تعتبر دهون البطن هي أكثر أنواع الدهون عنادا وصعوبة في فقدانها مما يترتب على هذا الأمر إثارة الكثير من مشاعر القلق ليس فقط لأسباب جمالية ولكن أيضا لأنها تسبب العديد من المخاطر الصحية المحتملة. لذا فعند الرغبة في إتمام عملية فقدان الدهون في البطن، فمن الواجب علينا بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، أن نقوم بإعتماد النظم الغذائية الفعالة مع هذا الأمر، ومن هنا يتواجد سؤال يطرح نفسه هل هناك أي أطعمة تساعد على تقليل دهون البطن هذه وبشكل فعال؟ هذا ما سنقوم بالتعرف عليه اليوم بمزيد من الفهم والتوضيح.
ما هي أنواع دهون البطن؟
هناك نوعان من الدهون التي تتواجد في منطقة البطن والتي تتمثل فيما يلي:
أولا: الدهون تحت الجلد
يعد هذا النوع من الدهون هو عبارة عن طبقة الدهون التي تقع تحت الجلد الناعم مباشرة والتي يمكننا أن نقوم برؤيتها بشكل بارز على البطن. فيجب العلم أن نوعية الدهون هذه تعد أقل ضررا بالصحة وتعمل كطبقة واقية لأعضاء الجسم وكذلك العزل لتنظيم درجة حرارة الجسم.
ثانيا: دهون البطن الحشوية
هي الدهون التي تتواجد حول الكبد والأعضاء الأخرى في البطن حيث تعد أعمق بكثير في البطن من الدهون تحت الجلد. من هنا يمكننا القول بأن الدهون الحشوية تعتبر من عوامل الخطر الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بزيادة المقاومة لهرمون الأنسولين، الذي ينظم مستويات السكر في الدم.
تساهم الدهون الحشوية أيضا في المعاناةمن بعض التهابات الجسم ومع مرور الوقت تزيد هذ الدهون من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات الجهاز التنفسي والكبد الدهني وحتى بعض أنواع الأورام السرطانية.
على الرغم من أن دهون البطن تحت الجلد لا ترتبط بخطر الإصابة بالأمراض مثل الدهون الحشوية، إلا أن وجود كمية إجمالية عالية من دهون البطن ودهون الجسم يزيد أيضا من خطر الإصابة بالأمراض. لذلك ، يجب علينا بوجه عام العمل على تقليل الدهون في البطن، وليس فقط الدهون الحشوية.
إقرأ أيضا: أهم 4 أنشطة بدنية للتخلص من دهون البطن
ما هي أفضل الأطعمة التي تساعد في عملية فقدان دهون البطن؟
أولا: الأطعمة التي تحتوي على الألياف القابلة للذوبان
تساعد الألياف القابلة للذوبان على التحكم في الوزن من خلال تعزيز الشعور بالشبع وتنظيم الشهية. كما أنها مفيدة لصحة الأمعاء والتأثير بشكل غير مباشر على مستويات الدهون في البطن حيث يحدث ذلك بسبب أن البكتيريا في الجهاز الهضمي تلعب دورا مهما في تنظيم الوزن والالتهابات والتقليل من مخاطر الإصابة بالسمنة واضطرابات التمثيل الغذائي.
تحتوي معظم الأطعمة الغنية بالألياف على كمية كبيرة من الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان. فعلى سبيل التوضيح، فإن الألياف القابلة للذوبان وفيرة في بعض الأطعمة مثل الشوفان والتفاح والتوت والبروكلي والفاصوليا السوداء والأفوكادو وبذور الكتان وبذور الشيا.
ثانيا: الأطعمة الغنية بالبروتين
يعد البروتين من أكثر العناصر الغذائية ذات التأثير العالي من السعرات الحرارية حيث يعني هذا الأمر أن الجسم يحتاج إلى طاقة أكبر لإتمام عملية الهضم من المغذيات الكبيرة الأخرى، ومن ثم يؤدي هذا إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية.
يخلق البروتين أيضا شعورا بالامتلاء، مما يجعله عنصر فعالا ورائعا في إدارة الوزن حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يزيدون من تناولهم للبروتين يميلون إلى تناول سعرات حرارية أقل ويفقدون المزيد من الدهون عن أولئك الذين لا يأكلون أو يأكلون كميات أقل من عناصر البروتين.
كما تم ذكر العلاقة بين البروتين وتنظيم الهرمونات، فمن الممكن أيضا أن يساعد أمر تناول البروتين في تحفيز إنتاج الهرمونات التي تخلق شعورا بالامتلاء وتقلل من مستويات الهرمونات المسببة للجوع. فالجدير بالذكر أن المصادر الجيدة لهذا العنصر الفعال في تقليل دهون البطن تتمثل في صدور الدجاج والأسماك مثل السلمون والسردين والتونة، والبيض والزبادي اليوناني .
ثالثا: الأطعمة المضادة للالتهابات
كما يعلم أغلبنا أن الالتهابات هي عبارة عن استجابة طبيعية تساعد الجسم على محاربة الالتهابات والإصابات. ولكن يجب الآخذ في عين الإعتبار أنه عندما يصبح مزمنا على المدى الطويل، فمن الممكن أن يساهم في حدوث مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك السمنة وتراكم الدهون في منطقة البطن.
لذا فيمكننا القول بأن النظام الغذائي المضاد للالتهابات غني بمضادات الأكسدة والدهون الصحية والمغذيات النباتية التي تساعد على تقليل الالتهابات في الجسم حيث تشمل مصادر الغذاء الجيدة المضادة للالتهابات على الأسماك الدهنية (سمك السلمون والماكريل والرنجة)؛ وزيت الزيتون والأفوكادو والتوت والخضروات الورقية الخضراء والكركم والزنجبيل .
رابعا: الأطعمة التي تحتوي على الدهون الصحية
لا يتم التعامل مع جميع الدهون على وتيرة واحدة، فيجب العلم أن بعض الدهون مثل الدهون المتحولة والدهون المشبعة عند استهلاكها الزائد يمكن أن تسبب زيادة الوزن وزيادة مستوى الالتهاب في الجسم.
من ناحية أخرى، يمكن أن تساعد الدهون الصحية غير المشبعة في تقليل دهون البطن وتحسين الصحة العامة، وهذا لأنها تزيد من الشعور بالامتلاء وتمنع الإفراط في تناول الطعام، وهو أمر مفيد جدا في التحكم بالوزن.
من أفضل أمثلة الأطعمة التي تحتوي على دهون صحية يمكننا أن نقوم بذكر الأسماك الدهنية، والمكسرات مثل اللوز والجوز وبذور الشيا وبذور الكتان؛ وزيت الزيتون والافوكادو والبيض، والشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على 70٪ كاكاو أو أكثر.
خامسا: الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك
عند الحديث عن البروبيوتيك، فقد أثبتت العديد من الأبحاث العلمية أن هذا العنصر يحسن من وظيفة الجهاز المناعي، وصحة الجهاز الهضمي، والقلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى دوره الفعال في تقليل دهون البطن.
على وجه التحديد، وجدت بعض الأبحاث أن بعض سلالات عائلة الـ (Lactobacillus) يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن وفقدان الدهون في البطن. فالجدير بالذكر أن هذه السلالة تتواجد في الأطعمة المخمرة مثل الزبادي واللبن الرايب.