذه الحالة المرضية بسبب التعرض لبعض الإصابات الرياضية والتي تتمثل في إلتواء الساق أثناء الجري حيث يتم تثبيت القدم فجأة بسبب السقوط في حفرة؛ أو أن يدوس علي الركبة شخص آخر مثل ما يحدث في مباريات كرة القدم أو يستدير اللاعب بسرعة كبيرة أثناء ممارسة رياضة التنس، أو عن طريق القفز عاليا ثم السقوط على الأرض في وضع ساق غير مهيمن أو عمود قدم غير قياسي مثلما يحدث في رياضات الكرة الطائرة، وكرة السلة.
إقرأ أيضا: الكيس الزلالي لمنطقة أوتار الركبة وأسباب إصابته بالإلتهابات
مستويات الإصابة بتمزق الرباط الصليبي
توجد 3 مستويات لهذه الحالة المرضية حيث أنهم يتمثلوا فيما يلي:
المستوى الـ1: يظهر هنا تلف الرباط الصليبي بشكل خفيف. فالجدير بالذكر أن هذه الحالة يمكن أن تسمى أيضا بإلتواء الركبة حيث يظل مفصل الركبة مستقرا إلى حد ما.
المستوي الـ 2: يحدث هنا تمزق الأربطة جزئيا حيث يبدأ مفصل الركبة في إظهار علامات الرخاوة.
المستوى الـ 3: في هذه المرحلة تحدث حالة من تمزق رباط الركبة تماما، ومن ثم لم يعد مفصل الركبة مستقرا ولكنه أصبح في حالة مرضي شديدة.
يجب العلم أنه خلال هذه الحالة المرضية لا يزال المريض قادرا على المشي بعد إصابته، ولكن قد يزداد الألم سوءا بعد بضعة أيام، وإذا لم يتم اكتشافه مع الحصول على العلاج المناسب، فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى الشكوى من مضاعفات مرضية أكثر حدة.
مظاهر تمزق الرباط الصليبي للركبة
عند الإصابة بتمزق الرابط الصليبي، فمن الوارد في أغلب الأحوال سماع العديد من المرضى أو الشعور بصوت “طقطقة” في الركبة مباشرة ثم يلي هذا الأمر الشعور بالألم والتورم في مفصل الركبة.
مع زوال الشعور بالألم والتورم في مفصل الركبة، فمن الممكن أن يقوم الفرد بممارسة روتين المشي بشكل طبيعي ولكنه سيعاني من رخاوة في الركبة، وهو ما يشير إلى حدوث حالة ضعف في الركبة حيث يعد من المستحيل المشي بصورة سريعة خاصة على أسطح الطرق غير المستوية، ومن الوارد أن يتطلب الأمر أحيانا المشي بالوسائد المعاونة.
بالإضافة إلى ذلك، فيعد أمر الصعود والهبوط على الدرج من الأمور الصعبة أيضا حيث يشعر المريض بالخوف الشديد من وضع الساق المصابة أولا، وفي حالة محاولة ممارسة التمارين الرياضية مرة أخرى، فسوف يجد المريض صعوبة بالغة في الوقوف على الساق المصابة، أو لا يستطيع الركض بسرعة وإن حدث هذا الأمر فمن الوارد أن تحدث حالة من الخلل والسقوط على الرغم من عدم وجود حالة تصادمية.
يجب العلم أنه في الحالات التي يتجاهل فيها المرضى بشكل شخصي أعراض ما بعد الصدمة دون تلقي العلاج أو الحصول على العلاج الغير لائق فمن الوارد أن ينتج عن هذا الأمر حدوث الإصابة بضمور العضلات.
لذلك، وعند القيام باكتشاف علامات وأعراض غير طبيعية في الركبة، فسوف يحتاج المرضى إلى الذهاب على الفور إلى أقرب منشأة طبية حسنة السمعة لتلقي الفحوصات المناسبة وإجراء الاختبارات اللازمة للمساهمة في التشخيص الدقيق للحالة المرضية، وبالتالي الحصول على العلاج الأنسب.
طرق علاج تمزق الرباط الصليبي للركبة
يجب على المرضى مع هذه الحالة طلب الإستعانة الطبية وتجنب طرق العلاج الذاتية حيث يشمل علاج الرباط الصليبي الأمامي الطرق غير الجراحية والجراحية، ولكن من يقوم بتحديد ما هو مناسب للمريض هو الطبيب المتابع الذي يتم تحديد هذا بناء على عدة عوامل مثل درجة الضعف والقدرة على ممارسة الأنشطة.
يشار إلى إمكانية إتباع طرق العلاج المحافظ لحالات التمزق غير الكامل للرباط الصليبي الأمامي، وبالأخص إذا كان مفصل الركبة مستقرا حيث يشاع هذا الأمر مع المرضى كبار السن، والأطفال الذين يعانون الرباط الصليبي الأمامي بسبب نمو الغضروف.
يشار إلى الطريقة الجراحية عندما يحتاج المريض إلى تحريك مفصل الركبة، وتجنب خطر الإصابة بهشاشة العظام في وقت لاحق حيث أنه في هذه الأوقات هناك العديد من الطرق التي تم تطبيقها في العلاج الجراحي لتمزق الرباط الصليبي، ومن أهمها الجراحة بالمنظار حيث تساعد هذه الطريقة الجراح على رؤية جميع المكونات في مفصل الركبة ومن ثم القيام بالجراحة العلاجية بشكل طبي سليم.