يعد مرض الجزر المعدي المريئي من أهم الحالات المرضية التي ترتد فيها المواد من المعدة إلى المريء بشكل مرهق وغير طبيعي حيث من الممكن أن تكون هذا المواد طعاما أو سوائل حمضية. لذا فمن الضروري والعقلاني أن يتم الحصول على العلاج المعني بالتعامل مع هذه الحالة المرضية في الوقت المناسب للمرض وهذا لتجنب حدوث الإصابة بالمضاعفات الخطيرة. بوجه عام سنقوم اليوم بالتعرف على أهم المضاعفات التي من الوارد التعرض لها عند الإصابة بالإرتجاع المعدي المريئي وإهمال عملية تلقي العلاج.
ما هي الأعراض الشائعة لحدوث الإصابة بالإرتجاع المعدي المريئي؟
يؤثر الارتجاع المعدي المريئي على الحياة اليومية بصورة رئيسية حيث يمكن أن يتسبب في حدوث العديد من المضاعفات مثل قرحة المعدة والتضييق ونزيف المريء حتى قد يصل الأمر إلى الإصابة بالسرطان.
يجب العلم أن متلازمة الجزر المعدي المريئي تعرف أيضا باسم التهاب المريء الارتجاعي حيث أن له بعض الأعراض المشابهة تماما للعديد من الحالات المرضية مثل قرحة المعدة أو الاثني عشر أو التهاب الحنجرة.
بصورة دقيقة فيمكننا أن نقوم بذكر الأعراض الأكثر وضوحا لمتلازمة الجزر المعدي المريئي والتي تتمثل فيما يلي:
- حرقان خلف القص بين الصدر حيث يحدث هذا الأمر بعد تناول الوجبات أو عند الانحناء إلى الأمام، أو أثناء الاستلقاء على الظهر.
- الشعور بالألم الحارق الموضعي في الجزء العلوي من البطن.
- الغثيان، والقيء المصحوب بعسر البلع.
- بحة الصوت.
- الإحساس بالاختناق مثل تواجد جسم غريب خلف القص أو البلعوم.
- حدوث ضيق في التنفس ليلا يصاحبه أحيانا نوبات تشبه الربو.
ما هي المضاعفات الخطيرة للارتجاع المعدي المريئي؟
من الهام معرفة أنه من الممكن أن تتم رؤية مضاعفات مرض الجزر المعدي المريئي في الجهاز الهضمي بشكل فوري حيث أنه يعد هو أقرب الأعضاء للمريء والجهاز التنفسي. فالجدير بالذكر أنه عند حدوث هذه الحالة المرضية مع الأطفال، فسوف ينتج عن هذا الأمر عادة المعاناة من التهاب الجيوب الأنفية المزمن، والتهاب المريء الجزر، وضيق المريء، وسرطان المريء، حتى قد يصل الأمر إلى الموت المفاجئ وبالأخص مع الأطفال الصغار.
بوجه عام سنقوم فيما يلي بالعمل على ذكر أهم المضاعفات الخطيرة المترتبة على حدوث الإصابة بالإرتجاع المعدي المريئي:
أولا: التهاب الجهاز التنفسي
عند وصول كمية صغيرة من السوائل الحمضية إلى الجهاز التنفسي العلوي، فمن الممكن أن يتسبب هذا الأمر في حدوث التهاب البلعوم أو التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الشعب الهوائية أو التهاب الرئة، فيجب ملاحظة أنه من أهم الأعراض الشائعة لهذه الحالة المرضية هي السعال لفترات طويلة حيث يعاني المريض من سعال وأزيز بصورة مستمرة، بالإضافة إلى عدم إستجابته للعلاجات التقليدية.
الجدير بالذكر أنه مع بعض الحالات، تحدث بحة في الصوت بسبب سماكة الاحبال الصوتية في الحلق حيث يعد هذا الأمر هو نتيجة لدخول حمض المعدة إلى البلعوم. إلى جانب هذا، فقد يعاني الأشخاص المصابون بمرض الجزر المعدي المريئي أيضا من حدوث تآكل في الأسنان والتهاب الأذن.
ثانيا: حدوث ضيق في المريء
يؤدي التدفق المتكرر لعصارة المعدة للمريء إلى حدوث إتلاف في بطانة المريء، مما يسبب هذا الأمر حدوث الالتهابات. لذلك، يعرف الارتجاع المعدي المريئي أيضا باسم التهاب المريء الارتجاعي.
من الهام معرفة أنه من الممكن أن تتسبب المضاعفات لهذه الحالة المرضية في تعرض المرضى لعواقب خطيرة مثل حدوث صعوبة في البلع، والمعاناة من البلع المؤلم، والشعور بالآلام في منطقة الصدر إلى جانب الشكوى من آلام لا تحتمل وراء القص وبالأخص عند تناول الطعام يصاحبه الغثيان والقيء وفقدان الشهية، ومن ثم يمكن أن يسبب هذا التليف الناجم عن الالتهاب حدوث ضيق وانكماش المريء.
ثالثا: الإصابة بحالة المريء باريت
تبدو هذه الحالة المرضية غريبة على مسامع البعض ولكنهامن المضاعفات الأكثر خطورة حيث تتمثل في كون المريء أصبح ملتهبا بدرجات متفاوتة، مما يؤثر هذا الأمر على تناول الطعام على الأكل. فالجدير بالذكر أن هذه حالة يتغير فيها لون الخلايا المبطنة للمريء السفلي، بسبب التعرض المتكرر لحمض المعدة.
بوجه عام يجب عدم القلق الشديد تجاه هذا العرض لأنه توجد نسبة صغيرة جدا من الأشخاص المصابين بالارتجاع المعدي المريئي الذين يصابون بحالة (مريء باريت).
رابعا: الإصابة بسرطان المريء
تعد الإصابة بسرطان المريء من الحالات الخطيرة الشائعة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما ومصابون بمرض الجزر المعدي المريئي حيث يصاحب هذا الأمر بعض الأعراض المزعجة مثل الاختناق والقيء والألم خلف القص والإحساس المستمر بالألم والبحة في الصوت والسعال المستمر وألم الصدر والمتلازمة المعدية البارزة.
في بعض الأحيان تكون العقدة المتضخمة واضحة في الحفرة فوق الترقوة اليسرى أو في كلا الجانبين، وبعد مرور فترة من المرض يصبح جسم المريض كله رقيقا، وفي غضون شهر يمكن أن يفقد المصاب أكثر من 5 كجم بسبب الاختناق وسوء التغذية.
ما هي أهم النصائح الطبية للتعامل مع الارتجاع المعدي المريئي؟
مما لا شك فيه أن العلاج لهذه الحالة المرضية المقلقة يهدف خطوة بخطوة إلى السيطرة على الأعراض، وتحسين نوعية الحياة، وتقليل مخاطر حدوث أي مضاعفات.
لذا فيمكننا القول بأن التدابير العلاجية لهذا الوضع تشمل تغيير نمط الحياة والعمل على تلقي العلاج الطبي أو العلاج الجراحي وغيرها من الإجراءات على حسب الحالة الصحية. للقيام بذلك، يحتاج المرضى إلى:
- بناء نظام غذائي صحي ووقائي سليم.
- الحد من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على المنبهات.
- البعد عن شرب الكثير من الماء عند تناول الطعام.
- تناول الطعام في وجبات صغيرة طوال اليوم.
- عدم الذهاب إلى الفراش مباشرة بعد تناول الطعام.
- العمل على الراحة والاسترخاء قدر الإمكان وعند الشعور بالمرض.
- القيام بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة والمعتدلة.