خلال فتره الحمل تعاني المرأة العديد والكثير من الأزمات والمشكلات الصحية والنفسية ومن ضمن هذه الأمور هو حدوث التعرض للاكتئاب الذي يسهل الخلط بينه وبين بعض الاضطرابات الهرمونية الأخرى التي تحدث خلال هذه الفترة، لذا سنتحدث الآن عن اكتئاب الحمل بمزيد من الفهم والتوضيح لكي نتعرف على أهم أسبابه وعلاماته وطرق التعامل معه.
ما هو الاكتئاب أثناء الحمل؟
يعتبر الاكتئاب أثناء الحمل المعروف أيضا باسم اكتئاب ما قبل الولادة هو أحد أنواع الإضطرابات المزاجية الذي يشبه بصورة كبيرة الاكتئاب السريري. فالجدير بالذكر أنه قد تم ربط التغيرات الهرمونية أثناء الحمل بحدوث التعرض للقلق حيث يمكن أن يحدث له تفاقم ومن ثم يؤدي هذا إلى الإصابة بالاكتئاب.
يجب العلم أن هذا النوع من الإضطراب يظهر عادة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ويعرف أيضا باسم الاكتئاب أثناء الحمل في الأشهر الثلاثة الأولى حيث تتعرض بعض الحوامل خلاله للكثير من التوتر والقلق والخوف وعدم الراحة النفسية.
ما أهم أسباب الإصابة بالاكتئاب خلال فترة الحمل؟
عند قيامنا بالبحث عن سبب حدوث الإكتئاب الرئيسي خلال فترة الحمل فلن نجد سببا دقيقا لذلكـ ،ولكن الباحثين يشيرون إلى أن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل تلعب دورا مهما في حدوث الإصابة بهذه الأزمة النفسية حيث تؤثر الهرمونات على المواد التي تتحكم في العواطف والمزاج في الدماغ، ومن هنا تحدث التقلبات التي تؤثر على عواطف النساء الحوامل وتؤدي إلى حدوث الاكتئاب.
من الممكن أيضا أن تكون العوامل الوراثية سببا لحدوث الاكتئاب أثناء الحمل حيث تزداد فرص حدوثه إذا كان لدى أحد أفراد العائلة تاريخ مرضي من الاكتئاب أو أي اضطراب مزاجي آخر.
ما هي علامات حدوث الإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل؟
تتشابه بعض علامات الاكتئاب التي تظهر أثناء الحمل مع التغيرات الطبيعية التي تحدث خلال هذه الفترة. لذلك فيجب على النساء الحوامل التحدث إلى طبيبهن حول تقلبات المزاج التي يعانين منها لكي يستطيع اكتشاف الاكتئاب في وقت مبكر من الحمل وكذلك تقديم المشورة بشكل مناسب، وتتمثل علامات حدوث اكتئاب الحمل فيما يلي:
- ضعف وصعوبة التركيز.
- التقلبات المزاجية التي تحدث بصورة مفاجئة.
- القلق كثيرا وباستمرار بشأن صحة الجنين وسلامته,
- سرعة الإنفعال والإرتباك والذعر بشكل دائم.
- إصابة بعض الحوامل باضطرابات النوم والتعب المفرط والمستمر.
- في بعض الأحيان تكون هناك شهية مستمرة أو عدم الرغبة في تناول الطعام إطلاقا.
- انخفاض أو فقدان كامل للاهتمام بالعلاقة الجنسية مع الزوج.
- عدم الشعور بالإثارة أو السعادة بأي شيء.
- الحزن والبكاء دون سبب واضح.
- الميل إلى الانسحاب عن المحيطين وعزل النفس عن العائلة والأصدقاء.
إقرأ أيضا: هيئة الدواء الأمريكية تعتمد دواءً جديدًا لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة
ما هي الآثار الضارة للإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل؟
أولا: بالنسبة للمرأة الحامل
من الهام معرفة أن حدوث الاكتئاب أثناء الحمل يمكن أن يهيئ النساء الحوامل للإصابة ببعض السلوكيات السلبية مثل التفكير في الانتحار، والرغبة في التخلي عن الجنين. فالجدير بالذكر أيضا أن هذه الظاهرة تزيد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة حيث أن حوالي 50 ٪ من النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب الحاد أثناء الحمل يواصلن تطوير هذا النوع من الاكتئاب فترة ما بعد الولادة.
تؤثر الاضطرابات النفسية أيضا على أفكار المرأة الحامل ومشاعرها وسلوكها مما قد يتسبب هذا الأمر في العديد من المشاكل الأسرية، ويؤدي إلى فقدان الرابطة بين الزوجين والأطفال والآباء.
لذلك إذا كنتِ تعتقدي عزيزتي أنه من المحتمل أن تعاني من الاكتئاب خلال فترة الحمل، فيجب أن تقومي بالذهاب إلى طبيبك على الفور للحصول على المشورة والكشف المبكر والحفاظ على الحمل في صورته الصحية.
ثانيا: بالنسبة للجنين
يتعرض الجنين داخل رحم الأم أثناء تعرضها للإكتئاب خلال فترة الحمل إلى الكثير من المخاطر والمشاكل التي تتمثل فيما يلي:
- زيادة خطر الإجهاض.
- الولادة المبكرة قبل 37 أسبوعا.
- الجنين غير المتطور بشكل كاف.
- الجنين ذو نسبة الإعاقة الفكرية والجسدية.
- ولادة الأطفال بوزن منخفض < 2500 جرام.
- ضعف الصحة.
- ضعف القدرة على التكيف البيئي.
- زيادة خطر الضائقة التنفسية الحادة عند الأطفال حديثي الولادة وآلام الجسم.
- قد يعاني الأطفال من أمراض مثل التوحد وتأخر النمو والحنك المشقوق.
- التأثير بشكل كبير على حياة الطفل في وقت لاحق.
كيف يتم علاج الاكتئاب خلال فترة الحمل؟
يعد أمر استخدام مضادات الاكتئاب للنساء الحوامل من الأمور المثيرة للجدل. لذلك يجب إعتماد بعض الطرق الأخرى لتقليل التوتر أثناء الحمل.
أولا: التغذية
تم ربط العديد من الأطعمة بحدوث تقلبات المزاج حيث يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية الغنية بالكافيين والسكر والكربوهيدرات المصنعة، والمضافات الاصطناعية، وانخفاض البروتين إلى مشاكل تتعلق بالصحة العقلية والبدنية.
يجب العلم إن التحكم في الأطعمة التي يتم تناولها خاصة أثناء الحمل لا تقوم بالتقليل من التوتر فقط، بل من الممكن أيضا أن تساعد في الوقاية ضد الأمراض الأخرى التي يمكن أن تحدث خلال هذه الفترة.
ثانيا: الأدوية العشبية
هناك بعض الأعشاب التي يمكن أن تساعد في تقليل التوتر أثناء الحمل لأنه خلال هذه الفترة لا يمكن تناول العديد من الأدوية مع مضادات الاكتئاب لأن هذه المرحلة تعد من الأوقات الحرجة للنساء الحوامل. لذلك، فمن الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية أو مكملات أثناء الحمل.
ثالثا: التمارين الرياضية
عند قيام الحامل بأداء التمارين الرياضية المناسبة خلال فترة حملها فإن هذا الأمر يعمل على زيادة مستويات السيروتونين، وخفض الكورتيزول بشكل طبيعي، مما يقلل هذا من التوتر ومشاعر القلق والخوف والإكتئاب.
رابعا: الحصول على فترات الراحة المناسبة
يجب العلم أن حدوث مشكلة قلة النوم تؤثر بشكل كبير على قدرة الدماغ في إدارة الإجهاد، والضغط النفسي. لذا فيجب على الحامل أن تقوم ببناء جدول زمني للنوم والاستيقاظ بشكل سليم وصحي يفيد جسمها ووضعها الصحي لها ولظروف حملها.