في مجال العلاج الطبي توصف أدوية القلب والأوعية الدموية للسيطرة على العديد من الحالات المرضية مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب وارتفاع نسبة الدهون في الدم. الجدير بالذكر، أن هذه الأدوية تعمل وبشكل رئيسي على استقرار معدل ضربات القلب وتقليل العبء من عليه وتحسين الدورة الدموية والحد من مخاطر الإصابة ببعض المضاعفات الخطيرة مثل احتشاء عضلة القلب أو السكتة الدماغية، ولكن توجد بعض الأنواع من الأطعمة التي تتداخل مع أدوية القلب والأوعية الدموية وتؤثر بشكل سلبي على فاعليتها وفيما يلي سنتعرف على أهم هذه الأطعمة.
أطعمة شائعة مُعرضة لخطر التفاعل مع أدوية القلب والأوعية الدموية
أولا: الجريب فروت
الجريب فروت
تعد فاكهة الجريب فروت والعصير الخاص بها من أهم أنواع الأطعمة المعروفة التي لديها القدرة على التفاعل مع العديد من أدوية القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى تأثيرها الواضح على مجموعة الستاتين (أدوية خفض الكوليسترول) وحاصرات قنوات الكالسيوم (علاج ارتفاع ضغط الدم).
يرجع هذا الأمر إلى أن الآلية الأدائية لفاكهة الجريب فروت تتمثل في العمل على اثباط الإنزيمات في الكبد والتي تعد هي المسئولة عن تكسير الأدوية، ونتيجة لذلك يكون تركيز الدواء في الدم أعلى من المعتاد، مما يزيد من خطر التعرض للكثير من الآثار الجانبية.
أما مع العقاقير المخفضة للكوليسترول، فمن الممكن أن تؤدي هذه الحالة إلى الألم العضلي وانحلال الربيدات وحتى الفشل الكلوي الحاد، ومع حاصرات قنوات الكالسيوم، فمن الممكن أن يعاني المرضى من الدوخة وانخفاض خطير في ضغط الدم.
لذا، فمن الواجب على مرضى القلب والأوعية الدموية عدم تناول فاكهة الجريب فروت إطلاقا إلا تحت إشراف طبي حتى وإن كانت الكمية المتناولة صغيرة وهذا لتجنب حدوث أي مضاعفات وآثار جانبية.
إقرأ أيضا: 4 أنواع من أمراض القلب والأوعية الدموية الشائعة لدى كبار السن
ثانيا: الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم
تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والحد من الصوديوم
بوجه عام، يمكن أن تتفاعل الأطعمة الغنية بعنصر البوتاسيوم والتي تتمثل في بعض أنواع الفواكه مثل الموز والبرتقال والفواكه المجففة مع بعض المنتجات الدوائية مثل:
– سبيرونولاكتون (مدر للبول يحتفظ بالبوتاسيوم).
– مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين حاصرات مستقبلات الإنزيوتنسين والإنجيوتنسين – ARBs (أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، وقصور القلب).
– مكملات البوتاسيوم.
على سبيل التوضيح، تعمل أدوية ACEI و ARB على التقليل آلية التخلص من عنصر البوتاسيوم عن طريق الكلى. لذا، وعند تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، فقد يتسبب هذا الأمر في زيادة مخاطر الإصابة بحالة فرط بوتاسيوم الدم، ومن ثم ينتج على هذا حدوث المعاناة من بعض الحالات العصبية وضعف العضلات وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم انتظام ضربات القلب والسكتة القلبية المفاجئة.
من هنا، فيمكننا القول بأنه عند تناول أي نظام غذائي يتواجد بداخله عنصر البوتاسيوم بنسب قليله جدا فلا يسبب هذا الوضع أي مشاكل صحية، لكن في حال الاستهلاك المنتظم أو المفرط لهذه الأطعمة فمن الممكن أن يسبب هذا الأمر مشاكل صحية مع مرضى القلب والأوعية الدموية.
ثالثا: الخضروات الورقية الخضراء
الخضروات الورقية الخضراء الداكنة
تعتبر الخضروات الورقية الخضراء الداكنة مثل السبانخ واللفت والبروكلي وما إلى ذلك من أهم أنواع الخضروات المفيدة جدا لصحة الناس الأفراد الطبعيين، لكن فيما يخص المحتوى العالي من فيتامين K والمتواجد في هذه الخضروات فمن الممكن أن يؤثر بشكل سلبي على دواء الوارفارين، وهو دواء مضاد لتخثر الدم يستخدم لعلاج ومنع الجلطات الدموية، مما يزيد هذا الأمر من خطر تكون جلطات الدم.
بوجه عام، لا يحتاج المرضى الذين يتناولون دواء الوارفارين إلى الامتناع تماما عن تناول الخضروات الخضراء، ولكن يجب عليهم الحفاظ على تناول يومي ثابت ومعتدل من هذه النوعية من الخضروات بدلا من تغيير وزيادة تناول هذه الخضروات فجأة ومن ثم إلحاق الكثير من الأضرار بصحة الجسم مع مرضى القلب.
رابعا: البهارات المحتواه على نسبة عالية من الصوديوم
البهارات المحتواه على نسبة عالية من الصوديوم
تستطيع التوابل التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم مثل صلصة الصويا والخضروات المعلبة المتبلة أن تؤثر بشكل سلبي ملحوظ على أدوية قصور القلب وضغط الدم، مما يؤدي ذلك إلى تفاقم أزمة قصور القلب المرضية وارتفاع معدلات ضغط الدم بشكل ملحوظ.
بمزيد من الفهم أكثر، يمكن أن تسبب الأطعمة الغنية بالصوديوم في احتباس الماء وزيادة العبء على القلب حيث يمكن أن يؤدي روتين تناول الكثير من الصوديوم إلى احتباس الماء وظهور الوذمات وضيق التنفس والتقليل من فاعلية الأدوية المتناولة.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدوية لعلاج قصور القلب أو ارتفاع ضغط الدم، فمن الممكن أن يؤدي ذلك الأمر بشكل سريع إلى حدوث المعاناة من التورم أو ضيق التنفس أو زيادة الوزن بسرعة. لذا، وفي حال زيادة الوزن بمعدلات سريعة تترواح من 1-1.5 كجم في 24 ساعة أو في حال ظهور ضيق في التنفس، فيجب فحص المريض على الفور.
خامسا: الثوم
الثوم
يمكن للثوم خاصة إذا تم تناوله في صورته الخام أو كأقراص مكملة أو مستخلصات مركزة مع مرضى القلب والأوعية الدموية أن يتسبب فيما يلي:
– زيادة مخاطر النزيف خاصة عند دمجه مع الوارفارين والأسبرين والكلوبيدوجريل.
– التسبب في حدوث حالة من الإنخفاض المفرط لضغط الدم خاصة عند دمجه مع أدوية ارتفاع ضغط الدم.
تتمثل الأعراض الشائعة لحدوث هذه الأزمة الصحية في سهولة ظهور الكدمات ونزيف الأنف والدوخة وما إلى ذلك.