خلال فصل الشتاء غالبا ما يعاني بعض الأفراد من البرودة الشديدة التي تصيب اليدين والقدمين، فالجدير بالذكر أن هذه الفئة تشعر بنقص درجات الحرارة والبرد عن غيرها ومن هنا يطفو على السطح تساؤل هام. يتمثل في هل تعد مشاعر البرودة هذه نتاج نقص بعض المعادن والفيتامينات في الجسم؟ هذا ما سنقوم بالتعرف عليه بمزيد من التوضيح والتفصيل من خلال سطور مقالنا التالية.
هل هناك علاقة بين نقص الفيتامينات والمعاناة من برودة الأطراف؟
بمزيد من التوضيح تعد العلاقة وطيدة بين نقص الفيتامينات والبرودة التي تصيب الأطراف حيث يمكن أن تحدث حالة من الشعور بالبرد بسبب نقص بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب أو الحديد، مما يؤدي هذا إلى المعانة من فقر الدم (عدم وجود ما يكفي من خلايا الدم الحمراء السليمة في الجسم).
الجدير بالذكر أن خلايا الدم الحمراء تحمل الأكسجين إلى الأنسجة وتحتاج الخلايا في جميع أنحاء الجسم إلى هذا الأكسجين لكي تقوم بعمليات التمثيل الغذائي التي تولد الحرارة وتحافظ على درجة حرارة الجسم، لذا فيمكن أن يجعل نقص الفيتامينات والمعادن الأطراف أكثر عرضة للإصابة بالبرد.
ما هي أهم الفيتامينات التي يسبب نقصانها حدوث برودة في الأطراف؟
أولا: فيتامين B12
مع كثير من الأفراد يمكن أن يسبب نقص فيتامين B12 حدوث فقر دم الكريات الحمر أو بمعنى أدق انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء وتكون أكبر من خلايا الدم الحمراء الطبيعية. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يرتبط بالحساسية لنزلات البرد، وجعل اليدين والقدمين في حالة برودة دائمة. إلى جانب العديد من الأعراض الأخرى التي تتمثل فيما يلي:
- الصداع.
- الشعور بضيق في التنفس.
- فقدان الشهية.
- عسر الهضم.
- خفقان القلب.
- الشعور بالخمول.
- الإسهال.
- صعوبة في تذكر الأشياء أو فهمها.
- المعاناة من مشاكل في الفم مثل ألم اللسان أو تقرحاته.
يمكننا القول بأن هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تسبب نقص فيتامين B12 مثل عدم كفاية النظام الغذائي، أو الأشخاص الذين خضعوا لجراحة المجازة المعدية، أو القيام بتناول بعض الأدوية مثل PPIs (مثبطات مضخة بيرتوتون لارتجاع حمض المعدة، والميتفورمين لمرض السكري).
يجب العلم أن المصادر الغذائية لفيتامين B12 تشمل منتجات الألبان واللحوم والأسماك حيث يجب العمل على إدراج هذه العناصر في أنظمتنا الغذائية وإذا لزم الأمر يمكننا العمل أيضا على تناول مكملات هذا الفيتامين عن طريق الفم أو الحقن على النحو الذي يحدده الطبيب المختص.
إقرأ أيضا: آلام الأطراف عند النساء الحوامل وكيف يمكن التعامل معها؟
ثانيا: فيتامين B9
يعرف فيتامين B9 بحمض الفوليك الذي يؤدي حدوث نقصانه في الجسم إلى الشعور بالبرد والحساسية. لذا فهناك حاجة لهذا الفيتامين حتي يتم صنع خلايا الدم الحمراء السليمة. ولكن إذا لم يكن لدينا ما يكفي من حمض الفوليك، فمن الممكن أن يحدث تطويرلحالة فقر الدم ذو الخلايا العملاقة.
إلى جانب الشعور ببرودة الأطراف فمن الوارد أن تظهر العديد من الأعراض المرضية الناتجة عن نقص حمض الفوليك وتتمثل فيما يلي:
- الشعور بالضعف والتعب.
- ضيق التنفس.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- صعوبة التركيز.
- تساقط الشعر.
- شحوب البشرة.
- تطور القروح في الفم.
يجب العلم أن هناك العديد من أسباب نقص حمض الفوليك مثل أوقات الحمل حيث يحتاج الجسم لها أكثر من المعتاد، إلى جانب الإصابة باضطرابات تعاطي الكحول، والخضوع لتدخلات جراحية في الأمعاء أو اضطرابات الجهاز الهضمي التي يمكن أن تتداخل مع امتصاص حمض الفوليك وتتسبب في حدوث نقصانه.
تشمل المصادر الطبيعية لحمض الفوليك الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والفول السوداني والفاصوليا والفواكه والحبوب الكاملة وبذور عباد الشمس والأسماك والكبد.
ثالثا: الحديد
يعد فقر الدم الناجم عن نقص الحديد هو أكثر أنواع نقص التغذية شيوعا في جميع أنحاء العالم، حيث يؤثر فئة كبيرة من الأفراد ومن ثم لا يستطيع الجسم إمتلاك ما يكفي من الحديد لإنتاج خلايا دم حمراء صحية.
من الهام معرفة أن الحديد ضروري لصنع الهيموجلوبين، والبروتينات في خلايا الدم الحمراء التي ترتبط بالأكسجين. ففي حالة الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، فقد لا تظهر على الفرد أي أعراض واضحة ولكن تظهر حالة البرودة التي تصيب اليدين والقدمين إلى جانب بعض العلامات الأخرى المتمثلة فيما يلي:
- الشعور بالتعب.
- آلام الصدر.
- شحوب الوجه.
- ضيق التنفس.
يمكن أن يكون سبب حدوث فقر الدم الناجم عن نقص الحديد مرتبطا بفقدان الدم بسبب التعرض لاحد أنواع الصدمة أو المعاناة من الحيض الثقيل أو النزيف من الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، فقد تواجه بعض الحالات صعوبة في امتصاص الحديد بسبب الأمراض المتعلقة بالأمعاء أو الجهاز الهضمي، أو الخضوع لعملية جراحية لفقدان الوزن، أو الإصابة بحالة وراثية تجعل الأمعاء غير قادرة على امتصاص الحديد أو تمنع فقدان الدم بشكل فعال من الحدوث.
تشمل المصادر الغذائية التي تحتوي على الحديد العديد من العناصر الغذائية مثل اللحوم الحمراء والسلمون والفاصوليا والفواكه المجففة والبيض والخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة. إلى جانب هذا فيمكن تناول مكملات الحديد أيضا على أن يتم هذا الأمر تحت إشراف طبي.