في بعض الأوقات من الوارد حدوث تلف في الأوعية الدموية بسبب ارتفاع ضغط الدم، مما قد يترتب على ذلك التقليل من كمية الدم المتدفقة في جميع أنحاء الجسم. فالجدير بالذكر أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على حدوث انخفاض تدفق الدم الواصل إلى القضيب والحوض، مما قد يتسبب هذا الأمر في الأثير بشكل مباشرعلى القدرات الجنسية لكل من الرجال والنساء. بوجه عام سنتعرف اليوم بمزيد من التفصيل على تأثير إرتفاع ضغط الدم السلبي على الحياة الجنسية وكيف يمكننا القيام بالتعامل مع هذا الوضع المرضي؟
ما هي آثار ارتفاع ضغط الدم على القدرة الجنسية؟
يعاني الرجال المصابين بارتفاع ضغط الدم وبالأخص إذا لم يتم علاجهم بشكل سليم من خطر التعرض لحدوث تلف الأوعية الدموية، مما يؤدي هذا الأمر إلى حدوث تصلب وضيق في الشرايين.
من الهام معرفة أن هذا الأمر يؤدي بشكل مباشر إلى ضعف وظيفة الدورة الدموية، بما في ذلك الدورة الدموية اللازمة للحفاظ على الانتصاب عند الرجال، مما يعني هذا أن الأداء الجنسي يمكن أن يصاب بالكثير من الخلل. بالإضافة إلى ذلك فمن الممكن أن يتداخل ارتفاع ضغط الدم أيضا مع القذف ويقلل من الرغبة الجنسية بوجه عام.
أما بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم، فقد تم إثبات أن النشوة الجنسية لديهن تحدث لها الكثير من التأثر، مما يزيد هذا الأمر من الأحاسيس المؤلمة أثناء الجماع، وهذا بسبب تأثر الدورة الدموية في المهبل بشكل كبير ويظهر ذلك من خلال إصابته بالجفاف الشديد.
لماذا يلقب إرتفاع ضغط الدم بـ (القاتل الصامت)؟
يلقب ارتفاع ضغط الدم بـ “القاتل الصامت” بسبب عدم ظهور العديد من الأعراض التي تدل على حدوث الإصابة به، فيجب العلم أنه يقوم بتدمير الأوعية الدموية بصمت مما يؤدي هذا إلى حدوث العديد من المشاكل الصحية الخطيرة والتي تؤثر على الحياة الجنسية لكل من الرجال والنساء.
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى حدوث إبطاء في تدفق الدم المنتقل إلى أي مكان في الجسم. فالجدير بالذكر وفيما يخص الرجال فإنه عندما لا يكون هناك ما يكفي من الدم للوصول إلى القضيب ، فقد يكون من الصعب حدوث الانتصاب السليم أو الحفاظ عليه.
ما علاقة أدوية إرتفاع ضغط الدم بالقدرة الجنسية؟
تلعب العديد من الأدوية دورا مفيدا في التعامل مع إرتفاع ضغط الدم والحفاظ على القلب ضد أي تبعيات سلبية، ولكن هذه الأدوية بشكل عام لها تأثير سلبي ملحوظ على القدرة والنشاط الجنسي.
يجب العلم أنه من الممكن أن تسبب مدرات البول وحاصرات بيتا وهما يعدان مجموعتان شائعتان جدا من أدوية ضغط الدم، ولكنها قد تؤثر بشكل سلبي على حدوث الكثير من مشاكل في الانتصاب لدى الرجال.
إقرأ أيضا: ماهو تأثير مرض السكري على الوظائف الجنسية ؟
أيهما يتأثر أكثر بأمراض ضغط الدم وخلل القدرة الجنسية الرجال أم النساء؟
قد تكون آثار ارتفاع ضغط الدم على الوظيفة الجنسية للرجال أكثر وضوحا من النساء حيث يمكن أن يحدث ضعف الانتصاب عندما لا تكون كمية الدم التي تصل إلى القضيب كافية للسماح بالانتصاب.
أما على الجانب الآخر فقد يكون لدى النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم دافع جنسي أقل واهتمام أقل، خاصة إذا كان ارتفاع ضغط الدم يسبب التعب والإرهاق الشديد للجسم. فيجب معرفة أنه إذا انخفض تدفق الدم إلى مهبل المرأة ، فقد يؤثر ذلك على استجابة الجسم قبل وأثناء الجماع، ومن ثم يترتب على هذا صعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية المرجوة.
كيف يرتفع ضغط الدم وينخفض أثناء ممارسة العلاقة الجنسية؟
تعد العلاقة الجنسية من أمتع التمارين التي يقوم الزوجان بأداءها سويا، ولكنها على الجانب السلبي قد تتسبب في حدوث الكثير من الإجهاد البدني المفرط ومن ثم قد يترتب على ذلك الإصابة ببعض مشاكل القلب حتي يصل الأمرإلى المعاناة من النوبات القلبية.
الجدير بالذكر أن بعض الأبحاث قد اظهرت أن الجنس يرفع ضغط الدم قليلا أثناء وبعد فترة وجيزة من توقيت العلاقة حيث لا ينبغي أن يتملكنا القلق لأن هذا الإرتفاع مشابه لمجهود صعود السلالم ولا يحمل بين طياته الكثير من عوامل الخطر إلا مع مرضى القلب وإرتفاع ضغط الدم.
من الهام معرفة أنه أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، يتم إفراز بعض الهرمونات مثل السيروتونين والإندورفين وفينيل إيثيل أمين، والتي يمكن أن تساعدنا في العمل على تقليل التوتر، ومن ثم ينتج على هذا حدوث استرخاء في الشرايين، مما يقلل هذا الأمر من معدل إرتفاع ضغط الدم، فعلى الرغم من أن النشوة الجنسية تزيد قليلا من معدل ضربات القلب، إلا أن هذا الوضع يمتد لفترة قصيرة من الوقت.
كيف يتم التحكم في ضغط الدم للحصول على حياة جنسية آمنة؟
يمكن لمعظم الأشخاص المصابين بأمراض القلب الإستمتاع بالعلاقة الجنسية بشكل آمن، بما في ذلك المصابين بارتفاع ضغط الدم، فمن الضروري الإنتباه أنه إذا تم تشخيص هذه الحالة المرضية بشكل دقيق، فمن الواجب عليهم اتباع تعليمات العلاج الخاصة الواردة من الطبيب.
من الضروري العمل على تناول الدواء بدقة وفقا للمؤشرات وتغييرات نمط الحياة، وهذا حتي تتم السيطرة على المرض والحد من خطر حدوث مضاعفات قد تنتج عن ارتفاع ضغط الدم المرضي.
بشكل عام ومن خلال تبني نمط حياة صحي للقلب يمكن للمرضى تقليل مستويات ضغط الدم المرتفعة، والعمل على منع أو إبطاء تطور المرض؛ وهذا حتى يتم التقليل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب وتلف الكلى وفقدان البصر والعجز الجنسي.
ما هي أنماط الحياة المتغيرة التي يجب على مرضى إرتفاع ضغط الدم إتباعها؟
تشمل تغييرات نمط الحياة التي يحتاج الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم إلى البحث عنها ما يلي:
- إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والحد من تناول الملح والأطعمة المالحة.
- البعد عن تناول المشروبات الغازية والحد من منتجات الكافيين.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة النشاط البدني بصورة منتظمة.
- الحفاظ على وزن صحي.
- إدارة الإجهاد والبعد عن التوتر والضغط النفسي.